تحذير من "حرب لقاحات" بسبب تأخر وصول الجرعات

time reading iconدقائق القراءة - 5
مدير مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في إفريقيا، جون نكينغاسونغ، خلال مؤتمر صحافي حول كورونا بأديس أبابا - AFP
مدير مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في إفريقيا، جون نكينغاسونغ، خلال مؤتمر صحافي حول كورونا بأديس أبابا - AFP
كامبالا، أوغندا-أ ب

حذّر مدير "مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها" في إفريقيا، جون نكينغاسونغ، مما أسماه "حرب اللقاحات" بين الدول، وسط مخاوف متجددة من تأخر وصول اللقاحات المضادة لفيروس كورونا القادمة إلى القارة.

وقال نكينغاسونغ، في مؤتمر صحافي، الخميس: "أشعر حقاً بالعجز، لأن هذا الوضع سيؤثر بشكل كبير على قدرتنا على مكافحة هذا الفيروس"، في إشارة إلى تقارير تفيد بأن "معهد أمصال الهند" يعلّق الصادرات الرئيسية من لقاح "أسترازينيكا"، لتلبية الطلب المتزايد في الداخل، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".

وأضاف: "من دون تكثيف الوصول إلى اللقاحات، سنواجه تحديات، وسنظل نواجه تحديات، وسنفقد الأرواح، ينبغي أن تكون المعركة معركة جماعية"، معرباً عن أمله في أن "تسود قوة الإنسانية".

وتابع: "ليست هناك حاجة على الإطلاق لنا كبشر لخوض حرب لقاحات من أجل محاربة هذا الوباء، سنكون كلنا خاسرين".

تأخر الإمداد العالمي

وينتج معهد الأمصال في الهند جرعات لقاح" أسترازينيكا" التي تشحن إلى إفريقيا من خلال مبادرة "كوفاكس" الدولية، لضمان وصول اللقاح إلى البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

وتلقت 28 دولة على الأقل من بين 54 دولة في إفريقيا، أكثر من 16 مليون جرعة عبر مبادرة "كوفاكس"، حتى الخميس، وتستمر شحنات اللقاحات عبر مبادرة "كوفاكس" في الوصول إلى بلدان إفريقية مختلفة. فجنوب السودان، على سبيل المثال، سيتلقى أكثر من 100 ألف جرعة، الخميس.

لكن "كوفاكس" واجهت تأخيرات تتعلق بالإمداد العالمي المحدود لجرعات اللقاح، بالإضافة إلى مشكلات لوجستية.

وأشارت الوكالة، إلى أن هذه الأسباب دفعت بعض الدول مثل جنوب إفريقيا، الدولة الأكثر تضرراً في القارة، للحصول على اللقاحات من خلال الصفقات الثنائية، ومن خلال برنامج الشراء بالجملة التابع للاتحاد الإفريقي.

دور استراتيجي للقاح "أسترازينيكا"

تأمل إفريقيا، التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة، في تطعيم 60% من سكانها بحلول نهاية 2022، من أجل الوصول إلى مناعة القطيع، عندما يتم حماية عدد كاف من المواطنين من خلال العدوى، أو التطعيم، ما يجعل من الصعب استمرار انتشار الفيروس.

ومن المستبعد أن يتحقق هذا الهدف من دون الاستخدام الواسع للقاح "أسترازينيكا"، الذي ينظر إليه على أنه مفتاح للاستراتيجية العالمية للقضاء على جائحة فيروس كورونا.

واللقاح الذي تنتجه شركة أدوية بريطانية - سويدية أرخص وأسهل في التخزين من غيره. ومن المقرر أن يشكل تقريباً جميع الجرعات التي يجري شحنها في النصف الأول من العام الجاري، عبر مبادرة "كوفاكس".

يأتي ذلك في ظل سجال عالمي محتدم بشأن لقاح "أسترازينيكا"، بعدما جمّدت دول عدة استخدامه، إثر ظهور مشكلات دموية خطرة لدى بعض متلقيه، مثل الجلطات.

فعال بنسبة 76%

وفي وقت سابق الخميس، أعلنت شركة "أسترازينيكا"، أنّ لقاحها فعّال بنسبة 76% في الوقاية من الأعراض المرضية للفيروس، بناء على بيانات محدّثة لنتائج تجربة سريرية جرت في الولايات المتحدة وبيرو، وتشيلي.

وبذلك تكون الشركة البريطانية-السويدية خفّضت نسبة فعالية لقاحها من 79% قبل صدور هذه النتائج إلى 76%، في خطوة أقدمت عليها بعد أن واجهت انتقادات لاستخدامها "معلومات قديمة"، لتحديد مدى فعالية اللّقاح، حسب وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس".

وكان مختبر "أسترازينيكا"، دافع، الاثنين، عن لقاحه الذي يرفض قسم كبير من الأوروبيين تلقيه، مؤكداً أنه فعّال بنسبة 80% لدى الأشخاص المسنّين، ولا يزيد خطر حدوث جلطات دموية، بعد تجارب سريرية أُجريت في الولايات المتحدة شملت 32 ألفاً و449 شخصاً.

ورخّصت 10 دول على الأقل في الاتحاد الأوروبي، استخدام اللقاح لمَن تجاوزوا 65 عاماً، ومنذ ذلك الحين، تراجعت دول كثيرة عن هذا القرار، بعدما أظهرت بيانات إضافية أن اللقاح كان فعالاً جداً لدى المسنين.

واستأنفت 12 دولة أوروبية، التطعيم بلقاح "أسترازينيكا"، الجمعة الماضي، بعدما أعلنت جهتان تنظيميتان في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، أن فوائده تفوق أي أخطار محتملة.

اقرأ أيضاً: