الجزائر تواصل إخماد 51 حريقاً في 16 ولاية

time reading iconدقائق القراءة - 4
رجال يحاولون إخماد حريق في قرية إيبودرارن بمنطقة القبائل الجبلية في تيزي وزو، شرق الجزائر العاصمة، الجزائر، 12 أغسطس 2021 - REUTERS
رجال يحاولون إخماد حريق في قرية إيبودرارن بمنطقة القبائل الجبلية في تيزي وزو، شرق الجزائر العاصمة، الجزائر، 12 أغسطس 2021 - REUTERS
الجزائر -أ ف ب

بعد أن أعلنت فرق الإطفاء في الجزائر، الجمعة، إخماد غالبية حرائق الغابات التي تجتاح شمال البلاد، خصوصاً في منطقة القبائل تيزي وزو، الأكثر تضرراً، أفادت الحماية المدنية عن اندلاع الحرائق مجدداً في الولاية ذاتها.

ويواصل عناصر فرق الإطفاء ومتطوعون مكافحة 51 حريقاً في 16 ولاية أخرى، من بينها تيزي وزو، وجيجل وبجاية وبومرداس، وفق أحدث تقرير للحماية المدنية، الجمعة.

ولا يزال السكان بانتظار تحديد هويات أصحاب الجثث المحترقة، إذ قضى ما لا يقل عن 71 شخصاً منذ الاثنين، في هذه الحرائق التي أججها الحر الشديد، بحسب ما أفادت أحدث حصيلة صادرة عن السلطات، والتي تقول إنها "مفتعلة".

وأمام هذه المأساة، كثرت مبادرات التضامن في كل أرجاء البلاد، فيما توجه نداءات كثيرة للمساعدة من قبل المجتمع المدني في الجزائر والخارج.

وشاركت طائرتان فرنسيتان قاذفتان للمياه، الخميس، في الجهود المبذولة في منطقة القبائل، ومن المتوقع أن تصل 3 أخرى من إسبانيا وسويسرا، بحسب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

وفي اليوم الثاني من الحداد الوطني الذي أعلن على روح الضحايا، أقيمت صلاة الغائب بعد صلاة الجمعة في مساجد الجزائر.

وقال نائب رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، سعيد صالحي، لوكالة فرانس برس: "في دائرة الأربعاء ناث إيراثن مركز الحرائق في منطقة القبائل، لم يتمكن الخبراء إلا من تحديد هوية 19 جثة من أصل 25".

وأضاف: "العائلات ما زالت تبحث عن أفراد لها، ما يزيد من الحزن والمأساة"، وقال أحد سكان البلدة ويدعى جمال في اتصال هاتفي، إن الحصيلة مرجحة للارتفاع "بسبب وجود مفقودين".

وتقع دائرة الأربعاء ناث إيراثن على مرتفعات، وتضم نحو 20 بلدة يعتاش أبناؤها من زراعة الأشجار الجبلية، إلا أن الحرائق أتت على كل شيء.

ويقول جمال: "المشهد فظيع، وما من كلام كافٍ لوصفه، آسف لعدم جهوزية السلطات مع أن الحرائق تتكرر، ونتيجة لذلك أخليت بلدات بكاملها، واحترقت منازل وتفحمت قطعان، وتنتشر أينما كان مشاهد الفوضى والخراب".

ويضيف: "الحكم يقوم على استباق الأمور، وتوقعها إلا عندنا حيث التحرك يأتي دائماً بعد الكارثة، بعد أن يقع الضرر".

أما مهند فقد نقل عائلته إلى العاصمة الجزائرية، وعاد إلى منطقة الحرائق للمساعدة في العمل ميدانياً. وهو يواجه صعوبة في وصف فظاعة الوضع "لم يسبق أن رأيت شيئاً كهذا من قبل، خسرت عائلات كل شيء"، وقال: "ما زلت أشم رائحة الأجسام المحترقة، رائحة لا تحتمل، وهي لا تفارقني".

انهيار الخدمات

ولا تزال دوائر عدة من منطقة تيزي وزو من دون كهرباء وغاز وهاتف، كما أُغلقت الكثير من محطات الوقود بعد انفجار واحدة في عين الحمام، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص من عائلة واحدة كانوا في سيارتهم.

ويعبر أبناء هذه المناطق عن خشيتهم من احتمال تسجيل ارتفاع كبير في الإصابات بكوفيد-19، فخلال مكافحة الحرائق سقطت كل تدابير الوقاية، إلا أن شهادات عدة تشير إلى أن "السكان تنفسوا الصعداء" مع وصول الطائرات القاذفة للمياه الخميس.

وتعد الجزائر أكبر الدول الإفريقية، وتضم 4.1 مليون هكتار من الغابات مع نسبة إعادة تشجير متدنية جداً تبلغ 1.76%.

وتنتشر الحرائق سنوياً في شمال البلاد، ففي 2020 اجتاحت النيران 44 ألف هكتار من الغابات، إذ تكثر الحرائق في مناطق مختلفة من العالم، وهي مرتبطة بظواهر متنوعة توقعها العلماء، بسبب الاحترار المناخي.

اقرأ أيضاً: