معلومات مضللة تغذّي "خرافات" بشأن لقاحات كورونا

time reading iconدقائق القراءة - 6
قوارير فارغة من لقاح "فايزر" المضاد لفيروس كورونا في مركز تطعيم بمدينة سان نازير، فرنسا - 9 نوفمبر 2021. - REUTERS
قوارير فارغة من لقاح "فايزر" المضاد لفيروس كورونا في مركز تطعيم بمدينة سان نازير، فرنسا - 9 نوفمبر 2021. - REUTERS
دبي-الشرق

بدأت المعلومات المضللة حول اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في الانتشار منذ بدء استخدامها، إذ يتداول الكثيرون دراسات لم يتم التحقق منها وادعاءات غير مؤكدة وبيانات خارجة عن السياق، بانتظام عبر المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم، ما يغذّي الخرافات الخطيرة حول الفيروس واللقاحات.

ونظراً لأن النمسا ستصبح أول دولة في الاتحاد الأوروبي تجعل اللقاحات إلزامية، هذا الأسبوع، فقد نظرت وكالة الصحافة الفرنسية في بعض المعلومات الشائعة المضللة بشأن اللقاحات، ومنها إمكانية التسبب لمتلقيها بأضرار تصل إلى الموت.

وتربط بعض المواقع الإلكترونية بين المخاطر الصحية وتلقي اللقاح، ويقدم بعضها الآخر معلومات يستخدمها الأشخاص بعد ذلك كدليل مزعوم على خطورة اللقاحات.

نظام "فيرس"

نظام الإبلاغ عن سلبيات اللقاح في الولايات المتحدة "فيرس"، هو قاعدة بيانات تجمع البلاغات عن أي ضرر مزعوم ناجم عن تلقي اللقاحات.

الموقع مفتوح للجمهور، ويستطيع أي شخص إرسال بلاغ، لكن "فيرس" يوضح أنه لا يمكن استخدامه كدليل على أضرار اللقاحات.

وبحسب فيديو تدريبي على الموقع، فإن "تقرير (فيرس) لا يعني بالضرورة أن اللقاح تسبب في مشكلة صحية لأن الأعراض ظهرت بعد التطعيم"، وإذا ظهر أحد الأعراض بعد التطعيم، فهذا لا يعني بالضرورة أن ذلك حدث نتيجة التطعيم، مسألة سببية مقابل التسلسل الزمني.

ويؤكد موقع "فيرس" أن التقارير والبلاغات "قد تحتوي معلومات غير كاملة أو غير دقيقة أو عرضية، أو لا يمكن التحقق منها"، لكن السياسية الفرنسية مارتين فونير استخدمت بيانات "فيرس" للقول إن 54 طفلاً أميركياً لقوا حتفهم نتيجة اللقاحات، واستخدمت فونير البيانات لتقول إنه لا ينبغي تطعيم الأطفال الفرنسيين.

فوائد تفوق المخاطر

من جهتها، قالت الهيئات الطبية الرائدة في الولايات المتحدة وأوروبا إن الآثار الجانبية النادرة يمكن أن تحدث نتيجة بعض اللقاحات، مثل تجلطات الدم أو التهاب عضلة القلب، لكن فوائد تلقي اللقاحات تفوق المخاطر.

وليس هناك أي دليل علمي على الخرافات الطبية الشائعة الأخرى ولكنها مستمرة، فعلى سبيل المثال، يمكن للقاحات أن تضعف جهاز المناعة أو تتسبب بالعقم أو أن تعدّل الحمض النووي.

وزعم منشور تم تداوله على موقع إلكتروني أميركي، في ديسمبر، أن اللقاحات تسببت في ما يسمى "متلازمة نقص المناعة المكتسبة من اللقاح".

الموقع زعم أن ما ذكره نقلاً عن دراسة، لكن الدراسة المشار إليها والتي غطت الآثار المتضائلة للقاحات بمرور الوقت، لم تذكر أي "متلازمة" من هذا القبيل، ما جعل أحد القائمين عليها يقول لوكالة الصحافة الفرنسية إن المنشور يرقى إلى "معلومات مضللة".

الادعاءات الصحية الزائفة لا تنتهي عند هذا الحد، فقد زعم مقطع فيديو نشر عام 2020 واستمر تداوله عبر الإنترنت حتى عام 2021 أن "97% من متلقي لقاح كورونا سيصابون بالعقم"، نقلاً عن تسريبات من كبريات شركات الصيدلة.

لكن حتى الآن لم يتم ذكر العقم كأثر جانبي لأي لقاح، سواء اللقاحات المضادة لفيروس كورونا أو أي لقاح آخر.

وفي هذا الصدد قالت كاثرين وايت، أستاذة التوليد وأمراض النساء في كلية الطب بجامعة بوسطن، لوكالة "فرانس برس"، عندما سئلت عن الأمر العام الماضي، إنه "لا يوجد لقاح في العالم يمكن أن يسبب العقم".

"مفارقة سيمبسون"

انتشرت عبر الإنترنت مزاعم أن بعض اللقاحات تغيّر الحمض النووي، وهي تتضمن لقاحات "إم آر إن إي" أو الحمض النووي الريبوزي المرسال، والتي تخبر الجسم بإنتاج بروتينات تشبه تلك الموجودة في الفيروس بدلاً من استخدام مكوّن أو فيروس معدّل، كما في لقاح الإنفلونزا مثلاً.

وقادت هذه التقنية البعض إلى تصديق ادعاءات كاذبة بأن اللقاحات تتداخل مع جينات الإنسان، ولكن الجينات تقع في جزء خاص من خلايا الجسم يسمى النواة، ولا يصل هذا النوع من اللقاحات إلى هذا الجزء من الجسم، ما يعني أنه من المستحيل أن تصل المادة إلى الحمض النووي.

وغالباً ما يتم إخراج الإحصائيات المحيطة باللقاحات من سياقها، أو تشويهها لإظهار عدم فعالية اللقاحات.

في فرنسا، على سبيل المثال يشير بعض الأشخاص إلى أرقام رسمية تقول إن عدد حالات الإصابة بالفيروس بين المطعمين أكثر من غير الملقحين، لكن نظراً لأن أكثر من 75% من سكان فرنسا تلقوا اللقاحات، فليس من المستغرب أن يصاب أشخاص تلقوا اللقاح.

ومن المعروف أن اللقاحات تساعد في منع الأعراض الشديدة والوفاة، لكن ليس بالضرورة أن تمنع الفيروس من الانتشار، وهذا يعني أن الإصابات ما زالت تسجل بين بعض من تلقوا اللقاح، وسيكون هناك مزيد من الإصابات بين الملقحين مع تطعيم عدد أكبر من الناس.

وعلى سبيل المثال، إذا تم تطعيم 100% من السكان، فإن أي إصابة بالعدوى أو دخول المستشفى ستكون من بين المطعمين، وهذا ليس انعكاساً لتلقي اللقاحات؛ ولكنها ظاهرة معروفة جيداً بين الإحصائيين باسم "مفارقة سيمبسون".

هذا المحتوى من صحيفة "الشرق الأوسط"

اقرأ أيضاً:

تصنيفات