"واشنطن بوست": خبراء أميركيون فندوا اتهامات أزمة تدفق الأسلحة خلال زيارة جالانت

"6.5 مليارات دولار".. واشنطن تكشف لأول مرة حجم مساعداتها لإسرائيل منذ حرب غزة

طائرة شحن عسكرية أميركية تحمل سيارات مدرعة ضمن مساعدات عسكرية أميركية عاجلة لإسرائيل في مطار في تل أبيب. 19 أكتوبر 2023 - AFP
طائرة شحن عسكرية أميركية تحمل سيارات مدرعة ضمن مساعدات عسكرية أميركية عاجلة لإسرائيل في مطار في تل أبيب. 19 أكتوبر 2023 - AFP
دبي-الشرق

كشف مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية، لأول مرة، عن قيمة المساعدات الأمنية التي قدمتها واشنطن لإسرائيل منذ شنها حرباً على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي والتي بلغت 6.5 مليارات دولار.

ووفقاً لصحيفة "واشنطن بوست"، فإن هذه الأرقام التي لم يُعلن عنها مسبقاً، شكلت جزءاً من النقاشات التي جرت هذا الأسبوع مع الوفد الإسرائيلي خلال زيارة لواشنطن بقيادة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، ووسط ادعاءات إسرائيلية بإبطاء إدارة الرئيس جو بايدن وتيرة تقديم المساعدات.

وتحدث المسؤول عن حجم المساعدات باعتبارها "مؤشراً" على مدى عمق الدعم الأميركي لإسرائيل"، واصفاً الأمر بأنه "ضخم للغاية".

وأضاف المسؤول، الذي لم تكشف الصحيفة هويته، أنه "لتفنيد الاتهام الإسرائيلي بأن الأميركيين وضعوا عقبات أمام تدفق الأسلحة، وهو ما أدلى به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مراراً على مدى الأسبوع الماضي، عكف خبراء أميركيون على مناقشة مئات المواضيع المنفصلة مع نظرائهم الإسرائيليين الذين رافقوا جالانت في زيارته التي استغرقت 4 أيام".

تدفق مستمر للأسلحة

ورغم أن رحلة جالانت كانت مقررة قبل تصريحات نتنياهو، إلّا أنها تمثل "جزءاً من جهود تهدئة العلاقات المتوترة، وإظهار موقفاً إسرائيلياً مغايراً تجاه المساعدات الأميركية".

وبدا المسؤول الأميركي وكأنه "يتراجع عن رفض إدارة بايدن القاطع لاتهام نتنياهو"، حيث قال إنه "فيما يتعلق بالعقبات، فالأمر لا يعدو أن يكون نظاماً بيروقراطياً معقداً نلتزم به لأسباب وجيهة (...) للتأكد من أننا نفي بجميع التزاماتنا تجاه الكونجرس والقوانين والإجراءات واللوائح". 

وأقرّ المسؤول بأن "هناك أمور على الجانب الإسرائيلي تتعلق بالأشياء التي قد يريدونها، والتي ربما لم تكن واضحة بالكامل"، واصفاً زيارة الوفد الإسرائيلي بأنها كانت "بناءة ومثمرة للغاية". 

ووسط التدفق المستمر للأسلحة، تواصل إدارة بايدن تعليق شحنة قنابل زنة 2000 باوند، ما أرجعه الرئيس الأميركي إلى أنه "قلِق من استخدامها في مناطق حضرية كثيفة السكان".   

وشملت الملفات الأخرى التي جرى مناقشتها خلال الاجتماعات بين المسؤولين الأميركيين ونظرائهم الإسرائيليين، إنتاج إيران المتصاعد من الوقود النووي المستخدم في صناعة الأسلحة، وما بات نزاعاً "بغيضاً" بين إسرائيل والأمم المتحدة بشأن توزيع المساعدات الإنسانية في غزة.

كما التقى ممثلون عن القوات الإسرائيلية ومكتب المنسق "COGAT"، وهو الوكالة الإسرائيلية التي تتعامل مع الأراضي المحتلة، المرافقين لجالانت، بمسؤولي المساعدات الأميركية هذا الأسبوع في محاولة لإيجاد حل، بما في ذلك ما اقترحه المسؤولون الأميركيون بشأن "توفير معدّات الحماية وتكنولوجيا الاتصالات" التي لم تسمح إسرائيل بدخولها إلى غزة.    

تردد أميركي

وعلى مدى سنوات، قدمت الولايات المتحدة مساعدات أمنية بقيمة 3.3 مليار دولار إلى إسرائيل على أساس سنوي.

وفي أبريل الماضي، وافق الكونجرس على طلب بايدن بتقديم 26 مليار دولار، كمساعدات إضافية في وقت الحرب ومساعدات إنسانية ولدعم العمليات الأميركية في المنطقة.  

ولكن حتى الآن، تتردد الإدارة الأميركية في تحديد إجمالي قيمة المساعدات الأمنية التي عجلت بتقديمها إلى إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة، وأخبرت الصحافيين فقط بأن واشنطن أمدت أقرب حليف لها في الشرق الأوسط بالمعدات اللازمة للدفاع عن نفسه.  

ففي الأسابيع الأولى من الصراع، عجلت الولايات المتحدة بإرسال شحنات طوارئ إلى إسرائيل على متن طائرات عسكرية أميركية.  

وفي حالات قليلة نهاية العام الماضي، استدعت الإدارة أيضاً سلطات الطوارئ لتجاوز الكونجرس من أجل الموافقة على بيع أسلحة وذخائر لإسرائيل، ما أثار اعتراض بعض المشرعين الديمقراطيين بشأن الارتفاع السريع في عدد الضحايا المدنيين في غزة، بعد أن كثفت إسرائيل حملات القصف وعملياتها البرية.     

وفي مايو الماضي، اتخذت الإدارة قراراً نادراً بتعليق شحنة قنابل زنة 2000 باوند و500 باوند كانت متجهة إلى إسرائيل، ما يعكس زيادة حالة القلق بشأن ارتفاع أعداد الضحايا.  

وأثار تعليق الشحنة غضب كل من المانحين الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل، وفي ذلك الوقت، أكدت الإدارة لأعضاء الكونجرس أن كميات كبيرة من المساعدات العسكرية الأميركية "لا تزال تتدفق على إسرائيل"، ولكنها رفضت الكشف علناً عن الرقم الإجمالي.  

وفي مذكرة داخلية بين القيادة الديمقراطية في مجلس النواب وأعضاء في الكونجرس، حصلت عليها "واشنطن بوست"، قال القادة الديمقراطيون إن تعليق بايدن لشحنة القنابل الثقيلة يمثل "أقل من 1% من إجمالي الدعم العسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة إلى إسرائيل منذ اندلاع الحرب"، في مؤشر مبكر على الكم الهائل من المساعدات الأمنية.

تصنيفات

قصص قد تهمك