بوادر انقسام في فتح قبل الانتخابات الفلسطينية.. والرجوب يرأس وفد الحركة في حوار القاهرة

time reading iconدقائق القراءة - 10
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يحمل خارطة توضح التغيير الحاصل في خارطة فلسطين. 3 سبتمبر 2020 - AFP
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يحمل خارطة توضح التغيير الحاصل في خارطة فلسطين. 3 سبتمبر 2020 - AFP
رام الله-محمد دراغمة

قررت اللجنة المركزية لحركة فتح خلال اجتماع عقدته في رام الله، الأحد، تشكيل لجان من جميع هيئاتها القيادية للتحضير لخوض الانتخابات التشريعية المقررة في 22 مايو المقبل.

كما قررت مواصلة الحوار مع مختلف الفصائل بشكل ثنائي من أجل إنجاح العملية الانتخابية وبناء التحالفات والمشاركة في الحوار الوطني الشامل الذي سيعقد في العاصمة المصرية القاهرة الشهر المقبل.

ويُعد اجتماع اللجنة المركزية هو الأول لقيادة الحركة التي تحكم السلطة الفلسطينية منذ أصدر الرئيس محمود عباس مرسوماً رئاسياً حدد بموجبه مواعيد إجراء الانتخابات التشريعية في مايو المقبل، والرئاسية في يوليو.

حوار القاهرة

ووفقاً لبيان صدر عن اجتماع اللجنة، تم تشكيل وفد من الحركة برئاسة اللواء جبريل الرجوب للمشاركة في جلسات الحوار "الفلسطيني- الفلسطيني" التي ستعقد في القاهرة يوم 5 فبراير المقبل.

وقال مصدر مصري مطلع، في تصريحات خاصة لـ"الشرق"، إن جميع الفصائل الفلسطينية أبلغت القاهرة مشاركتها في مؤتمر الحوار "الفلسطيني- الفلسطيني" لمناقشة ملفي المصالحة والانتخابات.

وكشف مسؤول رفيع في الحركة لـ"الشرق" أن رئيسي جهازي المخابرات المصرية والأردنية اللذين زارا رام الله مؤخراً واجتمعا مع الرئيس محمود عباس أكدا أهمية وحدة حركة فتح في الانتخابات المقبلة، معربين عن خشيتهما من تأثير أي انقسام على نتائج الانتخابات واستقرار السلطة الفلسطينية.

 

قرارات اللجنة المركزية

وقال عضو اللجنة المركزية، عزام الأحمد، في تصريحات خاصة لـ"الشرق"، إن اللجنة قررت تشكيل لجان من اللجنة المركزية والمجلس الثوري ولجان الأقاليم في المحافظات للتحضير لخوض الانتخابات، بدءاً من العمل بين الجماهير لحثهم على التسجيل في سجل الناخبين، والمساهمة في تشكيل قائمة الحركة لخوض الانتخابات من خلال تقديم ترشيحات من مختلف المناطق إلى قيادة الحركة.

وأوضح أن قيادة الحركة ستقرر الشكل النهائي لقائمة المرشحين لمقاعد المجلس التشريعي التي يبلغ عددها 132 مقعداً.

وكشف الأحمد عن قرار الحركة تقسيم الضفة الغربية إلى 3 مناطق جغرافية (شمال ووسط وجنوب) وقطاع غزة إلى منطقتين، وتكليف جميع أعضاء اللجنة المركزية العمل مع الجمهور في هذه المنطقة بهدف حشد التأييد للحركة. 

وقال إن اجتماعات الفصائل المقبلة في القاهرة ستُكرَّس لإنجاح الانتخابات وإزالة العقبات المحتملة، والتوصل إلى ميثاق شرف لاحترام قانون الانتخابات ونتائجها، والاتفاق على آليات الإشراف وآليات البت في النزاعات الانتخابية وغيرها.

بوادر انقسام

وعلى الرغم من إصرار الرئيس الفلسطيني على إجراء الانتخابات في مواعيدها، إلا أن أعضاء في قيادة "فتح" قالوا، في تصريحات لـ"الشرق"، إن العمل في هذه المرحلة يتركز على وحدة الحركة، مشيرين إلى ظهور بعض البوادر الانقسامية.

وظهرت في الأيام الأخيرة بوادر لتشكيل 4 أو 5 كتل انتخابية من داخل وهوامش الحركة السياسية الأكبر في فلسطين، ولكن التيار المركزي في الحركة أبدى التزامه بقرارات الرئيس عباس وقيادة الحركة.

وفيما قلل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، اللواء جبريل الرجوب، من أهمية محاولات تشكيل قوائم خارج الحركة، قال لـ"الشرق" إن الغالبية العظمى من أعضاء الحركة ملتزمون بقرارات قيادتها، لافتاً إلى أن الحركة تستعد لتشكيل قائمة تحظى بقبول أعضائها وأبناء الشعب الفلسطيني.

وقال عدد من أنصار عضو اللجنة المركزية للحركة، مروان البرغوثي، المحكوم عليه من السلطات الإسرائيلية بالسجن مدى الحياة، لـ"الشرق"، إنهم يعدّون لتشكيل كتلة انتخابية لخوض الانتخابات بمعزل عن الحركة الأم، دون أن يستبعدوا العودة للاندماج في القائمة الرسمية للحركة حال التوصل إلى اتفاق مع قيادتها الرسمية بشأن كيفية اختيار ممثلي الحركة في القائمة.

مخاوف مروان البرغوثي

وتظهر استطلاعات الرأي العام أن مروان البرغوثي الأكثر شعبية من بين جميع السياسيين في مختلف القوى السياسية الفلسطينية، وقالت مصادر لـ"الشرق": "الرئيس محمود عباس وقيادة الحركة يسعون لترشيح البرغوثي على رأس قائمة الحركة، لكن مقربين منه أكدوا أن لديه شروطاً للترشح على رأس قائمة فتح، أهمها رضاه عن المرشحين في القائمة أو مساهمته الجدية في اختيارهم". 

وقالت شخصية مقرّبة من البرغوثي لـ"الشرق": "إذا لم نتوصل إلى اتفاق مع قيادة الحركة، فالمؤكد أن مروان سيخوض الانتخابات على رأس كتلة مستقلة".

ويخشى البرغوثي، حسب المقربين منه، أن يتم تنصيه على رأس قائمة من المسؤولين في الحركة والسلطة الذين ارتبطت أسماؤهم بضعف أو فشل الخدمات العامة، أو حتى الفساد وسوء الإدارة. 

وأضاف المصدر: "يخشى مروان أن يتم وضع قائمة من الموالين الضعفاء والمتهمين بالفساد وسوء الإدارة تحت اسمه، لذلك يُصرّ على أن يتم فحص وتدقيق كل اسم في القائمة لضمان حصولها على احترام الناخبين".

"دحلان" يظهر في الصورة 

ويُشكّل التحرك الانتخابي لرجل غزة القوي السابق محمد دحلان تحدياً آخر لحركة فتح، حيث أعلن تياره الذي يطلق عليه اسم "التيار الإصلاحي في حركة فتح" تشكيل قائمة لخوض الانتخابات، وسط مؤشرات لاستطلاعات رأي حول أن تيار دحلان يتمتع بتأييد لافت في أوساط الحركة بقطاع غزة.

وأعلن القيادي في حركة فتح، نبيل عمرو، نيته تشكيل قائمة لخوض الانتخابات بمعزل عن الحركة، ولكنه قد يتراجع حال توصله إلى اتفاق مع قيادة الحركة على خوض الانتخابات ضمن قائمة الحركة، وفي موقع متقدم.

وتجري شخصيات أخرى في الحركة مشاروات لخوض الانتخابات بصورة مستقلة.

وأوضحت مصادر لـ"الشرق" أن الخلافات داخل "فتح" تتسم في معظم الأحيان بالطابع الشخصي والصراع على الموقع، وليس الخلاف السياسي والأيديولوجي.

ويواجه الرئيس محمود عباس أزمة في إرضاء كوادر وقيادات الحركة الكبيرة، بسبب محدودية عدد المواقع المضمونة في قائمة مرشحيها للمجلس التشريعي، والتي لا تتجاوز 50 إلى 70 مقعداً من مقاعد المجلس التشريعي البالغة 132 مقعداً.

وغالباً ما يعود المتصارعون في "فتح" إلى الحركة الأم بعد الانتخابات، ولكن هذه الانقسامات غالباً ما أدت إلى خسارة الحركة أمام منافسيها في الانتخابات البلدية والنقابية والعامة. 

ولعبت الانقسامات دوراً كبيراً في هزيمتها المدوية أمام حركة "حماس" في الانتخابات الأخيرة التي جرت عام 2006.

وقال رئيس المجلس الثوري للحركة، ماجد فتياني، إن الاجتماع سيبحث أيضاً فرص تشكيل ائتلاف وطني واسع لخوض الانتخابات باسم الحركة التي تثير انقساماتها  قلق القوى الإقليمية. 

اقرأ أيضاً: