ارتفعت حصيلة الفيضانات في تركيا إلى 27 قتيلاً، وفق ما أعلنت السلطات المسؤولة عن إدارة الكوارث الطبيعية في البلاد، الجمعة، في الوقت الذي تواصل فيه فرق الإغاثة عمليات بحث واسعة عن شخص واحد في عداد المفقودين، وفق ما أوضحت السلطات.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيتوجّه الجمعة، إلى إحدى المناطق الأكثر تضرراً، لمعاينة الخسائر، وإبداء دعمه للمنكوبين.
ونتجت الفيضانات التي أثرت على مقاطعات كاستامونو وبارتين وسينوب، الواقعة على شواطئ البحر الأسود، عن هطول أمطار غزيرة ليل الثلاثاء الأربعاء.
وارتفع مستوى المياه في بعض المدن، الأربعاء، إلى 4 أمتار وفق السلطات، واجتاحت السيول شوارع بأكملها، وجرفت سيارات، وإشارات مرورية.
ويربط عدد من العلماء بين الاحترار الناجم عن النشاط البشري، والحدوث المتكرر لظواهر مناخية قصوى. وشهدت تركيا في الأشهر الأخيرة عدداً من الكوارث الطبيعية، بما في ذلك موجات جفاف شديدة، وحرائق غابات عنيفة بين أواخر يوليو، وأوائل أغسطس.
وحضّ بعد هذه السلسلة من الكوارث الطبيعية، العديد من السياسيين والجمعيات الحكومية، على اتخاذ تدابير جذرية من أجل الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، إذ لم توقع تركيا اتفاق باريس للمناخ لعام 2015.
اليابان تتضرر
في اليابان، حدث انزلاق أرضي نجم عن أمطار غزيرة الجمعة، في محافظة ناغازاكي جنوب غرب اليابان، وصدرت توصيات بإخلاء منازل وعشرات آلاف الأشخاص في محافظة هيروشيما وحدها.
وانجرف في أونزين في محافظة ناغازاكي، منزلان بسبب انزلاق أرضي، وفق ما أفادت موظفة في البلدية لوكالة "فرانس برس". وفي هيروشيما، أعلنت مصلحة الأرصاد الجوية اليابانية حالة التأهب القصوى في ما يخصّ الأمطار.
وأكد مسؤول في المصلحة في مؤتمر صحافي عُقد بشكل عاجل، وبثّته قناة "إن.إتش.كاي" الرسمية، أن توصيات غير إلزامية بالإخلاء وُجّهت إلى ما لا يقلّ عن 69500 شخص في محافظة هيروشيما.
ويُتوقع أن يستمر تساقط الأمطار الغزيرة لأيام عدة في أنحاء اليابان من جزيرة كيوشو جنوب غرب البلاد، حتى منطقة توهوكو شمال شرق البلاد.
وحذّر المسؤول في مصلحة الأرصاد الجوية من "خطر حدوث كارثة كبيرة" في الأيام المقبلة، في المقابل نبّهت وزارة الأراضي من أن مستويات مجاري المياه في هيروشيما وكوماموتو، مرتفعة للغاية.
وبحسب العلماء، يتسبب التغيّر المناخي العالمي بزيادة حرارة الطقس، ما يؤدي إلى احتباس كمية أكبر من المياه، الأمر الذي يرفع من خطر تساقط الأمطار الغزيرة، ويزيد من شدّتها.
كارثة الصين
وفي السياق ذاته، أودت أمطار غزيرة وسط الصين بحياة 21 شخصاً على الأقل، وفق ما أعلن التلفزيون الرسمي، في كارثة تأتي بعد فيضانات مدمرة الشهر الماضي، أدت لمقتل أكثر من 300 شخص.
وتشهد مقاطعة خوباي الواقعة على بعد ألف كيلومتر غرب شنغهاي، تساقط أمطار غزيرة منذ الأربعاء، كما تأثرت منطقة ييتشنغ بشكل خاص بالأمطار، مع تسجيلها سقوط معدل أمطار بلغ أكثر من 400 ملم الخميس وحده، في معدل قياسي، وفق ما أفادت قناة "سي.سي.تي.في".
وأظهرت الصور طرقاً رئيسية في المدينة غارقة في سيل من المياه الموحلة، ومنازل محاصرة، وعمل رجال إنقاذ ليلاً على إجلاء سكان حاصرتهم المياه، بينما وجد سكان آخرون في جرافة ملجأ لهم.
وتسبّبت الأحوال الجوية السيئة في خوباي، بانهيارات أرضية ودمرت مئات المنازل، وأسفرت عن إجلاء قرابة 6 آلاف شخص، وفق مكتب إدارة الطوارئ في المقاطعة.
ولم تسلم مدينة سويتشو الواقعة على بعد 140 كيلومتراً شرق ييتشنغ من تداعيات الأمطار، ونقلت صحيفة محلية عن أحد السكان أن مستوى المياه "بلغ ما يصل إلى مترين أو ثلاثة أمتار".
ومن المتوقع هطول أمطار غزيرة مجدداً الجمعة، بحسب خدمات الأرصاد الجوية الصينية، تحديداً في جنوب غرب البلاد، والعديد من المناطق في الشرق حول شنغهاي.
وتحدث الفيضانات كل صيف في الصين، جراء الأمطار الموسمية، لكنها تعد مهمّة بشكل خاص هذا العام.
وفي 20 يوليو، ضربت أمطار غزيرة، لم تشهدها البلاد منذ 6 عقود وسط الصين، واجتاحت جزءاً من المترو في مدينة تشنغتشو، إذ توازي الأمطار التي سقطت على المدينة خلال 3 أيام، معدل ما سقط خلال سنة بأكملها، الأمر الذي تسبّب في مقتل 300 شخص، وفق حصيلة رسمية.