بعد عام من إعلان الطوارئ الصحية.. كيف غيّر كورونا عالمنا؟

time reading iconدقائق القراءة - 9
عاملة صحية ترتدي بدلة واقية تستمتع بالثلج المتساقط في موقع لفحص فيروس كورونا في سيول، كوريا الجنوبية، 12 يناير 2021 - via REUTERS
عاملة صحية ترتدي بدلة واقية تستمتع بالثلج المتساقط في موقع لفحص فيروس كورونا في سيول، كوريا الجنوبية، 12 يناير 2021 - via REUTERS
دبي -ريتا دبابنة

انتشر فيروس كورونا المستجد، الذي ظهر أول مرة في سوق للمأكولات البحرية والحيوانات البرية في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي الصينية في ديسمبر عام 2019، في جميع بلدان العالم تقريباً، وتسبب في وفاة أكثر من مليوني شخص، فيما كسرت الإصابات حاجز 102 مليون شخص، فضلاً عن تعطيله للاقتصاد العالمي، ما أدى إلى قلب نمط الحياة وشكلها رأساً على عقب.

حتى إن أعظم الدول وأقوى الرؤساء لم يتمكنوا من مراوغته، إذ وقع عدد من قادة العالم في قبضة الفيروس بمن فيهم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، خلال معركة التخفيف من انتشاره داخل حدود بلدانهم.

ومع استمرار انتشاره، خاضت شركات مختصة في تصنيع الأدوية سباقاً مع الزمن لتطوير لقاحات مضادة لكورونا، في محاولة للسيطرة على الفيروس المستمر بالانتشار حتى الآن.

في 30 يناير 2020، أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الصحية العامة لأول مرة بسبب كورونا، فما الذي تغير في العالم منذ ذلك الإعلان حتى الآن؟ 

الآن وبعد عام من إعلان الطوارئ الصحية لمواجهة الفيروس، نستعرض أبرز المحطات خلال عام تغير فيه وجه العالم ونمط حياة سكانه.

ديسمبر 2019.. فيروس غامض

أكدت السلطات الصينية في مدينة ووهان في 31 ديسمبر 2019 أن المؤسسات الصحية تعالج عشرات حالات التهاب رئوي حاد مجهول. وبعد ذلك بأيام، اكتشف باحثون صينيون فيروساً جديداً أصاب عشرات الأشخاص في جميع أنحاء آسيا. في ذلك الوقت، لم يكن هناك دليل على أن الفيروس قد انتشر بسهولة عن طريق البشر، بينما قال مسؤولو الصحة في الصين إنهم يراقبونه لمنع تفشي المرض.

ونتيجة لذلك، أُغلقت مدينة ووهان بالكامل، وألغيت حركة الطيران والقطارات من وإلى المدينة، وعلقت حركة الحافلات ومترو الأنفاق والعبارات داخلها. في هذه المرحلة، كان قد توفي ما لا يقل عن 17 شخصاً في الصين، وأصيب أكثر من 570 آخرين في الصين ودول عدة بما فيها تايوان، واليابان، وتايلاند، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة.

30 يناير 2020.. إعلان الطوارئ الصحية

وسط آلاف الحالات الجديدة في الصين وآسيا، أعلنت منظمة الصحة العالمية رسمياً، "حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً"، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، إنها ستواصل العمل مع المنظمة ودول أخرى لحماية الصحة العامة، فيما حذرت بلدان عدة بما فيها الولايات المتحدة مواطنيها من السفر إلى الصين.

فبراير  2020.. "كوفيد-19"

الفلبين تعلن تسجيل أول حالة وفاة يتم الإبلاغ عنها خارج الصين، بينما توفي الطبيب الصيني لي وين ليانغ، الذي حاول أن يحذر السلطات من خطورة الفيروس، بعد إصابته بفيروس كورونا، وفي 11 فبراير أطلقت منظمة الصحة العالمية اسماً رسمياً للفيروس "Covid-19"، وهو اختصار يشير إلى مرض فيروس كورونا 2019.

وفي 14 فبراير أعلنت فرنسا تسجيل أول حالة وفاة بفيروس كورونا خارج آسيا، ورابع حالة وفاة بالفيروس خارج البر الرئيسي للصين، وفي 29 فبراير، أعلنت السلطات الأميركية أن مريضاً في سياتل توفي بسبب فيروس كورونا، فيما يُعتقد أنه أول حالة وفاة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة في ذلك الوقت.

مارس 2020.. وباء "يمكن السيطرة عليه"

أعلنت منظمة الصحة العالمية وصول انتشار فيروس كورونا المستجد إلى حالة "وباء عالمي"، لكنها أكدت رغم ذلك أنه لا يزال من الممكن "السيطرة عليه".

مارس 2020.. إجراءات الإغلاق

في 27 مارس، تم إعلان إصابة رئيس وزراء بريطانيا بالفيروس، بينما منعت الولايات المتحدة التجمعات، في حين فرضت دول عدة في جميع أنحاء أميركا اللاتينية قيوداً على مواطنيها لإبطاء انتشار الفيروس، ومنع الاتحاد الأوروبي معظم المسافرين من السفر إلى خارج التكتل، وأعلنت الهند إغلاقاً لمدة 21 يوماً، وفي 26 مارس أصبحت الولايات المتحدة رسمياً الدولة الأكثر تضرراً من الوباء.

أبريل 2020.. مليون إصابة 

بحلول الثاني من أبريل، تسبب الوباء في إصابة أكثر من مليون شخص في 171 دولة عبر 6 قارات، ما أسفر عن وفاة ما لا يقل عن 51000 شخص. وفي غضون أسابيع قليلة فقط، تسبب الوباء في توقف ما يقرب من 10 ملايين أميركي عن العمل. وفي 30 أبريل، أعلنت شركات طيران عدة إلزامية لبس الكمامات.

مايو 2020.. ركود اقتصادي

دخلت اليابان وألمانيا، وهما من أكبر اقتصادات العالم، في حالة ركود مع استمرار ارتفاع الإصابات حول العالم، وتجاوز عدد وفيات الفيروس في الولايات المتحدة 100 ألف حالة. 

يوليو 2020.. إجراءات إغلاق جديدة

أعلنت إيران إجراءات إغلاق جديدة مع امتلاء المستشفيات وارتفاع أعداد الوفيات، بينما كشف الرئيس البرازيلي جائير بولسونارو في 7 يوليو إصابته بالفيروس. وفي 16 يوليو وجدت دراسة في كوريا الجنوبية أن الأطفال لديهم قدرة على نشر الفيروس أكثر مقارنة بالبالغين، في حين وصلت الهند إلى مليون حالة إصابة بفيروس كورونا. وفي 21 يوليو اتفق القادة الأوروبيون على حزمة تحفيز بقيمة 857 مليار دولار.

أكتوبر 2020.. إصابة ترمب

في 2 أكتوبر، أعلن الرئيس الأميركي السابق إصابته وزوجته ميلانيا بفيروس كورونا، فيما سجل العالم أكثر من مليون حالة جديدة في ثلاثة أيام. وفي الـ24 من الشهر ذاته أُعلنت إصابة الرئيس البولندي أندريه دودا بالفيروس.

ديسمبر 2020.. استخدام اللقاح

أعطت بريطانيا تفويضاً طارئاً في 2 ديسمبر لاستخدام لقاح فيروس كورونا الذي انتجته شركة "فايزر " الأميركية وطورته "بايونتك الألمانية"، لتصبح أول دولة تسمح بالتطعيم الجماعي ضد فيروس كورونا وكانت مارغريت كينان أول شخص في العالم يتلقى لقاح فيروس كورونا خارج التجارب السريرية.

في 11 ديسمبر، وافقت الولايات المتحدة على الاستخدام الطارئ للقاح "فايزر"، وبعدها تمت الموافقة على اللقاح نفسه أيضاً في السعودية والمكسيك وكندا ودول أخرى. وفي 18 ديسمبر تم اعتماد لقاح شركة "موديرنا" للاستخدام الطارئ في الولايات المتحدة.

يناير 2021.. 100 مليون إصابة

بدأت الحكومات والسلطات الصحية في دول العالم اعتماد استخدام اللقاحات ضد فيروس كورونا، في الوقت الذي تجاوزت فيه أعداد المصابين بالمرض في العالم 100 مليون شخص، في حين بدأ خبراء منظمة الصحة العالمية بلقاء مسؤولين صينيين، في أولى زياراتهم الميدانية لمدينة ووهان للتحقيق في منشأ الفيروس.

اقرأ أيضاً: