الأولى من نوعها.. مذكرة تفاهم عسكري بين العراق وتركيا ومراكز أمنية للتنسيق

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول. 24 يوليو 2024 - Reuters
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول. 24 يوليو 2024 - Reuters
دبي -الشرق

أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الخميس، في مؤتمر صحافي مشترك بالعاصمة التركية أنقرة، مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، توقيع أنقرة وبغداد مذكرة تفاهم بشأن التعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب، معتبراً أن هذه الاتفاقية "لها أهمية تاريخية"، فيما وصف نظيره العراقي الاتفاق بأنه "خطوة للأمام" في العلاقات بين البلدين.

وعقب الاجتماع الرابع للآلية الأمنية رفيعة المستوى بين البلدين، أكد فيدان أن أنقرة وبغداد أحرزتا تقدماً كبيراً لتجسيد إرادة قائدي البلدين، مشيراً إلى ازدياد الوعي بشأن "تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي" في العراق.

وأوضح أن مذكرة التفاهم بين تركيا والعراق بشأن التعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب، وقعها وزيرا دفاع البلدين.

وأعرب فيدان عن اعتقاده بأن مراكز التنسيق والتدريب المشتركة المنصوص عليها في الاتفاقية ستنقل التعاون إلى مستوى أعلى، مشيراً إلى أهمية تعزيز وحدة التفاهم بخطوات ملموسة على الأرض بشأن محاربة الإرهاب، لافتاً إلى مباحثات مع الوفد العراقي بشأن "محاربة الإرهاب"، وأن الجانب العراقي رحب بإغلاق 3 أحزاب تابعة ل "التنظيم الإرهابي" (حزب العمال الكردستاني).

وأوضح فيدان أنه في الفترة الأخيرة، جرى تكثيف الاتصالات المتبادلة على المستويين السياسي والفني بهدف تعزيز العلاقات، وأنهم مستمرون في تنفيذ القرارات المتخذة على المستوى الاستراتيجي من أجل مأسسة العلاقات التاريخية مع العراق، لافتاً إلى أن لجان البلدين تعمل على تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات مثل التجارة والطاقة والمياه والنقل والصحة والتعليم.

"تهديد مشترك"

وبشأن مكافحة الإرهاب، شدد فيدان، على أهمية إعلان العراق حزب العمال الكردستاني، "تهديداً مشتركاً"، ومن ثم إعلانه "منظمة محظورة".

وقال إنه بحث مع نظيره العراقي بشكل موسع القضايا الأمنية والعسكرية والاستخباراتية وخاصة الحرب ضد "التنظيم"، معرباً عن أمله في أن تكون مذكرة التفاهم خيراً للبلدين.

وأعلن فيدان، تحرير تأشيرة دخول العراقيين إلى تركيا، الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً وتزيد عن 50 عاماً، وذلك اعتبارا من 1 سبتمبر المقبل، وفقاً للاتفاق الذي تم خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العراق، في أبريل الماضي.

وعن الحرب الإسرائيلية على غزة والمستمرة منذ أكتوبر الماضي 2023،  اعتبر فيدان، أن المنطقة تمر بمرحلة صعبة للغاية، مؤكداً أن إسرائيل تستهدف المدنيين في غزة بلا رحمة منذ عام تقريباً.

بدوره، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، إن مذكرة التفاهم بين بغداد وأنقرة بشأن التعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب، هي الأولى من نوعها في تاريخ البلدين.

وأشار إلى أن "وزيري الدفاع العراقي ثابت العباسي، والتركي يشار جولر قاما بتوقيعها، وأعتقد أنها مذكرة التفاهم الأولى في تاريخ البلدين". 

ولفت إلى أن التعاون يشمل مجالات مختلفة تشمل ملفات المياه، والتجارة، والاقتصاد، والكهرباء، والطاقة، والنفط، والغاز، والسياحة، والثقافة، والصحة، والزراعة، والنقل، والشباب والرياضة، والتعليم، والعمل، والخدمات الاجتماعية.

وقال حسين، إن العلاقات الثنائية، الأمنية والعسكرية، "خطت خطوة إلى الأمام"، وأن الجانبين يهدفان من خلال اللجان لتعزيز العلاقات بشكل أكبر.

وحسبما ذكرت وكالة الأنباء التركية الرسمية "الأناضول"، فإن تركيا والعراق قررتا إنشاء مركزين مشتركين للتنسيق الأمني وللتدريب والتعاون بهدف محاربة الإرهاب، أحدها في بغداد، وآخر  مشترك للتدريب والتعاون في مدينة بعشيقة شمالي العراق.

وذكرت أن المركزين سيمكنان البلدين من العمل معاً في مجال مكافحة الإرهاب.

وفي وقت سابق، الخميس، عُقد في أنقرة الاجتماع الرابع للآلية الأمنية "التركية - العراقية" رفيعة المستوى، كما عقد الاجتماع الأول لمجموعة التخطيط المشتركة التركية ـ العراقية، برئاسة وزيري خارجية البلدين هاكان فيدان وفؤاد حسين.

اقرأ أيضاً

"نقطة تحوّل".. العراق وتركيا يتفقان على خارطة طريق في الأمن والمياه والاقتصاد

وقع العراق وتركيا، الاثنين، اتفاق إطار استراتيجي يشرف على التعاون في مجالات الأمن والطاقة والاقتصاد بين البلدين، على هامش زيارة رسمية للرئيس التركي إلى بغداد

وشهدت العلاقات بين العراق وتركيا، توترات كبيرة في الفترة الأخيرة، على خلفية الضربات العسكرية التركية التي تستهدف حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقية، فضلاً عن انتشار قوات عسكرية تركية في بعض المناطق في شمال العراق. 

ويطالب العراق بترسيم الحدود مع جارته الشمالية تركيا، وسط خلافات بشأن مياه نهري دجلة والفرات. 

ووقع العراق وتركيا، في أبريل الماضي، اتفاقاً استراتيجياً للتعاون في مجالات الأمن والطاقة والاقتصاد والمياه، على هامش زيارة تاريخية للرئيس التركي أردوغان إلى بغداد، هي الأولى منذ 13 عاماً.

تصنيفات

قصص قد تهمك