"رحلة المخاطر".. أفغان يعتزمون الفرار براً بعد فشل إجلائهم جواً

time reading iconدقائق القراءة - 4
مواطنون أفغان بعد إجلائهم من مطار كابول خلال وصولهم إلى قاعدة "روتا" الجوية في إسبانيا. 31 أغسطس 2021 - REUTERS
مواطنون أفغان بعد إجلائهم من مطار كابول خلال وصولهم إلى قاعدة "روتا" الجوية في إسبانيا. 31 أغسطس 2021 - REUTERS
واشنطن-رويترز

بعد رحيل القوات الأميركية من أفغانستان، وتوقف رحلات الإجلاء الجوي، يُفكر آلاف الأفغان الذين يخشون على أنفسهم من حركة طالبان، في عبور الحدود البرية للدولة الحبيسة، وخوض رحلات محفوفة بالمخاطر.

واحد من بين هؤلاء الآلاف الذين تقطعت بهم السبل، "حسين" الذي يحمل جواز سفر أميركياً، ويعمل لحساب قوات الولايات المتحدة، بحسب تقرير لوكالة "رويترز".

وبينما كان آخر الجنود الأميركيين يستعدون للرحيل عن أفغانستان، ظل حسين ينطلق مع بناته الست عبر حواجز طالبان الأمنية إلى بوابات مطار كابول على مدى عدة أيام، أملاً في اللحاق برحله تنقله إلى بر الأمان.

ظل حسين، يتصل بالسفارة الأميركية، ويراسلها بالبريد الإلكتروني لأيام دون أن يأتيه رد. ثم اتصل به جندي أميركي لإبلاغه أن فرصته الوحيدة لركوب طائرة أن يكون بمفرده من دون بناته اللاتي لا تحملن الجنسية الأميركية.

كانت زوجة حسين، توفيت في يوليو، جراء إصابتها بكورونا، وكان سفره وحده معناه التخلي عن بناته.

ومساء الاثنين، وقف أفراد الأسرة وسط الحشود خارج مطار كابول، وسمعوا أزيز آخر طائرة أميركية من طراز "سي-17"، عند إقلاعها منهية التدخل العسكري الأميركي الذي استمر عقدين في أفغانستان.

رحلة برية خطيرة

قال حسين لوكالة "رويترز"، الثلاثاء، عبر مترجم، إنه أصبح الآن واحداً من عدد غير معروف من الناس في أفغانستان، يفكرون في القيام برحلة برية تنطوي على أخطار كبيرة.

وأضاف حسين الذي طلب إخفاء بقية اسمه لأسباب أمنية: "أسمع من الأخبار والأقارب أن الآلاف ينتظرون عند حدود أفغانستان مع باكستان ويحاولون دخول باكستان".

وتابع متسائلاً: "لا أعرف هل يجب أن أتوجه إلى طاجيكستان"، معرباً عن قلقه بشأن قدرته على رعاية بناته على الطريق إذا ما قرر الذهاب.

ومع توقف رحلات الإجلاء، وتجنب الرحلات التجارية مطار كابول الذي لا يوجد به طاقم للمراقبة الجوية، تركزت الجهود الخاصة لإنقاذ آلاف الأفغان الذين لم تبث تأكيدات طالبان الأمنية الطمأنينة في نفوسهم، على ترتيب عبور آمن لحدود أفغانستان البرية حيث إنها لا تطل على بحار.

وربما تمر أيام أو أسابيع قبل استكمال المفاوضات بين طالبان وقطر وتركيا حول كيفية إدارة المطار فنياً.

نصف مليون أفغاني

يقول مشاركون في جهود الإجلاء، طلبوا إخفاء هوياتهم لأسباب أمنية، إن كثيرين بدؤوا الرحلة إلى باكستان في اتجاه الشرق والجنوب، بينما يحاول آخرون الوصول إلى حدود أفغانستان مع دول آسيا الوسطى.

ويمر المسافرون بحواجز طالبان الأمنية على امتداد مئات الكيلومترات من الطرق الوعرة متنقلين بسيارات خاصة وحافلات عامة وحافلات صغيرة. وهذه الرحلات محفوفة بالخطر خصوصاً بالنسبة لضباط الجيش والأمن والمسؤولين الحكوميين السابقين.

وبين من استطاعوا الخروج حتى الآن حملة جوازات السفر الأجنبية، مثل حسين والمواطنين الأفغان الذين يحملون تأشيرات، ومن يضمنون إفساح الطريق لهم بالرشوة.

وقال مسؤول أميركي سابق، ينتمي لشبكات غير رسمية، ساعدت المواطنين الأميركيين وحملة البطاقات الخضراء والأفغان المعرضين للخطر في تحاشي الفوضى، حول مطار حامد كرزاي الدولي، واللحاق بطائرات الإجلاء "توجد حواجز في مختلف أنحاء البلاد الآن".

وذكرت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، أن ما يصل إلى نصف مليون أفغاني قد يفرون من وطنهم بنهاية العام الجاري.

لمتابعة أخبار أفغانستان: