بعد الموجة الثانية.. وفيات كورونا في إفريقيا تقترب من 100 ألف

time reading iconدقائق القراءة - 6
عامل رعاية صحية يراقب صحة مريض في جناح مؤقت تم إنشاؤه أثناء تفشي مرض فيروس كورونا في مستشفى ستيف بيكو الأكاديمي في بريتوريا بجنوب إفريقيا  - REUTERS
عامل رعاية صحية يراقب صحة مريض في جناح مؤقت تم إنشاؤه أثناء تفشي مرض فيروس كورونا في مستشفى ستيف بيكو الأكاديمي في بريتوريا بجنوب إفريقيا - REUTERS
دبي-وكالات

اقتربت حصيلة الوفيات الناجمة عن "كوفيد-19" في القارة الإفريقية من 100 ألف الخميس، وهي حصيلة منخفضة نسبياً مقارنة ببقية القارات، لكنها تزيد على نحو سريع في ظل موجة ثانية من الجائحة تضغط على المستشفيات.

وسجلت إفريقيا 99 ألفاً و800 وفاة، وهو عدد يقل عن الحصيلة المسجلة في أميركا الشمالية التي تجاوزت نصف مليون وفي أوروبا، إذ تقترب من 900 ألف وفقاً لحسابات وكالة "رويترز".

لكن الوفيات تزيد على نحو حاد في أنحاء إفريقيا، ويأتي جنوب القارة في الصدارة، خاصة دولة جنوب إفريقيا، التي تمثل نحو نصف الوفيات.

وتواجه جنوب إفريقيا، موجة ثانية من الجائحة نتجت عن "سلالة متحورة أكثر عدوى من فيروس كورونا"، أدت لتكدس عنابر المصابين في المستشفيات.

وقال ريتشارد ميهيجو منسق برنامج التحصين في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بإفريقيا لـ"رويترز": "العدد المتزايد من الإصابات أدى إلى الكثير من الحالات الشديدة، وتواجه بعض البلدان صعوبة في التأقلم".

وذكر ميهيجو أن هناك زيادة في الوفيات ببلدان قريبة من جنوب إفريقيا، مثل زيمبابوي وموزامبيق ومالاوي، ما يزيد احتمال انتشار سلالة كورونا المكتشفة في جنوب إفريقيا العام الماضي، في بقية أنحاء منطقة جنوب القارة.

توزيع عاجل

ودعت منظمة "أطباء بلاد حدود" الدولية للإغاثة هذا الشهر إلى توزيع اللقاحات على نحو عاجل في جنوب قارة إفريقيا، لمواجهة انتشار السلالة المتحورة، إذ تتخلف معظم دول القارة عن الدول الغربية الأكثر ثراءً في إطلاق برامج التطعيم الجماعي.

وكشفت بيانات "رويترز"، أن معدل الوفيات في إفريقيا يسجل الآن نحو 2.6%، وهو ما يزيد على المتوسط العالمي البالغ 2.3%، وأعلى قليلاً من 2.4% في الموجة الأولى من الجائحة، والذي كان في وقت ما منخفض نسبياً مقارنة بغيرها من القارات.

وقالت الدكتورة ربيكا ماتشيديزو مويتي، الاثنين على تويتر، إن لقاح أسترازينيكا أُدرج للاستخدام في حالات الطوارئ، وهذه خطوة مهمة نحو نشر 90 مليون جرعة من هذا اللقاح التي جرى تخصيصها للبلدان الإفريقية من خلال كوفاكس.

وتابعت: "تعمل فرقنا على الأرض مع الحكومات لتسريع هذه العمليات حتى يمكن نشر اللقاحات في أقرب وقت ممكن".

وأشارت مويتي إلى متغيرات الفيروسات التي تحدث بمرور الوقت، لافتة إلى أنها "تساعد في معرفة استجابة الصحة العامة، بما في ذلك استراتيجيات التطعيم، لذلك فإننا نبني أيضاً قدرات التسلسل لاكتشاف المتغيرات المختلفة".

مليون جرعة 

وستقدم جنوب إفريقيا التي أرجأت حملتها للتلقيح ضد فيروس كورونا بلقاح "أسترازينيكا"، بعد الشكوك حول مدى فاعليته ضد الطفرة المحلية من الفيروس، مليون جرعة منه للاتحاد الإفريقي. 

وأعلن وزير الصحة الجنوب إفريقي، زويلي مخيزي، الثلاثاء، أمام البرلمان أن الجرعات التي اشتروها، ستقدم للاتحاد الإفريقي، لتوزيعها على الدول التي أبدت اهتماماً باقتناء المخزون، مؤكداً أنه "لن تكون هناك أموال مهدورة". 

وكان مقرراً أن تبدأ جنوب إفريقيا تحصين سكانها ضد وباء "كوفيد-19" الأسبوع الماضي، بمليون جرعة من اللقاح البريطاني "أسترازينيكا" المصنع في معهد الأمصال بالهند، واستقبلت الدفعة الأولى من الجرعات بحفاوة مطلع فبراير، بحضور الرئيس سيريل رامابوزا في المطار. 

وعلقت الحكومة حملة التلقيح بعدما أظهرت دراسة لجامعة "ويتواترسراند" في جوهانسبيرغ أن فاعلية اللقاح البريطاني "محدودة" ضد الطفرة الجنوب إفريقية من الفيروس، وفي المقابل أوصى خبراء منظمة الصحة العالمية باستخدام لقاح "أسترازينيكا" في الدول التي تنتشر فيها الطفرات.

وتواجه جنوب إفريقيا موجة ثانية من الوباء سببها الفيروس المتحور الجديد الذي يعتقد أنه أكثر عدوى، وسجلت البلاد 1.5 مليون إصابة و48 ألف وفاة، ما يجعلها رسمياً أكثر دول إفريقيا تضرراً من الوباء. 

غير أن الإصابات الجديدة تراجعت في الآونة الأخيرة، لتصبح دون عتبة ألفي إصابة في اليوم، مقابل أكثر من 20 ألفاً في ديسمبر.

وبدأت جنوب إفريقيا الثلاثاء، في استقبال جرعات لقاح مختبر "جونسون أند جونسون"، ومن المتوقع أن تستقبل 80 ألف جرعة خلال هذا الأسبوع، ما سيسمح لها أخيراً ببدء حملة التلقيح.