لقاح أسترازينيكا يصطدم بالقوميات والمنافسين قبل كورونا

time reading iconدقائق القراءة - 4
مكاتب شركة أسترازينيكا في ماكليسفيلد بشيشاير، 21 يوليو 2020 - AFP
مكاتب شركة أسترازينيكا في ماكليسفيلد بشيشاير، 21 يوليو 2020 - AFP
لندن-أ ف ب

قبل بضعة أسابيع فقط لاقت شركة "أسترازينيكا" البريطانية السويدية إشادات واسعة للسرعة التي طوّرت من خلالها لقاحها المضاد لفيروس كورونا المستجد المتسبب بجائحة كوفيد-19.

ورأى الخبراء في إطلاق اللقاح نقطة تحوّل في مكافحة الوباء، وخصوصاً لسهولة نقله وتخزينه مقارنة بلقاح "فايزر - بيونتك".

كما حظيت الشركة البريطانية السويدية بإشادات لتعهّدها توفير اللقاح على أساس غير ربحي للدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

لكن الجدل بات يحوم حول تساؤلات عن مدى فاعليته واحتمال مقاضاة الشركة بسبب تأخير إيصاله إلى الاتحاد الأوروبي.

ونشرت المفوضية الأوروبية، الجمعة، العقد الذي وقعته مع مجموعة الصناعات الدوائية ويظهر تعهّد "أسترازينيكا" بإنتاج 300 مليون جرعة من اللقاح.

وقبل يوم، تم تفتيش معمل في بلجيكا ينتج اللقاح، بطلب من المفوضية الأوروبية، بهدف فحص مشاكل الإنتاج في الموقع.

إجراءات قانونية

كما أثارت إيطاليا احتمال اتخاذ إجراءات قانونية تستهدف "فايزر" أيضاً، من أجل "استعادة الجرعات التي تم التعهّد بتقديمها". 

أما معهد "روبرت كوخ" الألماني، فشكك في مدى فاعلية اللقاح بالنسبة للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً، مشيراً إلى وجود ثغرات في بيانات الاختبارات.

وجاءت هذه التطورات بينما قرر الاتحاد الأوروبي الجمعة الموافقة على استخدام لقاح "أسترازينيكا"، ليكون ثالث لقاح مضاد لكورونا ترّخصه وكالة الأدوية الأوروبية.

وأشارت صحيفة "فاينانشال تايمز"، الجمعة، إلى أن "توتر" العلاقة مع الاتحاد الأوروبي "قد يضر بمجموعة تصنيع الأدوية".

"نزعات قومية"

وفي تعليقه على الأمر، قال المحلل لدى "سي إم سي ماركتس"، مايكل هيوسن، لوكالة "فرانس برس": "لن ينتهي الأمر بالنسبة لأي طرف بشكل جيد"، منوهاً بأن هذه النزاعات تكشف السبب الذي يجعل "النزعات القومية المرتبطة باللقاحات أمراً مقلقاً إلى هذا الحد".

وحذّر من أنه "إذا نفّذ الاتحاد الأوروبي تهديده بفرض قيود على الصادرات"، فمن شأن ذلك أن يثير "إجراءات مضادة" من دول أخرى مثل المملكة المتحدة في حال تباطؤ الإمدادات. 

وينص عقد أسترازينيكا مع الاتحاد الأوروبي على أن الشركة ملتزمة ببذل "أقصى جهودها المنطقية" لتصنيع وتوزيع الجرعات.

وقال ديفيد غرين، الشريك في شركة إدوين كو للمحاماة ورئيس منظمة "ذي لو سوسايتي" في بريطانيا، إن العقد "لا لبس فيه"، وإن كانت المجموعة لا توفر اللقاح من أجل تحقيق الربح.

وأشار إلى أن العقد مع الاتحاد الأوروبي محكوم بالقانون البلجيكي، وبالتالي "فالمكان الوحيد الذي يمكن أن يتم التقاضي فيه هو بلجيكا". 

انتهاكات تعاقدية

وفي حال لم تظهر "أسترازينيكا" أنها تبذل "أقصى جهودها المنطقية" لاحترام التزاماتها، فقد تكون انتهكت العقد وتواجه بالتالي خطر استهدافها بدعاوى قضائية، بحسب غرين.

لكن المحلل لدى شركة "أيه جاي بيل"، روس مولد، أشار إلى ضرورة وضع العواقب المالية للخلاف الأخير في سياقها.

وقال إن "التساؤلات الألمانية بشأن لقاح أسترازينيكا/أكسفورد وعدم الرغبة الواضحة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية في إقراره، هي أمور مؤسفة ولا تساعد سمعة الشركة في مؤشر (فوتسي 100)، لكن يبدو أن العديد من الدول الأخرى راضية عن مواصلة استخدامه".

وأضاف مولد أن سعر اللقاح المنخفض يعني أن "التأثير على الأرباح سيكون محدوداً على الأرجح"، مشيراً إلى أن سبب تراجع سعر سهم المجموعة الدوائية مؤخراً يعود إلى "مخاوف المستثمرين حيال عملية شراء مقترحة بقيمة 39 مليار دولار نقدية وبالأسهم (لشركة الأدوية) أليكسيون". 

مساهمة كبيرة

بدورها، تعتقد المحللة لدى شركة "هارغريفز لانزداون"، سوزانا ستريتر، أن الوباء سمح للمجموعة باكتساب الخبرة في اللقاحات، وهو مجال كان ينقصها في الماضي.

وقالت: "يستبعد أن تضر حقيقة أن هناك سعياً بهذه الدرجة للحصول عليه إلى حد أن الإمدادات أدت إلى سجالات بين الحكومات بشأن سمعة أسترازينيكا على المدى البعيد". وأضافت: "الأرجح هو أن تجذب الانتباه إلى المساهمة الكبيرة التي قامت بها الشركة".

اقرأ أيضاً: