قال مسؤول أوروبي لمجلة "بوليتيكو" الأميركية، الجمعة، إن الولايات المتحدة "لم تقدم أدلة بشأن خطط الصين لإمداد روسيا بالأسلحة"، وهي مخاوف عبرت عنها واشنطن وعواصم أوروبية مختلفة ونفتها بكين.
وأشارت المجلة الأميركية إلى عقد دبلوماسيين من أوكرانيا والولايات المتحدة وكندا وبولندا ودول البلطيق واليابان وكوريا الجنوبية تجمعاً في بروكسل، الخميس، لحضور غداء عمل.
ولفتت المجلة إلى أن المتحدث باسم الممثل الدائم لبولندا لدى الاتحاد الأوروبي، والذي نظَم الاجتماع، رفض الكشف عن تفاصيل المناقشات، لكنه قال إن "الاجتماع كان يهدف إلى إظهار الدعم لأوكرانيا".
وقال دبلوماسي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن "ممثلاً واحداً على الأقل في الاجتماع قال إنه لا ينبغي أن يتخذ الاتحاد الأوروبي أي خطوات دون إثبات تسليم أسلحة صينية إلى روسيا".
وزاد: "إذا كان هناك مثل هذا الدليل فإنه حينها سيكون من المؤكد أنه تم تخطي الخط الأحمر".
وذكر مسؤول آخر في الاتحاد الأوروبي، والذي لم يكن في الاجتماع، للمجلة، إن "الولايات المتحدة لم تقدم أدلة على تخطيط الصين لإمداد روسيا بالأسلحة".
ولفت إلى أن "هناك أحاديث تتعلق ببدء تفكير الصين في إمداد روسيا بأسلحة فتاكة، ولكن من جانبنا لم نر أي دليل ملموس على ذلك حتى الآن".
"رسائل متناقضة"
المسؤول الأوروبي قاله إنه "إذا نظرنا إلى رسائل أصدقائنا في الولايات المتحدة، فسنرى أنها متناقضة بعض الشيء في بعض الأحيان، إذ تبدو نبرة الرئيس جو بايدن أكثر ليونة من المسؤولين الآخرين".
وتوقعت "بوليتيكو" أن يكون الدعم العسكري الصيني المحتمل لروسيا على رأس جدول أعمال الاجتماع الذي سيُعقد بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن، الأسبوع المقبل.
وأشارت المجلة الأميركية إلى أن رحلة فون دير لاين، تأتي في الوقت الذي يتبع فيه مسؤولو الاتحاد الأوروبي، "نهج الانتظار والترقب لادعاء واشنطن بأن بكين تفكر في تزويد موسكو بالأسلحة".
وقالت المتحدثة الصحيفة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير في بيان، إن "بايدن سيناقش مع فون دير لاين كيفية العمل معاً لمواجهة التحديات التي تشكلها جمهورية الصين الشعبية".
وذكر البيان أن المسؤولين الأميركيين يسعون إلى دعوة الحلفاء لفرض عقوبات غير مسبوقة على الصين في حال قدمت الدعم العسكري لروسيا في حرب أوكرانيا.
جاء ذلك بعد أيام من تأكيد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء الماضي، أن بلاده لن تتردد في استهداف الشركات والأفراد الصينيين بعقوبات، إذا ما انتهكت بكين العقوبات الأميركية، وأمدت روسيا بالأسلحة، في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأضاف بلينكن للصحافيين في كازاخستان، أنه "إذا أمدّت الصين روسيا بمساعدات فتاكة لاستعمالها في النزاع، فإن ذلك سيمثل مشكلة خطيرة لبكين" في علاقاتها مع الدول حول العالم.
هذا واتهم مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA وليام بيرنز، في مقابلة بثّتها شبكة CBS، الأحد، الصين بالتفكير في إمداد روسيا بأسلحة فتّاكة. وقال بيرنز للشبكة الأميركية: "نحن واثقون من أنّ المسؤولين الصينيين يدرسون تزويد روسيا بعتاد فتاك".
وفي أوروبا، صعَد المسؤولون تحذيراتهم لبكين، إذ طالب المستشار الألماني أولاف شولتز في كلمته أمام المشرعين، الخميس، الصين بـ"عدم إرسال الأسلحة إلى روسيا المعتدية".
وقال وزير الخارجية الهولندي ووبكي هوكسترا، إن "تقديم المساعدة العسكرية لموسكو سيكون له عواقب في حال تخطت الدول هذا الخط".
ورغم هذه التحذيرات، إلا أن الاستخبارات الأوكرانية خالفت موقف واشنطن، قائلة إنه "لا وجود لأي مؤشر" على أن الصين تعتزم إمداد روسيا بأسلحة.
ومن جانبها، انتقدت وزارة الخارجية الصينية واشنطن لـ "تشويهها سُمعة" بكين، وتساءلت عن بيع الأسلحة الأميركية إلى تايوان والدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا.