بايدن يعتزم سحب القوات الأميركية من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث خلال إيجاز في البيت الأبيض، 9 أبريل 2021 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث خلال إيجاز في البيت الأبيض، 9 أبريل 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الرئيس الأميركي، جو بايدن يعتزم سحب جميع القوات الأميركية من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر المقبل، وأكد مسؤول أميركي لـ"الشرق" موعد وتفاصيل القرار المرتقب.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن الولايات المتحدة وحلفاءها سيعيدون ترتيب قدراتهم المتعقلة بمكافحة الإرهاب بما يضمن استمرار وجود قدرات فعالة في المنطقة لمواجهة احتمال إعادة ظهور تهديدات إرهابية. 

وأكد أن الولايات المتحدة ستنهي انسحابها قبل 11 سبتمبر المقبل، مشيراً إلى أنه لن يبقى إلا قوات محدودة لحماية البعثات الدبلوماسية.

وبرر المسؤول الأميركي تأخر إعلان القرار بأن الرئيس بايدن أراد إعطاء الوقت لتنفيذ انسحاب منظم ليس لنا فقط ولكن أيضاً لقوات الناتو التي سنكون دوماً ممتنين لها لتفعيلها للبند الخامس من معاهدة الحلف بعد أحداث 11 سبتمبر 2001. 

وأضاف: "سنعمل مع المجتمع الدولي للحفاظ على مكاسبنا في أفغانستان ولكن ليس عن طريق الوجود العسكري". وتابع: "سنحمّل طالبان المسؤولية عن الالتزامات التي قطعوها وألا تتحول أفغانستان إلى قاعدة لتنفيذ هجمات ضد الغرب". 

وفي السياق، نقلت "واشنطن بوست" عن مصادر مطلعة تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، أن بايدن سيسحب جميع القوات الأميركية من أفغانستان خلال الأشهر المقبلة، على أن تكتمل عملية سحب القوات بحلول الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001، التي دفعت الولايات المتحدة في بادئ الأمر لخوض أطول حرب في تاريخها.
 
وقال أحد المصادر للصحيفة إن القرار، الذي من المتوقع أن يعلن عنه بايدن، الأربعاء، سيبقي الآلاف من الجنود الأميركيين في البلاد إلى ما بعد الموعد النهائي للخروج الذي تفاوضت عليه إدارة سلفه دونالد ترمب العام الماضي مع حركة "طالبان" الأفغانية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما تعهدت حركة "طالبان" باستئناف الهجمات على جنود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) إذا لم تخرج القوات الأجنبية بحلول الموعد النهائي، فليس من الواضح ما إذا كان المسلحون سيواصلون المضي في هذه التهديدات بالنظر إلى خطة بايدن للانسحاب التدريجي من الآن حتى سبتمبر.

تهديدات أخرى

وأوضح المصدر ذاته، أنه بالإضافة إلى التحديات المحلية الرئيسية، "الواقع هو أن الولايات المتحدة لديها مصالح استراتيجية كبيرة في العالم"، مضيفاً: "مثل منع الانتشار النووي، ومثل روسيا التي أصبحت أكثر عدوانية وإصرارا، ومثل كوريا الشمالية وإيران، التي تشكل برامجهما النووية تهديداً للولايات المتحدة، وكذلك الصين".
 
وأردف: "التهديدات الرئيسية للوطن الأميركي هي في الواقع من أماكن أخرى: من إفريقيا، من أجزاء من الشرق الأوسط - سوريا واليمن"، حسب ما نقلت الصحيفة الأميركية.
 
وأشار إلى أن الولايات المتحدة ذهبت إلى أفغانستان في عام 2001 "لغرض معين: تطبيق العدالة على أولئك الذين هاجمونا في 11 سبتمبر، ووقف الإرهابيين الذين يسعون إلى استخدام أفغانستان كملاذ آمن لمهاجمة الولايات المتحدة. لقد حققنا هذا الهدف منذ بضع سنوات".
 
وأضاف: "لهذا السبب اتخذ الرئيس هذ القرار بأن أفضل سبيل للمضي قدماً لتعزيز المصالح الأميركية هو إنهاء هذه الحرب بعد 20 عاماً، حتى نتمكن من التصدي لصورة التهديدات العالمية كما هي اليوم".
 
