الاستخبارات المركزية: الانسحاب السريع من أفغانستان "خطر كبير"

time reading iconدقائق القراءة - 5
وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية. - REUTERS
وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية. - REUTERS
واشنطن -رويترز

كشفت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، أن قدرة واشنطن على جمع معلومات عن التهديدات المحتملة والتصرف حيالها ستتضاءل عند سحب القوات الأميركية من أفغانستان.

وعشية إلقاء الرئيس جو بايدن خطاباً حول أفغانستان، الأربعاء، دعت حركة طالبان واشنطن إلى الالتزام بالاتفاق الموقع معها.

وقال وليام بيرنز، مدير الوكالة، للجنة المخابرات في مجلس الشيوخ الأميركي، الأربعاء، إن "هناك خطراً كبيراً بمجرد قيام الجيش الأميركي وجيوش التحالف بسحب قواتها"، لكنه استدرك قائلاً إن الولايات المتحدة "ستحتفظ بمجموعة من القدرات"، وفق ما نقلت وكالة رويترز.

 ومن المقرر أن يعلن الرئيس جو بايدن في خطاب، الأربعاء، خطط سحب القوات من أفغانستان وإنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة.

وكشف البيت الأبيض النقاب عن مقتطفات من خطاب بايدن سيقول فيها "ذهبنا لأفغانستان بسبب الهجوم المروع الذي وقع قبل 20 عاماً، لكن هذا لا يمكن أن يفسر لماذا يجب أن نظل هناك في 2021".

وأنه "حان الوقت لعودة القوات إلى أرض الوطن"، متطلعاً إلى طي صفحة تدخل بلاده عسكرياً هناك منذ 20 عاماً حتى مع تحذير منتقدين من أن السلام ليس مؤكداً.

موعد الانسحاب الجديد

ومن المنتظر أن يعلن بايدن في خطابه أن جميع القوات الأميركية المتبقية في أفغانستان وعددها 2500 ستنسحب في موعد أقصاه 11 سبتمبر.

وبالانسحاب دون إعلان النصر تفتح الولايات المتحدة الباب أمام انتقادات بأن تلك الخطوة اعتراف فعلي بالفشل.

و11 سبتمبر تاريخ ذو مغزى كبير، إذ يأتي بعد مرور 20 عاماً على اليوم الذي شن فيه تنظيم القاعدة هجماته على الولايات المتحدة، ما دفع الرئيس آنذاك جورج دبليو بوش إلى بدء الحرب التي راح ضحيتها 2400 جندي أميركي وبلغت تكاليفها ما يقدر بنحو تريليوني دولار. وكان حجم القوات الأميركية في أفغانستان قد بلغ ذروته في عام 2011 عندما تجاوز 100 ألف جندي.

الالتزام بالاتفاق

وسيسمح قرار بايدن ببقاء قوات في أفغانستان بعد الأول من مايو، لكن المسؤولين أشاروا إلى أن من الممكن رحيل القوات كلها قبل 11 سبتمبر.

ومن المقرر عقد قمة عن أفغانستان يوم 24 أبريل في إسطنبول، وتشارك فيها الأمم المتحدة وقطر. وقالت حركة طالبان التي أطاحت بها القوات الأميركية من الحكم عام 2001، إنها لن تشارك في أي قمة تأخذ قرارات تخص أفغانستان إلى أن تخرج جميع القوات الأجنبية من البلاد.

ودعا ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان، الأربعاء، الولايات المتحدة إلى الالتزام بالاتفاق الذي توصلت له الحركة مع إدارة ترمب.

وقال مجاهد "إذا تم الالتزام بالاتفاق فإن المشكلات الباقية ستحل أيضاً، وإذا لم يتم الالتزام بالاتفاق فإن المشكلات ستتزايد حتماً".

خوف من المجهول

وجددت وكالات المخابرات الأميركية مخاوفها الشديدة، الثلاثاء، على مستقبل الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في كابول.

وقال مسؤولون في العاصمة الأفغانية كابول إنهم سيتابعون المشاركة في محادثات السلام، وإن قواتهم ستدافع عن البلاد.

وقال عبد الله عبد الله رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية التابع للحكومة الأفغانية والمرشح الرئاسي السابق "الآن ومع وجود إعلان بشأن انسحاب القوات الأجنبية خلال عدة أشهر نحتاج لأن نجد سبيلاً للتعايش معاً.. نعتقد أنه ليس هناك فائز في الصراعات الأفغانية ونأمل أن تدرك طالبان ذلك أيضاً".

وقال وحيد عمر مدير مكتب العلاقات العامة للحكومة الأفغانية إن "الرئيس أشرف غني سيتحدث إلى بايدن عما قريب لمناقشة خطة الانسحاب. وأضاف أن القوات الأفغانية كانت تقوم بالفعل بالغالبية العظمى من العمليات بشكل مستقل وستواصل تنفيذ ذلك".

ويقول محللون إن خطة خروج القوات أشبه بالدفع بأفغانستان إلى مصير مجهول. وقال أنتوني كوردزمان بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "ما من سبيل مستساغ يمكن للولايات المتحدة من خلاله الانسحاب من أفغانستان. فلا يمكنها إعلان النصر ولا يمكنها الانتظار إلى ما لا نهاية حتى يتحقق ضرب شكلي من ضروب السلام".