ولاية أوريغون الأميركية تكافح أحد أكبر الحرائق منذ قرن

صورة لحريق "بوتلغ" في ولاية أوريغون الأميركية انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، 13 يوليو 2021 - REUTERS
صورة لحريق "بوتلغ" في ولاية أوريغون الأميركية انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، 13 يوليو 2021 - REUTERS
دبي-رويترزأ ف ب

أجبر حريق مستعر منذ أكثر من أسبوع في منطقة غابات شاسعة بجنوب ولاية أوريغون الأميركية، رجال الإطفاء على التراجع لليوم الرابع على التوالي، حيث اتسع نطاقه ليصبح خامس أكبر حريق في الولاية منذ أكثر من قرن، وفقاً لما ذكره مسؤولو الغابات، الجمعة. 

وأتى حريق "بوتليغ"، وهو الأكبر بين عشرات حرائق الغابات التي اشتعلت في غرب الولايات المتحدة تزامناً مع موجة حر غير مسبوقة، على أكثر من 241,000 فدان، وهي مساحة تزيد على مساحة مدينة نيويورك.

ومن المفارقات أن الدخان الكثيف الذي يغطي معظم المنطقة قد يعمل على التخفيف قليلاً من حدة موجة حر أخرى متوقعة في مطلع هذا الأسبوع في جبال روكي، التي تمتد إلى أجزاء من ولايات مونتانا وأيداهو ووايومنغ ويوتا وكولورادو شمال غربي الولايات المتحدة.

ويحتدم حريق "بوتليغ" بفعل الأخشاب والأغصان الجافة في غابة "فريمونت وينيما" وحولها، منذ اندلاعه في 6 يوليو قرب منطقة كلاماث فولز على بُعد قرابة 400 كيلومتر جنوب مدينة بورتلاند بولاية أوريغون. 

مشهد لحريق
مشهد لحريق "بوتلغ" في غابات ولاية أوريغون الأميركية، 15 يوليو 2021 - REUTERS

تهديد مجتمعات

وقالت السلطات إن النيران دمرت ما لا يقل عن 21 منزلاً و 54 مبنى آخر. وأدرجت إدارة الغابات بولاية أوريغون، الجمعة، أكثر من 5000 منزل على أنها مهددة، بزيادة قرابة 3000 عن اليوم السابق.

وقال الناطق باسم الإدارة ماركوس كوفمان، إن هذا الرقم يمثل عدداً أكبر من المجتمعات التي يحتمل أن تكون عرضة للأذى مع اتساع نطاق الحريق. ومع ذلك، كان هناك عدد أقل من المساكن المعرضة لخطر مباشر، خصوصاً على طول الجانب الجنوبي للحريق، حيث حققت أطقم مكافحة الحرائق نجاحاً أكبر.

وأقامت فرق مكافحة الحرائق خطوط احتواء حول 7% من محيط الحريق. لكن المسؤولين قالوا إن اتساع الحرائق الشديدة، التي أججها انخفاض الرطوبة والنباتات الجافة والرياح العاصفة، أجبر رجال الإطفاء على الانسحاب من الأطراف الرئيسية للحريق لليوم الرابع على التوالي يوم الجمعة.

رجل إطفاء بعد محاولة إخماد الحريق -15 يوليو 2021 - REUTERS
رجل إطفاء منهك بعد محاولات إخماد الحريق، 15 يوليو 2021 - REUTERS

كاليفورنيا تستعد

وتستعد منطقة غرب الولايات المتحدة التي ضربها جفاف شديد، لمزيد من الدمار جراء حرائق الغابات مع توقع حصول صواعق جافة خطيرة في كاليفورنيا.

يشكل حريق أوريغون خطراً على إمدادات الطاقة في ولاية كاليفورنيا المجاورة، كما يهدد بإغراق السكان في العتمة، مثلما حدث في السنوات الماضية عندما تسببت موجات حر في إجهاد شبكة الكهرباء في الولاية.

وأعلن حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم أنه سيتم إرسال مزيد من التعزيزات للمساعدة في مكافحة حريق ولاية أوريغون، حتى فيما تحاول كاليفورنيا إخماد حرائقها، كما أفادت خدمات الطوارئ في مكتب الحاكم في بيان.

وأضاف البيان أن "تأثيرات تغير المناخ تساهم في حرائق الغابات التي تزداد خطورة وحدة في كل أنحاء غرب الولايات المتحدة".

وحذّر عالم المناخ دانيال سوين من أن خطر اندلاع حرائق غابات بسبب الصواعق الجافة المتوقعة في كاليفورنيا في نهاية هذا الأسبوع "مرتفع جداً".

وفي أغسطس العام الماضي، اندلع حريق "كومبلكس فاير" وهو الأكبر في تاريخ كاليفورنيا الحديث، ودمر منطقة بحجم ولاية ديلاوير، عن طريق سلسلة ضخمة من آلاف الصواعق.

وحذّر سوين من جامعة كاليفورنيا من أنه بسبب "فترة طويلة من درجات الحرارة المرتفعة التي تسجل أرقاماً قياسية"، تكون أحراج كاليفورنيا أكثر جفافاً مما هي عليه عادة في ذروة أغسطس أو سبتمبر.

لكنه أشار إلى أنه "من غير المرجح أن تضرب سلسلة من الصواعق الجافة كما حدث في أغسطس 2020".

تحذيرات من سحب دخان

أما في كندا، فيفترض أن يصل نحو مئة من رجال الإطفاء المكسيكيين إلى تورونتو السبت لمكافحة الحرائق في شمال غرب أونتاريو، وفق ما أعلنت سلطات المقاطعة الجمعة.

وصدرت تحذيرات بشأن نوعية الهواء في أربع مقاطعات في البلاد، فيما تسببت الحرائق في سحب من الدخان.

وقال غراهام ليغيت (34 عاماً) الذي يعمل في "آرت غاليري أوف ألبرتا" في غرب كندا "كل شيء يتغير بسرعة كبيرة وفقاً للرياح".

وأوضح لوكالة "فرانس برس": "عند الثامنة صباح أمس، كان الجو صافياً ومشمساً، وبحلول العاشرة، كانت الأجواء مليئة بالدخان لدرجة أنه بالكاد تستطيع الرؤية".

وكتبت وزارة البيئة الكندية على "تويتر": "دخان حرائق الغابات يتسبب في رداءة نوعية الهواء في مناطق عدة" الجمعة.

ويتوقع مسؤولون أن تسيطر درجات حرارة مرتفعة خلال الأيام القليلة المقبلة على امتداد ألبرتا إلى أونتاريو، إلا أنها لن تكون شديدة على غرار درجات الحرارة التي وصلت إلى 49,6 درجة مئوية وسجلت قرب فانكوفر قبل ثلاثة أسابيع.

ويقول علماء إن موجات الحر التي تضرب غرب الولايات المتحدة وكندا منذ أواخر يونيو كانت ستكون "مستحيلة عملياً" لولا ظاهرة تغير المناخ التي يسببها النشاط البشري.

ويؤدي تغير المناخ إلى زيادة حدة موجات الجفاف، ما يخلق ظروفاً مثالية لامتداد حرائق الغابات خارج نطاق السيطرة وإحداث أضرار مادية وبيئية غير مسبوقة.