في المقابل، حذر بعض المسؤولين من أن خروج الولايات المتحدة سيؤدي إلى انهيار حكومة كابول بينما يعرض للخطر المكاسب التي تحققت على مدى العقدين الماضيين في مجالات الصحة والتعليم وحقوق المرأة.







انسحاب الناتو

ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن مسؤولي الإدارة الأميركية كانوا بصدد إخطار المسؤولين في دول الناتو، وكذلك المسؤولين الأفغان وطالبان الثلاثاء. وفي تغريدة نشرها صباح الثلاثاء، بدا أن الرئيس الأفغاني أشرف غني لا يزال غير مطلع على الأمر. وقال إنه تحدث مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن حول "عملية السلام الجارية" وعن "مكالمة مقبلة" مع بايدن.
 
ولم يتضح على الفور متى ستسحب دول الناتو قواتها، لكن المصدر المطلع على الخطط أشار إلى أنها ستنسق انسحابها مع رحيل الولايات المتحدة. وكانت العديد من هذه الحكومات قالت إنها ليس لديها رغبة أو قدرة على البقاء بدون الدعم اللوجستي والأمني وغيره من الدعم الذي تقدمه القوات الأميركية.

تنازلات بايدن

ووفقاً للصحيفة الأميركية، يسلط القرار الضوء على "التنازلات" التي ترغب إدارة بايدن في إجرائها لصرف التركيز العالمي للولايات المتحدة بعيداً عن حملات مكافحة التمرد التي هيمنت على عالم ما بعد 11 سبتمبر إلى أولويات حالية، تشمل زيادة المنافسة العسكرية مع الصين.
 
وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما تعهدت حركة "طالبان" باستئناف الهجمات على جنود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) إذا لم تخرج القوات الأجنبية بحلول الموعد النهائي، فليس من الواضح ما إذا كان المسلحون سيواصلون المضي في هذه التهديدات بالنظر إلى خطة بايدن للانسحاب التدريجي من الآن وحتى سبتمبر.

2500 جندي

وبصفة رسمية، يوجد 2500 جندي أميركي في أفغانستان، على الرغم من أن العدد يتغير، ويزيد في الوقت الراهن بنحو 1000 جندي. ويوجد أيضاً ما يصل إلى 7 آلاف جندي أجنبي إضافي ضمن قوات التحالف هناك، غالبيتهم من قوات الناتو.
  
وكلفت الحرب الولايات المتحدة تريليونات الدولارات بالإضافة إلى حياة أكثر من 2000 جندي أميركي، وما لا يقل عن 100 ألف مدني أفغاني.

وعرضت الولايات المتحدة مقترح سلام جديد على السلطات الأفغانية وحركة طالبان، مع اقتراب انتهاء مهلة الأول من مايو، لانسحاب القوات الأميركية بالكامل من أفغانستان.
 
وجاء في رسالة لوزير الخارجية الأميركي، كشفتها وسائل إعلام أميركية، أن هذه الخطة تنص خصوصاً على تشكيل "حكومة جامعة جديدة". ودعت واشنطن إلى تسريع عملية السلام في أفغانستان معتبرة أن تحقيق التقدم "ممكن".

مضمون الاتفاق

وينصّ اتفاق سلام أبرمته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مع حركة "طالبان" على انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بحلول الأول من مايو المقبل، مقابل إقامة حوار بين الأطراف الأفغانية المتنازعة.
 
ونقلت مصادر لشبكة "سي إن إن" الأميركية، أنه في حال قرر بايدن سحب الجنود الـ2500 المتبقين في أفغانستان، فإن ذلك سيتطلب جهوداً كبيرة، خاصة عند "التعامل مع الأسلحة والمعدات ومنشآت القوات الأميركية في أفغانستان".
 
وأوضحت المصادر أن الجيش الأميركي سيحتاج إلى نقل أسلحته ومعداته العسكرية أو تدميرها كي لا تقع في أيدي حركة "طالبان"، فيما سيأخذ التنسيق مع الحكومة الأفغانية بعض الوقت من أجل تسليمها المواقع والمنشآت العسكرية الأميركية في البلاد، مؤكدة أن هذه الترتيبات تستغرق 30 يوماً على الأقل.