العقوبات على روسيا تعيق تشييد محطة نووية في تركيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في طريقهما إلى مؤتمر صحافي بعد مباحثات بينهما في العاصمة الروسية موسكو في 5 مارس 2020. - REUTERS
الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في طريقهما إلى مؤتمر صحافي بعد مباحثات بينهما في العاصمة الروسية موسكو في 5 مارس 2020. - REUTERS
دبي- الشرق

قال مسؤولان تركيان إن العقوبات المفروضة على روسيا بعد غزو أوكرانيا، تعقّد تشييد موسكو محطة للطاقة النووية في تركيا تكلّف 20 مليار دولار، كما أفادت "بلومبرغ".

وأشارت الوكالة إلى أن هذه العراقيل قد تؤخر مشروعاً بالغ الأهمية بالنسبة إلى أنقرة، إذ اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه سيلبّي نحو 10% من الطلب على الطاقة في بلاده.

وناقشت أنقرة وموسكو المشكلات المحتملة، بما في ذلك تأمين المعدات التي يجب أن تطلبها من دول أخرى، شركة "روساتوم" الروسية المملوكة للدولة، التي تشيّد محطة "أكويو"، كما قال مسؤول تركي بارز منخرط في الأمر.

وأشار أردوغان في فبراير الماضي، إلى تشغيل اثنين من 4 مفاعلات ستُشيّد في المحطة، الواقعة في إقليم مرسين التركي المطلّ على البحر المتوسط، ​في عام 2023. لكن المسؤول التركي لفت إلى تشغيل مفاعل واحد فقط العام المقبل، بحسب "بلومبرغ".

تمويل تشييد المحطة

وذكر مسؤول تركي آخر منخرط أيضاً في عملية البناء، أن روسيا التي توقعت مشكلات مرتبطة بالتمويل، طرحت فكرة أن تموّل تركيا المشروع، ثم تطالب بتعويض من موسكو، في إطار صفقة مقايضة محتملة، علماً أن لا مشكلات في تأمين قطع الغيار والمعدات التي قدّمتها روسيا، أو تلك التي طُلبت من دول ثالثة قبل الحرب في أوكرانيا.

ونال المشروع تمويلاً من "سبيربنك"، أبرز مصرف إقراض في روسيا، والذي تعرّض لعقوبات فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بعد الغزو. في المقابل، لم تُفرض عقوبات على "روساتوم"، المالك الوحيد للمحطة التركية وأبرز مورّد للوقود النووي والمفاعلات في العالم.

وبدأ تشييد أول مفاعل تركي، يعرف باسم "أكويو 1"، في عام 2018، فيما بدأ مهندسون بتشييد "أكويو 2" بعد ذلك بسنتين. ومن المقرر استكمال المشروع بحلول عام 2026.

علاقات اقتصادية عميقة

واعتبرت "بلومبرغ" أن المحطة تشكّل مثالاً بارزاً على العلاقات الاقتصادية العميقة بين روسيا وتركيا، التي بدأت قبل عقود. وإضافة إلى مصفاة نفط شيّدها الاتحاد السوفيتي قرب بلدة ألياجا في سبعينات القرن العشرين، طوّر مهندسون روس ركائز صناعية أخرى في تركيا، بما في ذلك مصنع للألمنيوم ومرافق لصناعة المنسوجات والزجاج.

وتعتمد تركيا، التي استضافت، الثلاثاء، جولة من المحادثات بين موسكو وكييف، بشكل كبير على الطاقة الروسية، التي شكّلت الجزء الأكبر من إجمالي وارداتها، وبلغت 29 مليار دولار في عام 2021.

تركيا لم تغلق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية، خشية تضرّر سلاسل التوريد التجارية، مع تجاوز التضخم 54%، في ما يمسّ فرص أردوغان لإعادة انتخابه العام المقبل، بحسب "بلومبرغ".

وأشارت الوكالة إلى أن الغرب، الذي يدرك نقاط الضعف الاقتصادية لتركيا، امتنع عن الضغط على أردوغان لتطبيق العقوبات التي فرضها على موسكو.

واستدركت أن الحرب تفرض تكاليف، كما هو الحال مع أيّ دولة تتعامل تجارياً مع روسيا. وفي هذا الصدد، يعرقل القتال شحنات لإمدادات أساسية إلى تركيا، بما في ذلك زيت عباد الشمس والقمح، وكذلك الحديد الخام لمصنّعي الصلب. وأعلن المصرف المركزي الأسبوع الماضي، تراجع الصادرات التركية إلى روسيا إلى النصف، ووقفها إلى أوكرانيا.

"أمن الطاقة في تركيا"

وخلال اتصال افتراضي مع أردوغان في مارس 2021، أثناء مراسم وضع حجر الأساس لثالث مفاعل نووي في المحطة، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تشغيل محطة أكويو في عام 2023.

في المقابل، لفت الرئيس التركي إلى "هدف العمل من دون انبعاثات وإنتاج الطاقة في الوقت نفسه، وإضافة الطاقة النووية التي لا تضرّ البيئة أبداً، إلى سلّة الطاقة الخاصة بنا". وأضاف: "تشييد محطة أكويو للطاقة النووية سيقدّم مساهمات مهمة لأمن الطاقة في تركيا، ويعزّز اقتصادها"، بحسب وكالة "رويترز".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات