اشتباكات أيرلندا الشمالية تحيي ذكرى 30 عاماً من الاضطرابات الدامية

time reading iconدقائق القراءة - 5
جانب من أعمال العنف في بلفاست عاصمة أيرلندا الشمالية - REUTERS
جانب من أعمال العنف في بلفاست عاصمة أيرلندا الشمالية - REUTERS
لندن -محمود حبوشوكالات

تعقد حكومة أيرلندا الشمالية، اجتماعاً، الخميس، لمناقشة أعمال الشغب والعنف التي اندلعت في الشوارع، مساء الأربعاء، وتصاعدت لتتحول إلى اشتباكات طائفية، وهجمات على الشرطة، والاستيلاء على حافلة وإضرام النيران فيها.

وقعت الاشتباكات بين "اتحاديين" مؤيدين للندن، و"قوميين انفصاليين"، احتجاجاً على عدم معاقبة أعضاء من حزب "شين فين" الوطني، على مشاركتهم في جنازة قائد سابق بالجيش الجمهوري الأيرلندي، في خرق لقواعد الإغلاق المفروض بسبب وباء كورونا.

وجاءت أعمال العنف وسط تنامي الإحباط بين الموالين لبريطانيا بسبب القيود التي فرضت على التجارة مع باقي المملكة المتحدة بعد خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، والذي تثير تداعياته شعوراً بالخيانة من قبل "الوحدويين" المتمسكين بارتباطهم بالمملكة المتحدة، وسط تحذيرات من أن تلك القيود قد تتسبب في احتجاجات عنيفة.

وكانت أعمال عنف اندلعت، الأسبوع الماضي، للمرة الأولى في مدينة لندنديري قبل أن تمتد إلى أحد الأحياء "الجمهورية" المؤيدة للانفصال عن المملكة المتحدة، في بلفاست وحولها خلال عطلة عيد الفصح.

وتعيد هذه الحوادث إلى الأذهان ذكرى 3 عقود من "الاضطرابات الدامية" بين "الجمهوريين" و"الوحدويين" (أنصار الوحدة مع بريطانيا)، أدت إلى سقوط 3500 قتيل.

وكانت اتفاقية السلام الموقعة في 1998 أخفت الحدود بين المقاطعة البريطانية وجمهورية أيرلندا، لكن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أضعف التوازن الدقيق لأنه تطلب فرض ضوابط جمركية بين المملكة المتحدة والتكتل.

وقالت شرطة أيرلندا الشمالية، إن الحشود تجمعت في منطقة "لانارك واي" في بلفاست، حيث تم إحراق حافلة.

وأشارت مراسلة هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إلى حدوث حرائق في "لانارك واي"، حيث تفصل حواجز معدنية ضخمة بين الأحياء الكاثوليكية والبروتستانتية.

وكتبت على تويتر: "مئات الأشخاص من كل جانب ألقوا زجاجات حارقة، لكن وصول الشرطة سمح بالحد من العنف بشكل كبير".

وذكرت وكالة الأنباء "برس أسوسييشن"، أنه تم تعليق حركة المترو في المنطقة.

اجتماع للحكومة

وقالت رئيسة الوزراء، أرلين فوستر: "هذا ليس احتجاجاً بل تخريب ومحاولة قتل، هذه الأعمال لا تمثل التمسك بالوحدة أو الولاء".

وقالت ميشيل أونيل، نائبة الوزير الأول، إن حكومة المنطقة التي تديرها بريطانيا، ستجتمع في وقت لاحق من الخميس، لمناقشة أمر الاشتباكات.

وحكومة أيرلندا الشمالية مكونة من ائتلاف لتقاسم السلطة بقيادة القوميين الأيرلنديين ومنافسيهم من مؤيدي الوحدة مع بريطانيا.            

وقالت أونيل، وهى زعيمة حزب "شين فين" القومي الأيرلندي، على تويتر في وقت متأخر من مساء الأربعاء: "على المتورطين في العنف، والتخريب الإجرامي، والتلاعب بشبابنا، والهجمات على الشرطة، التوقف".     

تبادل الاتهامات 

وندد سياسيون من كل الأطراف في أيرلندا الشمالية، بالاشتباكات، لكن الأحزاب الأساسية المشاركة في الحكومة تبادلت الاتهامات، إذ اتهم "شين فين" وأحزاب أخرى، الحزب الديمقراطي الوحدوي بزعامة الوزيرة الأولى، أرلين فوستر، بتأجيج التوتر بسبب المعارضة الشديدة لقيود التجارة الجديدة التي يشعر الكثير من الوحدويين بأنها تمحو جزءاً من هويتهم.          

في المقابل، سلط الحزب الديمقراطي الوحدوي، الضوء على قرار الشرطة بعدم ملاحقة قوميين أيرلنديين من "شين فين" بعد إقامة جنازة ضخمة، العام الماضي، بالمخالفة لقيود مكافحة انتشار كورونا، كما دعا إلى تنحي قائد الشرطة في البلاد بسبب الأمر. 

إدانة بريطانية

من جانبه، دان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الخميس، تجدد أعمال العنف التي ألقى خلالها متظاهرون زجاجات حارقة وأضرموا النيران في حافلة بالعاصمة بلفاست.

وأعرب جونسون، في تغريدة على تويتر، في وقت متأخر من مساء الأربعاء، عن "القلق العميق" حيال أعمال العنف التي تسببت في إصابة العشرات من أفراد الشرطة في الأيام الماضية، وقال إن "طريقة حل الخلافات هي من خلال الحوار وليس عبر العنف أو الجريمة".

وعبر وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، عن قلقه من مشاهد العنف التي يراها في أيرلندا الشمالية.

وأضاف لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية، الخميس: "بالطبع نحن قلقون، سبيل الخروج من ذلك هو الحوار، وأحث كل الأطراف على الانخراط في مثل هذا الحوار".           

ودعا هانكوك، رئيس وزراء أيرلندا، مايكل مارتن، دبلن ولندن، وكل الأطراف في أيرلندا الشمالية، إلى العمل معاً لتخفيف حدة التوتر واستعادة الهدوء.

وشدد وزير الخارجية الأيرلندي، سيمون كوفيني، الخميس، على ضرورة أن تتوقف أعمال العنف التي تشهدها أيرلندا الشمالية قبل أن تتسبب في سقوط قتلى، داعياً القادة السياسيين وقادة المجتمع للعمل معاً على تخفيف حدة التوتر.