زلزال تركيا ومطار غازي عنتاب.. صالة كبار الشخصيات تأوي هاربين من الموت

رجال إنقاذ ألمان يصلون إلى مطار "غازي عنتاب" للمساعدة في العثور على ناجين من زلزال تركيا. 7 فبراير 2023 - REUTERS
رجال إنقاذ ألمان يصلون إلى مطار "غازي عنتاب" للمساعدة في العثور على ناجين من زلزال تركيا. 7 فبراير 2023 - REUTERS
غازي عنتاب (تركيا)-أ ف ب

لجأ ناجون من الزلزال الذي ضرب تركيا إلى مطار "غازي عنتاب" القريب من مركز الزلزال بعدما انهارت منازلهم، فيما بدأت طلائع المسعفين تصل من أكثر من 70 دولة، لمحاولة إنقاذ أكبر عدد ممكن من العالقين تحت الأنقاض.

مع دخول عملية البحث عن ناجين مرحلة حساسة، وصلت فرق إنقاذ من عدة دول إلى مطار "غازي عنتاب" القريب من مركز الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا، الاثنين، بقوة 7.8 على مقياس ريختر، وخلّف ما لا يقلّ عن 9500 ضحية، فيما لا يزال كثيرون عالقين تحت الأنقاض.

وبينما يخوض عمال الإغاثة سباقاً مع الزمن، يسير عناصر الإنقاذ الدوليون في صالة كبار الشخصيات في مطار "غازي عنتاب" حاملين معداتهم ومستعينين بخبراتهم في هذه الحالات.

برد قارس

وحذّر وزير الداخلية التركي سليمان صويلو من أن الساعات الثماني والأربعين المقبلة ستكون "حاسمة" في عملية البحث عن ناجين، خصوصاً مع انخفاض درجات الحرارة حتى ملامستها الصفر مئوية تقريباً.

وينام نحو 100 شخص ملفوفين ببطانيات في إحدى صالات المطار التي تُستخدم عادةً للترحيب بسياسيين ومشاهير أتراك.

ومنعت السلطات المحلية الناس من الإقامة في الأبنية السكنية بسبب الهزات الارتدادية الكثيرة التي ضربت المنطقة.

وكان الطالب مصطفى إهيانجي (20 عاماً) من بين المحتشدين في صالة كبار الشخصيات في المطار، مع 5 من أفراد عائلته. ويقول إنه كان نائماً حين ضرب الزلزال الأول، الاثنين، مضيفاً: "كان الأمر أشبه بكابوس، مثل الألعاب الأفعوانية".

ويتابع: "كنا ننتظر في الخارج حين ضرب الزلزال الثاني بعد بضع ساعات. كلنا مرعوبون". ويواصل حديثه: "ننام هنا، نأكل هنا. نحن بأمان في هذه المنطقة، هنا كهرباء وصرف صحي"، ويقول أيضاً: "لا أعرف متى سنغادر".

مسنة تبكي بالقرب من عملية بحث وإنقاذ في مدينة
مسنة تبكي بالقرب من عملية بحث وإنقاذ في مدينة "غازي عنتاب" جرّاء الزلزال الذي ضرب تركيا. 7 فبراير 2023 - REUTERS

"ساعات حاسمة"

وأمضى عشرات الآلاف من أبناء المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة الليل البارد في السيارات أو متجمعين حول مواقد نار أُشعلت في الشوارع، لكن السلطات تخشى أن يكون آلاف الأشخاص لا يزالون عالقين تحت الأنقاض في أكثر المناطق تضرراً في تركيا وسوريا.

وقال رئيس فريق الإغاثة البريطانية ديف أونيل إن الساعات المقبلة ستكون "حاسمة للغاية" بين الأنقاض.

وأضاف، بُعيد وصول فرقة المسعفين البريطانيين الـ77 إلى مطار غازي عنتاب: "لهذا نحن حريصون جداً على العمل بأسرع ما يمكن لتحقيق أقصى استفادة من نافذة الإنقاذ التي أمامنا".

انتشال جثة طفلة من تحت الأنقاض، على يد عامل إنقاذ سوري من فرق
عامل إنقاذ سوري من فرق "الخوذة البيضاء" يحمل جثة طفلة في محافظة إدلب شمال غرب سوريا. 8 فبراير 2023 - AFP

 وتابع أن الفريق يسعى "للخروج في أسرع ما يمكن.. لدينا فرق بحث وكلاب مدربة. نحتاج للخروج وإقامة قاعدة خاصة بنا والتعاون مع الفرق الأخرى".

وأرسلت قطر فريقاً من 120 عنصراً فيما أرسلت إسرائيل عشرات المتخصصين للمساعدة في جهود الإغاثة، بينما وصلت طائرات إغاثة من مصر وتركمانستان وعدة دول خليجية.

داخل المطار، كان جندي تركي يحمل طفلاً ويمشي، ليحاول وقف بكائه.

وشوهدت أيضاً نساء مع أطفال ينامون داخل مكتب مدير صالة كبار الشخصيات في المطار.

وتقول زاهدة سوتكو، التي ذهبت إلى المطار مع طفليها بعد الفرار من شقتها، "رأينا المباني تنهار، لذا نعلم أننا محظوظون لأننا ما زلنا على قيد الحياة".

وتضيف: "لكن الآن هناك الكثير من عدم اليقين في حياتنا. كيف سأعتني بهؤلاء الأطفال؟ نحن يائسون".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات