قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، الجمعة، إن بيانات التحذير من السفر إلى لبنان التي أعلنتها العديد من الدول "تزرع القلق والضغط النفسي" على اللبنانيين، داعياً إلى الاستعاضة عن تلك البيانات بمواقف تضامن مع بلاده.
وبحسب بيان للخارجية اللبنانية نشرته الوكالة الوطنية للإعلام، تابع بو حبيب موضوع بيانات "التحذير من السفر إلى لبنان الصادرة عن بعض الدول الشقيقة والصديقة" نتيجة ما تتعرض له البلاد من تهديدات إسرائيلية متواصلة، داعياً إلى أن يستعاض عن تلك البيانات التي تزرع القلق بين المواطنين والزائرين بمواقف تضامن مع لبنان تُعبّر عن الوقوف إلى جانبه بوجه تلك "الحملة الممنهجة من الضغط النفسي، والسعي الدؤوب من خلال تكثيف الجهود والضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها العسكرية والحرص على أمن واستقرار لبنان وسلامة أراضيه".
وكان بو حبيب تلقى اتصالاً من نظيره البحريني عبد اللطيف الزياني، نقل خلاله تضامن المملكة التي تترأس القمة العربية مع لبنان وتأييدها لاستقراره.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن وزير الخارجية اللبناني تلقى أيضاً اتصالاً هاتفياً من نائب رئيس الحكومة ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، استعرضا خلاله التطورات الأخيرة، ولا سيما التهديدات الاسرائيلية المتلاحقة بشن حرب على لبنان، إذ تداول الوزيران مضمون البيان الصادر عن الخارجية الأردنية الخاص بدعوة الرعايا الأردنيين تجنّب السفر إلى لبنان.
وعبّر وزير الخارجية اللبناني لنظيره الأردني عن "تعويل لبنان على ما عهده من الأردن الشقيق من مواقف داعمة تعُزز الموقف اللبناني، وترفع من معنويات مواطنيه في هذا الظرف الدقيق".
"التوترات محصورة بالجنوب"
وقلل وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عصام شرف الدين، الجمعة، من شأن دعوة عدد من الدول الغربية لمواطنيها إلى مغادرة بلاده، وأكد على أنه "إجراء وقائي متعارف عليه".
وقال شرف الدين لوكالة أنباء العالم العربي AWP رداً على سؤال عما إذا كان هذا الأمر يعتبر مؤشراً على احتمال اندلاع الحرب مع إسرائيل في أي لحظة: "الحرب أساسا مندلعة، و(لكن) التوترات محصورة بالجنوب"، معتبراً أن ما سماها "الحرب الاقتصادية" مستمرة منذ عدة شهور.
ونفى الوزير اللبناني وجود أي نزوح أو خروج لمزدوجي الجنسية من لبنان حالياً، وقال: "على العكس تماماً المطار مكتظ بعودة مئات الآلاف من المغتربين، لزيارة بلادهم في الصيف من دول المهجر".
الدول تُحذر رعاياها
كانت سفارة الولايات المتحدة لدى بيروت حذّرت، الخميس، مجدداً الرعايا الأميركيين من السفر إلى لبنان، في ظل التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
كما حذّرت الرعايا الأميركيين المتواجدين في لبنان من عدم السفر إلى الجنوب، أو المناطق الحدودية مع سوريا أو مستوطنات اللاجئين.
ودعت سفارة واشنطن، أيضاً، الرعايا الأميركيين الذين يعتزمون الذهاب إلى لبنان بإعادة التفكير في السفر.
وفي وقت سابق الأربعاء، دعت كل من هولندا وألمانيا، مواطنيهما إلى مغادرة لبنان في أقرب وقت، بسبب خطر التصعيد عند الحدود الجنوبية.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية إن "التوترات عند المنطقة الحدودية مع إسرائيل يمكن أن تشهد تصعيداً في أي لحظة"، متحدثة عن "خطر متزايد لوقوع هجمات إرهابية في لبنان قد تستهدف الغربيين أو الفنادق الكبيرة".
كما طالبت وزارة الخارجية الكويتية، الجمعة، المواطنين الكويتيين، بمغادرة لبنان في أقرب وقت ممكن، ودعت من تتعذر عليه المغادرة إلى التواصل مع سفارة الكويت لدى لبنان بشكل فوري عبر هاتف الطوارئ.
وتزداد المخاوف من تصعيد التوتر بين إسرائيل ولبنان، حيث تنتشر تقارير عن نيّة الجيش الإسرائيلي شن عملية عسكرية ضد جماعة حزب الله، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت خلال زيارة إلى واشنطن في وقت سابق هذا الأسبوع إن جيش بلاده "قادر على إعادة لبنان إلى العصر الحجري"، لكنه اعتبر في الوقت نفسه أن شنّ حرب واسعة على لبنان "لا يصب في مصلحة إسرائيل حالياً"،
وتخشى الولايات المتحدة من شن إسرائيل هجوماً على لبنان، رداً على الهجمات التي يشنها "حزب الله" عبر الحدود الشمالية لإسرائيل، ما قد يؤدي إلى حرب إقليمية أوسع نطاقاً.
ومع تباطؤ العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وما يتبعه الحصول على شحنات أسلحة أقل، يستعد الجيش الإسرائيلي لخوض صراع محتمل على الحدود الشمالية (مع لبنان)، إذ وافق الجيش الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، على القيام بعملية ضد جماعة "حزب الله"، وهو ما حذَّرت منه إدارة بايدن.