"لوجينك" تعزز سيطرة بكين على حركة الشحن.. ومخاوف أميركية من استغلالها

time reading iconدقائق القراءة - 5
علم صيني يرفرف من عبّارة على نهر يانجتسي في ووهان - 11 ديسمبر 2019 - Bloomberg
علم صيني يرفرف من عبّارة على نهر يانجتسي في ووهان - 11 ديسمبر 2019 - Bloomberg
دبي - الشرق

تثير سيطرة الصين المتزايدة على الوصول إلى بيانات تدفقات حركة الشحن في العالم قلق المسؤولين في واشنطن، وفي هذا القطاع الحيوي، من إمكانية "استغلال" بكين معلوماتها اللوجيستية لتحقيق مكاسب تجارية أو استراتيجية لصالحها، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".

وقالت الصحيفة الأميركية في تقرير، الاثنين، إنه حتى البضائع التي لا تمس مطلقاً الشواطئ الصينية لا تزال تمر عبر شبكات بكين اللوجيستية الممتدة عبر العالم، بما في ذلك من خلال أنظمة البيانات المتطورة، التي تتعقب الشحنات العابرة للموانئ الواقعة بعيداً عن الصين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين في مجال صناعة الشحن، قولهم إن التحكم في تدفق السلع والمعلومات ذات الصلة، يمنح بكين ميزة في التجارة العالمية، وربما وسائل للتأثير عليها.

ومع إغلاق عدة موانئ في أنحاء العالم، والنقص الذي تعاني منه العديد من الصناعات، أصبحت بيانات الشحن سلعة ذات قيمة كبيرة، وفقاً للصحيفة.

"شبكة غير معروف"

ولفتت الصحيفة إلى شبكة "لوجينك" الصينية، وهي شبكة رقمية "غير معروفة"، تربط شركات الشحن الدولية، وتصف نفسها بأنها "منصة خدمات معلومات لوجيستية"، باعتبارها ذراعاً مهمة للصين في هذا المجال.

وتقول الشبكة إنها تعتمد على مزيج من قواعد البيانات العامة ومدخَلات المعلومات، من قبل أكثر من 450 ألف مستخدم في الصين، وفي عشرات الموانئ العملاقة في جميع أنحاء العالم، ومن بينها الدول المشاركة في مبادرة "الحزام والطريق".

واعتبرت الصحيفة أن هذا الامتداد الدولي لشبكة "لوجينك" يسلط الضوء على مجال بالغ الأهمية للاقتصاد العالمي يتخلّف فيه الغرب عن الصين، لافتة إلى أن رقمنة بيانات الشحن لطالما كان حلماً يراود شركات الشحن لسنوات.

"كنز" من المعلومات

أوضحت الصحيفة أن "لوجينك" تم تطويره منذ عام 2007 كمشروع غير هادف للربح، وتشرف عليه وزارة النقل الصينية. وبدأت روابطه المتنامية مع الموانئ الخارجية والشبكات اللوجستية في لفت الانتباه في واشنطن.

ونقلت الصحيفة عن مايكل ويسل، مفوض لجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية "الأميركية- الصينية"  بالكونجرس الأميركي، التي أطلقت الأسبوع الماضي دراسة بشأن هذا النظام، قوله إن "نافذة لوجينك على التجارة العالمية يمكن أن تمنح صاحب البيانات كنزاً دفيناً من المعلومات الاستخبارية للأمن القومي والمصالح الاقتصادية". وأضاف: "يجب أن يكون هذا مصدر قلق أكبر بكثير مما كان عليه".

قلق أميركي

لكن ما يثير القلق بشكل خاص، وفقا للصحيفة، أن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" ترسل معدات عسكرية عبر الموانئ التجارية في جميع أنحاء العالم، ومن ثم قد تكون بياناتها مكشوفة لدى الصين.

ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الذراع اللوجيستية للبنتاجون، قوله إنه "من خلال الحزام والطريق، تسعى الصين إلى تعزيز ظهورها في سلسلة التوريد العالمية، بما في ذلك الخدمات اللوجستية العسكرية الأميركية"، لكنه لم يعلق مباشرة على "لوجينك".

وتطورت "لوجينك"، التي يطلق عليها رسمياً "المنصة الوطنية للمعلومات العامة للنقل والخدمات اللوجيستية"، طيلة سنوات داخل الصين، مستفيدة من حجم الاقتصاد وتجميع بيانات الشحن والمعلومات المالية من شركات الشحن والنقل.

وفي عام 2010، بدأت "لوجينك" في تكوين شراكات مع الموانئ في جميع أنحاء آسيا، واعدة بتدفقات تجارية أسرع. وفي الآونة الأخيرة، ارتبطت بموانئ "الحزام والطريق" وأنظمة بيانات الشحن في أوروبا والشرق الأوسط.

وثائق مادية

ولا تزال صناعة الخدمات اللوجستية تعتمد بشكل كبير في جميع أنحاء العالم على الوثائق المادية، إذ ترسل شركات الشحن بشكل روتيني الأوراق حول الشحنات البحرية إلى وجهتها عن طريق الجو.
 
ويمكن أن تمر الشحنة الدولية عبر أكثر من 40 كياناً مختلفاً، ويشمل ذلك وكلاء الجمارك ومشغلي الموانئ، وكل منها يستخدم أنظمة معلومات مختلفة.

ولدمج وتبسيط هذا الأمر، هناك العديد من المشروعات التي تجري على قدم وساق في جميع أنحاء العالم، والهدف من ذلك هو جعل الشحن أكثر كفاءة وأقل تلويثاً، من خلال جمع وتبادل المعلومات حول موقع وطرق ومحتويات السفن وملايين حاويات الشحن التي تتحرك يومياً.

اقرأ أيضاً: