Open toolbar

وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف (يسار) ووزير الدفاع سيرجي شويغو (وسط) وسكرتير مجلس الأمن نيكولاي باتروشيف (يمين) قبل اجتماع قادة منظمة معاهدة الأمن الجماعي في يريفان- 23 نوفمبر 2022. - AFP

شارك القصة
Resize text
موسكو/دبي-

قال أمين مجلس الأمن للاتحاد الروسي نيكولاي باتروشي، المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين، الثلاثاء، إن روسيا بحاجة إلى جيش قوي واستخبارات، لتحييد التهديدات العسكرية، موضحاً أن الغرب يسعى لتقسيم روسيا و"محوها" من الخريطة السياسية للعالم.

وأضاف باتروشي في تصريحات أوردتها وكالة "رويترز": "في مواجهة التهديدات العسكرية الناشئة، هذا أمر مهم بالنسبة لنا أن يكون لدينا مثل هذه القوات المسلحة والخدمات الخاصة، لذلك لن يعتقد خصوم روسيا حتى أنهم يستطيعون محاربتنا"، مشيراً إلى أن الصراع في أوكرانيا يعد مواجهة عسكرية بين روسيا وحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وأعلنت روسيا أخيراً، تعيين الجنرال ألكسندر لابين رئيساً لهيئة الأركان الرئيسية للقوات البرية، إذ قالت مصادر مقربة من وزارة الدفاع الروسية لوكالة "تاس" إن لابين "عُين بالفعل قائداً لهيئة الأركان الرئيسية للجيش الروسي"، وحتى أواخر أكتوبر 2022، كان لابين مسؤولاً عن مركز قيادة العمليات في أوكرانيا.

أوكرانيا: ننفذ مهمة الناتو

ويرى محللون أن طبيعة الصراع بين روسيا وأوكرانيا، لا تشير فقط إلى انخراط موسكو في حرب مع كييف، إنما مع حلف "الناتو" أيضاً. ويشيرون إلى أن أوكرانيا "شنت حرباً بالوكالة مع روسيا نيابة عن الحلف"، وهو ما ورد صراحة على لسان وزير الدفاع الأوكراني خلال مقابلة تلفزيونية أجراها أخيراً وأوردتها وكالة "سبوتنيك" الروسية، قال فيها إن أوكرانيا "لا تقاتل ضد روسيا فقط نيابة عن الغرب، وإنما من أجل تنفيذ مهمة الناتو".

واعترف أوليكسي ريزنيكوف بأن الجيش الأوكراني  "يقاتل في مهمة من أجل الناتو"، قائلاً إن "كييف سمحت للحلف باستخدامها في الصراع الأوسع بين الحلف وموسكو".

وأضاف: "في قمة الناتو التي عقدت في العاصمة الإسبانية مدريد في يونيو الماضي، تم تحديد روسيا على أنها التهديد الرئيسي للحلف خلال العقد المقبل". وزاد: "تعمل أوكرانيا اليوم على القضاء على هذا التهديد. نحن ننفذ مهمة الناتو، ولهذا هم مطالبون (الغرب) بتزويدنا بالأسلحة".

فرضية انخراط "الناتو"

بدوره، أفاد موقع " World Socialist Web Site" في تقرير بأن التصعيد السريع للصراع في أوكرانيا أدى إلى استبعاد الفرضية القائلة إن الحلف "ليس طرفاً في الحرب ضد روسيا".

وسلط التقرير الضوء على 4 أحداث تؤكد انخراط الحلف بحرب مع موسكو بتشجيع أميركي، إذ نقل عن مسؤول أميركي قوله في تصريحات لصحيفة "تايمز" البريطانية، إن الولايات المتحدة "أيدت رسمياً الهجمات الأوكرانية في عمق روسيا".

وسبق أن أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في 21 ديسمبر الماضي، أنها سترسل بطارية صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا، وهو نظام الأسلحة الأكثر تقدماً الذي تم إرساله حتى الآن.

وفي 29 ديسمبر، وقع بايدن قانوناً ينص على تخصيص 50 مليار دولار أخرى لدعم أوكرانيا، مضاعفاً مستوى تورط الولايات المتحدة في الصراع، في حين أعلنت كلّ من فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة في 4 و5 يناير الجاري، أنها سترسل دبابات ومركبات قتالية مدرعة إلى أوكرانيا.

ولفت الموقع إلى أن هذه الإجراءات سبق أن حذر منها الرئيس الأميركي جو بايدن وقادة آخرون في الحلف سابقاً، باعتبار أنها "ستؤدي إلى حرب مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا".

فرصة أميركية

ولدعم ادعائه بأن واشنطن "لا تسعى إلى حرب بين الناتو وروسيا"، كتب بايدن مقال رأي في صحيفة "نيويورك تايمز" في مايو الماضي، جاء فيه: "نحن لا نشجع أوكرانيا أو نمكّنها من توجيه ضربات خارج حدودها"، الموقف الذي يتناقض علناً في التصريحات الصحافية للمسؤولين الأميركيين.

ويعترف واضعو الاستراتيجيات الأميركية بأن الجيش الأوكراني "تم توظيفه بشكل فعال كقوة مرتزقة من قبل الولايات المتحدة، بهدف تدمير الجيش الروسي".

وفي هذا الصدد، قال تيموثي آش من مركز تحليل السياسة الأوروبية، لموقع "World Socialist Web Site"، إن هذا الغزو "يوفر بعبارات جغرافية سياسية باردة، فرصة رئيسية للولايات المتحدة لتقويض القدرة الدفاعية التقليدية لروسيا، مع عدم وجود جنود على الأرض وخطر ضئيل على أرواح أميركية".

ورأى أن "إنفاق الولايات المتحدة بنسبة 5.6% من ميزانيتها الدفاعية لتدمير ما يقرب من نصف القدرة العسكرية الروسية التقليدية يبدو استثماراً لا يصدق".

وأشار لوك كوفي من معهد "هودسون" الأميركي إلى أن "التدمير المادي للدولة الروسية يعد هدفاً من أهداف سياسة الناتو".

وأضاف: "حرضت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على الحرب وساهموا في إطالتها وتصعيدها، فيما هاجمت روسيا، في خطأ فادح ورجعي، أوكرانيا على أمل إبرام اتفاق أمني مع أوروبا وبروكسل، لكن بدلاً من ذلك، سقطت موسكو في فخ الناتو، وكانت لها عواقب وخيمة".

4 سناريوهات

وفي محاولة لوضع تكهنات بشأن كيفية انتهاء الصراع، وضعت صحيفة "كييف بوست" 4 سيناريوهات في ضوء تطور الأحداث.

وقالت الصحيفة إن السيناريو الأول يشير إلى انتصار أوكرانيا واستعادة سلامتها الإقليمية داخل حدود العام 1991 المعترف بها دولياً، مشيرة إلى أن ذلك يعد الهدف الرسمي المعلن لكييف.

ولفتت الصحيفة إلى أن تحقيق النصر داخل حدود العام 1991 هو الاحتمال الأكثر تفضيلاً للشركاء الأوروبيين.

أما الخيار الثاني، فيتمثل بعدم تحقيق روسيا أو أوكرانيا خطوة حاسمة، إذ سينتقل الغزو تدريجياً إلى مرحلة الصراع نصف المجمد، على غرار الوضع الذي كان سائداً في شرق أوكرانيا بين الأعوام 2016 و2021، مع استبعاد "تجميد" العمليات العسكرية بشكل طويل الأمد.

أما الخيار الثالث، فتعلق بهزيمة روسيا وضعف مكانتها كدولة ذات سيادة، فيما يتمثل الخيار الرابع بهزيمة أوكرانيا واعتبارها لم تعد موجودة كدولة ذات سيادة.

اقرأ أيضاً:

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.