محاولات لإعادة تنظيم داعش بإفريقيا عبر متطرفين محليين

time reading iconدقائق القراءة - 4
أكواخ محترقة في موقع هجوم مسلح في قرية تشيتولو - REUTERS
أكواخ محترقة في موقع هجوم مسلح في قرية تشيتولو - REUTERS
دبي- الشرق

حذر محللون ومسؤولون أميركيون من محاولات لاستنهاض تنظيم "داعش" في إفريقيا، بعد الهزائم التي لحقت به في مناطق عدة عبر العالم.

وذكر موقع "ديفنس وان" الأميركي أن تلك المحاولات تأتي من خلال جماعة متطرفة تنتهج العنف في موزمبيق تسمى "السنة والجماعة"، إذ تعمل على تعزيز علاقاتها مع تنظيم "داعش" في جنوب الصحراء الإفريقية، وسط تحذيرات من أن ذلك "يشكل تحدياً أكبر للحكومات هناك".

وأشار الموقع إلى أن الولايات المتحدة تنبهت لذلك، حين صنّفت وزارة الخارجية الأميركية تلك الجماعة مطلع الشهر الجاري "منظمة إرهابية" وربطتها رسمياً بـ"داعش، وجاء ذلك بعد أشهر من زيادة نشاطها في موزمبيق وضواحيها.

ووفقاً لتقرير أصدرته شركة "بابل ستريت" العالمية المعنية برصد وتحليل البيانات الأمنية على شبكة الإنترنت في 21 يناير الماضي، فإن الجماعة هاجمت في أغسطس الماضي مدينة موسيمبوا دا برايا، شمالي موزمبيق. وفي مطلع يناير، أجبرت عملياتها في شبه جزيرة أفونجي في إقليم كابو ديلجادو على إخلاء منشآت الغاز الطبيعي السائل لشركة "توتال" الفرنسية.

ولفت التقرير إلى استمرار نشاط تلك الجماعة في جميع أنحاء المنطقة، مع استهدافها بشكل متزايد لخطوط الاتصال وتجاوز المواقع الأمامية الحكومية.

في يونيو الماضي، أشارت "بابل ستريت" إلى أن تلك الجماعة كانت تعمل بجد لجذب انتباه "داعش"، في محاولة للوصول إلى موارد التنظيم الأكبر وقنوات الاتصال الخاصة به. ومنذ ذلك الحين، أصبح "تورط داعش في الصراع الحالي أكثر وضوحاً".

"روابط قوية"

وأوضح التقرير أن كلاً من المتمردين المحليين وعناصر "داعش" يحاولون على ما يبدو "إقامة روابط مع بعضهم البعض"، مشيراً إلى استشهاد تلك الجماعة بالبيانات الإعلامية الصادرة عن وكالة "أعماق" الناطقة باسم "داعش"، بالإضافة إلى استخدام المتمردين لراية التنظيم، مرجحة أن ذلك إلى جانب مؤشرات أخرى، يشير لوجود علاقة أقوى، على الأقل من حيث الأيديولوجية والأهداف إن لم يكن في الدعم اللوجستي والتشغيلي.

وقال مكدانيل ويكر، نائب رئيس الشؤون الاستراتيجية في "بابل ستريت": "لقد كان الأمر غامضاً بعض الشيء قبل أشهر، وأصبح من الواضح الآن أن هناك علاقة مع داعش على وجه الخصوص".

وأضاف أنه "لا يزال من غير الواضح ما إذا كان داعش يقدم الكثير عن طريق الدعم المادي لتلك الجماعة"، مضيفاً أن "الفهم الأفضل لتدفق الأموال وتبادلها على نحو غير مشروع يمكن أن يكشف عن هذه الروابط".

مواجهة التهديد

من جانبه، قال كولين كلارك، مدير السياسات والأبحاث في مجموعة "سوفان"، وهي شركة استشارية عالمية في مجال الاستخبارات والأمن، إن فروع "داعش" في جميع أنحاء إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، تتمتع بموجة من الزخم التي لا تتمتع بها فروع التنظيم في أماكن أخرى حالياً. 

وتابع: "أعتقد أنه مع التصنيف الأخير للعديد من المنتسبين لداعش في إفريقيا، تدرك إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التحدي الذي تشكله هذه الجماعات، وتعمل على مواجهتها قبل أن ينتشر التهديد أكثر".

وأوضح جاكوب زين، الباحث في جامعة "جورج تاون" والزميل في مؤسسة "جيمس تاون"، أن "هناك اتصالات متكررة بين داعش والسنة والجماعة في موزمبيق، وهو أمر لا ينبغي الشك فيه".

وأضاف أن تلك الجماعة "قللت" من إنتاجها الدعائي عبر قنوات "داعش" الإعلامية خلال الأسابيع الماضية، رغبة منها في "التواري عن الأنظار مؤقتاً"، مع سعي الولايات المتحدة لتنسيق أفضل مع الحلفاء في إفريقيا وفي أعقاب تصنيفها "منظمة إرهابية".

اقرأ أيضاً: