المناهضون لحرب فيتنام.. مشهد يتكرر في شيكاجو محملاً بآمال وقف حرب غزة

محتجون يحملون الأعلام الفلسطينية واللافتات الرافضة لحرب غزة بالتزامن مع انطلاق المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاجو بولاية إلينوي. 19 أغسطس 2024 - Reuters
محتجون يحملون الأعلام الفلسطينية واللافتات الرافضة لحرب غزة بالتزامن مع انطلاق المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاجو بولاية إلينوي. 19 أغسطس 2024 - Reuters
دبي -الشرق

في مشهد مقارب لما فعله المتظاهرون المناهضون لحرب فيتنام خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي عام 1968 في شيكاجو، خرج آلاف المحتجين في المدينة نفسها، الاثنين، بالتزامن مع انطلاق مؤتمر الحزب، للتعبير عن غضبهم إزاء نهج الإدارة الأميركية بقيادة جو بايدن ونائبته كامالا هاريس مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

شبكة CNN الأميركية، قالت إن العشرات من المتظاهرين تمكنوا من اقتحام السياج الأمني المقام ​​بالقرب من الموقع، فيما قالت السلطات إن محيط الأمن الداخلي لموقع المؤتمر، لم يتم اختراقه، ولم يكن هناك تهديد للحاضرين، مشيرة إلى اعتقال المقتحمين للسياج.

وقال لاري سنيلينج، قائد شرطة شيكاجو، إن"بعض المحتجين الذين أسقطوا السياج، ألقوا زجاجات مياه على الشرطة"، مضيفاً :" تمكننا من تخفيف حدة الموقف دون أن نستخدم الهراوات أو الغازات لتفريق المتظاهرين"، مؤكداً أنه "لن يتسامح مع أي أعمال عنف أو تخريب".

وهتف المتظاهرون بالقرب من انعقاد المؤتمر بعبارات "أنهوا الاحتلال الآن"، و"العالم كله يراقب!".

وكان المنظمون للمسيرات الاحتجاجية، يتطلعون إلى مشاركة ما لا يقل عن 20 ألف شخص، لكن يبدو أن عدد الحاضرين لم يتجاوز بضعة آلاف، فيما رفض مسؤولو المدينة تقديم تقديرات دقيقة لعدد المشاركين، وفقاً لما ذكرته CNN.

ومن المرجح أن ترتفع وتيرة الاحتجاجات وتعاود نشاطها في ساحات الحرم الجامعي مع استئناف العام الدراسي، الأمر الذي سيتسبب في تشكيل جبهة محتملة تزعج الحزب الديمقراطي قبل حلول الانتخابات في نوفمبر المقبل.

تغير في نبرة هاريس

وعلى وقع الاحتجاجات، قالت شبكة ABC NEWS، إن نبرة هاريس بشأن الحرب على غزة، شهدت تحولاً نسبياً عن بايدن، لكنها لم تنشق عنه سياساً بشكل جذري، فيما يتعلق بشأن حظر الأسلحة، أو التعبير عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وكلها تدعم، في الوقت نفسه، "وقف إطلاق النار، وصفقة تبادل الأسرى".

وبين دعم إسرائيل والدعوة إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار، اعتبرت الشبكة الأميركية، أن ذلك يحد من مساحة التحرك داخل الحزب، كما يعتبره المتظاهرون عدم جدية من قبل واشنطن لوقف تزايد أعداد الضحايا في غزة، التي تجاوزت 40 ألفاً، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.

وقال المدير التنفيذي الوطني للجنة مكافحة التمييز العربية الأميركية، عبد أيوب، إنه "لا يزال هناك مخاوف بشأن الطريقة التي يتم بها التعامل مع ما يحدث في الحرب على غزة"، مشدداً على أن "المتظاهرين يرغبون في رؤية موقف سياسي جوهري وتغير في السياسة، إذ لا يزال الإحباط مسيطراً على المتظاهرين".

صلاحيات "محدودة" لهاريس

وقال مصدر مطلع على حملة هاريس:"هناك أمل في أن تكون التظاهرات أقل إزعاجاً مما كنا نخشى قبل 6 أشهر". وألمح المصدر إلى أن"الجناح داخل الحزب الذي يعتبر حرب غزة، القضية الرئيسية هو جناح صغير"، متوقعاً أن تشهد الاحتجاجات ارتفاعاً لمستوى أعلى عما كانت عليه في السابق، حتى يكون لها تأثير واضح على التغطيات الإعلامية، مبيناً أن "هؤلاء الناشطين والمحتجين يعكسون مجموعة صغيرة من الحزب".

واعتبر بعض النشطاء، أن هاريس لديها صلاحيات محدودة، لكسر بعض القواعد في السياسة، إذ لا تزال تعمل نائبة للرئيس في إدارة تشارك بنشاط في محادثات وقف إطلاق النار.

وقال مؤسس المعهد العربي الأميركي جيمس زغبي عن الحرب: "عندما تتحدث هاريس عن الحرب، تشعر وكأنها ترى حجم التأثير، بينما عندما يتحدث بايدن عن الحرب، لست متأكداً من أنه يشعر بوجود ضحايا، ويتضح ذلك في خطابه".  

ويتطلع الديمقراطيون، إلى أن يؤدي التقدم في محادثات وقف إطلاق النار لتخفيف بعض "الضغوط على هاريس"، بحجة أن الانتقادات قد لا تكون بنفس القدر من القوة، "إذا توقف القصف الإسرائيلي على غزة".

وقال أحد الاستراتيجيين الديمقراطيين المرتبطين بفريق هاريس: "إذا كنا في وضع يسمح بتحقيق تقدم، أعتقد أن هذا سيكون له تأثير، مما لو كان الناس ما زالوا يشعرون بأن الأمور متوقفة".

وكان بعض من المندوبيين مصرين، الاثنين، على المطالبة بوقف إطلاق النار، وفرض حظر على تزويد إسرائيل بالأسلحة.

وقال عباس علوية، وهو مندوب من ميشيجان وزعيم لحركة "غير ملتزم"، وهي حركة ديمقراطية تعترض على حرب غزة وتنتهج التصويت العقابي تجاه ترشيحات الديمقراطيين: "إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، فهذا أمر رائع، فنحن بحاجة إليه فوراً، نحن بحاجة إلى لم شمل جميع الأسرى مع عائلاتهم، الإسرائيليين والفلسطينيين، ووقف التمويل الأميركي لاحتلال الفلسطينيين".

وأضاف: "هذا نظام غير مستدام وغير إنساني يقع في قلب السياسة الخارجية لأميركية التي يجب أن نتعامل معها، ويجب أن نقطعه".

منتدى لأحداث غزة داخل المؤتمر

وفيما وصفه المنظمون بأنه الأول من نوعه، تم منح نشطاء الحزب الديمقراطي، مساحة في المؤتمر لعقد منتدى يتم فيه مناقشة معاناة الفلسطينيين الذين كانوا تحت القصف الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر، وكذلك لتبادل القصص الإنسانية المأساوية التي حلت بالعائلات هناك، وفقاً لما أوردت وكالة "أسوشيتد برس".

وعلى الرغم من أن مطالب النشطاء الأساسية، لا تزال دون تلبية، فإن قرار السماح بتوفير مساحة للنشطاء ضمن المؤتمر، كان بمثابة المبادرة التي حظيت بالتقدير، وهي الخطوة التي شكك كثيرون في أن بايدن سيتخذها لو استمر مرشحاً للحزب.

وكان المنتدى نتاجاً لمفاوضات سرية بين حملة هاريس وأعضاء ما يسمى بحركة "غير ملتزم"، وهي المجموعة التي شجعت الناخبين الديمقراطيين على حرمان بايدن من الدعم والتصويت من أجل توجيه رسالة له جراء مواقفه.

وقالت ليلى العبد، وهي أميركية من أصل فلسطيني من ديربورن، ومؤسسة حركة "غير ملتزم"، وشقيقة النائبة الأميركية رشيدة طليب من ميشيجان، إن "ترشيح هاريس قدم بصيصاً من الأمل"، واصفةً المناقشة التي جرت في الندوة بأنها "انتصار بسيط".

وأضافت أن "بايدن كان يشكل عبئاً على الحزب الديمقراطي بسبب سياسته تجاه حرب غزة. ومع وجود نائبة الرئيس هاريس على رأس القائمة، فإن الفرصة المتاحة للتحرك أصبحت أفضل نسبياً".

وذكرت العبد أنها التقت بهاريس، وشعرت بأن تعاطفها تجاه ما يجري في غزة حقيقي، لكنها استدركت قائلة: "لا يكفي، الأطفال في غزة بحاجة إلى أكثر من التعاطف والتفهم".

تصنيفات

قصص قد تهمك