على الرغم من وصوله إلى مداره في محاولته الثالثة، الخميس، إلا أن صاروخ "ستارشيب" العملاق التابع لشركة "سبيس إكس"، أخفق في العودة إلى الأرض.
وأعلنت الشركة، فقدان صاروخها في المرحلة الأخيرة من المهمة التجريبية.
وأفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، بأنه بعد نحو ساعة من الطيران الذي لا تشوبه شائبة تقريباً، ما ساعد على تعزيز صلاحية أكبر صاروخ في العالم، يبدو أن المركبة الفضائية تحطمت عند عودتها.
وفقدت وحدة التحكم، الاتصال مع مركبة Starship بعد وقت قصير من عودتها إلى الغلاف الجوي للأرض، وسرعان ما أكد المهندسون، فقدان سفينة الفضاء.
وهذه هي الخسارة الثالثة لمركبة "ستارشيب" في أقل من 12 شهراً، بعد انتهاء الرحلتين التجريبيتين السابقتين بانفجارات.
وأعلنت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية، عبر منشور على منصة "إكس"، عزمها الإشراف على التحقيق في "الحادث المؤسف" الذي شمل كلاً من "معزز Super Heavy ومركبة Starship".
لكن المهمة التجريبية شهدت العديد من الأحداث الحاسمة بعد الإطلاق من ميناء Starbase الفضائي التابع لشركة "سبيس إكس" في بوكا تشيكا بولاية تكساس.
وتمكنت المركبة الفضائية، التي يبلغ طولها 120 متراً، من فتح وإغلاق أبواب الحمولة في الفضاء، ونقل الوقود الدافع من خزان وقود إلى آخر، وإعادة تشغيل محرك رابتور أثناء الطيران.
وأعلن دان هيويت، كبير مهندسي التصميم الميكانيكي في الشركة، في بث مباشر بعد 9 دقائق فقط من الرحلة، وسط هتافات تصم الآذان من الحشود في مقر "سبيس إكس" الرئيسي في هوثورن بولاية كاليفورنيا: "وصلنا إلى أبعد مما كنا عليه من قبل".
صواريخ تجريبية أخرى
وتعتزم شركة "سبيس إكس"، إطلاق 4 صواريخ تجريبية أخرى على الأقل في الأشهر المقبلة.
وتأخذ الرحلة التجريبية، الشركة، في خطوة أخرى إلى الأمام، فيما يتعلق بإظهار تكنولوجيا الصواريخ، وقدرتها في النهاية على حمل حمولات تزن 150 طناً إلى المدار. وتعتمد "ناسا" أيضاً على مركبة "ستارشيب" لهبوط البشر على القمر كجزء من برنامج "أرتيميس" التابع لوكالة الفضاء الأميركية.
وقال إيلون ماسك، مؤسس الشركة، إنه يهدف إلى خفض تكاليف الإطلاق إلى أقل من 10 ملايين دولار لكل رحلة باستخدام نسخة قابلة لإعادة الاستخدام من الصاروخ "ستارشيب"، وهو أقل بكثير من صاروخ Falcon 9 الأصغر للشركة والذي تبلغ تكلفته حوالي 67 مليون دولار.
اقتصاد الفضاء
وأفاد تقرير صادر خلال العام الجاري 2024، عن شركة Bain الاستشارية، بأن الشركة يمكن أن تقلل التكلفة لكل كيلوجرام للوصول إلى مدار أرضي منخفض بمقدار 50 إلى 80 مرة، متوقعاً أن تؤدي سعته الهائلة إلى تسريع تطوير اقتصاد الفضاء التجاري.
ومع ذلك، يمكن لـ"ستارشيب" أيضاً تقويض الحالات التجارية للمئات من شركات الصواريخ الناشئة، والتي تأمل جميعها في الاستفادة من الطلب المتزايد على خدمات الأقمار الصناعية.
وتتوقع شركة "يوروكونسلت"، وهي شركة استشارية لسوق الفضاء، إطلاق ما يزيد عن 2800 قمر صناعي في المتوسط سنوياً بين عامي 2023 و2032.
وأعلن ماسك، خططه لصاروخ الرفع فائق الثقل في عام 2012 لتحقيق طموحه في نقل البشر إلى المريخ.
وعندما انطلقت المركبة الفضائية للمرة الأولى في أبريل 2023، تعطلت المهمة. واضطر المهندسون إلى تدمير الصاروخ عمداً بعد حوالي 4 دقائق من الرحلة لتجنب الهبوط غير المنضبط.
واستمر الاختبار الثاني في نوفمبر لفترة كافية في نقل الصاروخ إلى حافة الفضاء، لكنه تعطل أيضاً بعد 8 دقائق من الرحلة.
ورفض مهندسو ماسك و"سبيس إكس" اعتبار أي من الاختبارين أنه فشل، وقالوا إنهم تعلموا دروس مهمة للمهمات اللاحقة.
