تبادل اتهامات بين الجزائر ولبنان بسبب الوقود.. وتلويح بـ"التحكيم الدولي"

time reading iconدقائق القراءة - 4
المقر الرئيس لشركة النفط الجزئارية سوناطراك التي تملكها الدولة في العاصمة الجزائرية - AFP
المقر الرئيس لشركة النفط الجزئارية سوناطراك التي تملكها الدولة في العاصمة الجزائرية - AFP
الجزائر-الشرق

نفى مصدر رفيع استمرار شركة النفط الجزائرية "سوناطراك" في مد لبنان بالوقود، إثر تخلف بيروت عن سداد مستحقات 3 شحنات، ملمحاً إلى احتمالية اللجوء إلى التحكيم الدولي.

وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ"الشرق"، إن "فرع الشركة في لندن (Sonatrach Petroleum Corporation) المكلف بتطبيق العقد "بين سوناطراك" ووزارة الطاقة والمياه اللبنانية، بعث رسالة في يونيو الماضي، إلى الوزارة يوضح فيها أن العقد الذي انتهى في 31 ديسمبر، لن يتم تجديده، كما أوضح أنه لن يشارك مستقبلاً في أي مناقصة تطرحها الوزارة اللبنانية".

وأكد المصدر أن "سوناطراك" ستلتزم بالشحنات حتى نهاية العقد بما في ذلك تلك التي تنتهي في فبراير، لافتاً إلى أن هناك 3 شحنات بقيمة 18 مليون دولار لم تسدد وزارة الطاقة اللبنانية مستحقاتها بعد.

وذكر المصدر أن المسؤولين الجزائريين "أبلغوا نظراءهم اللبنانيين بأنه في حالة عدم دفع هذه المستحقات فسيتم اللجوء إلى التحكيم الدولي، ما يعني بطبيعة الحال خسائر مالية إضافية لوزارة الطاقة والمياه اللبنانية، وهذا ما لا يتمناه أحد لأشقائنا اللبنانيين".

وأضاف: "كما طلب الطرف الجزائري من لبنان سحب كل ما تمّ تداوله في وسائل الإعلام من أخبار شوّهت كثيراً صورة شركة (سوناطراك)، وذلك بعد ما قدّم الطرف اللبناني اعتذاراته"، على حد تعبيره.

وأشار المصدر إلى أنه لا صحة للأنباء المتداولة عن تجديد العقد بين الجانبين، وقال إن "العقد لن يجدد في أي حال، وإن فرع سوناطراك كان صارماً في رسالته الأخيرة، إذ شدّد على أنه حتى في حال اتصلت به الوزارة اللبنانية لتجديد العقد، فإن رفضه سيكون قاطعاً"، متهماً أطرافاً لبنانية بمحاولة "تسييس المسألة".

واعتبر المصدر، الاتهامات بتزويد الشركة لبنان بوقود مغشوش من باب "المغالطة"، وقال إن الوقود تمّ التأكد من سلامته، وشهادة المطابقة تؤكد ذلك قبل شحنه، وحاولنا من قبل التوصل مع الطرف اللبناني إلى حل بالتراضي، وهذا ما لم يتحقق".

الطاقة اللبنانية ترد

بدورها، قالت مصادر مطلعة في وزارة الطاقة اللبنانية لـ"الشرق"، الاثنين، إن العقد المبرم بين الوزارة وشركة "سوناطراك" الجزائرية، ألغي انطلاقاً مما أعلنته الشركة في يوليو.

وأضافت المصادر أن "ما تردد عن إرسال 3 شحنات من البنزين إلى لبنان وعدم تسديد ثمنها، غير صحيح".

وتابعت أن "سوناطرك" لا تُفرغ أي شحنة قبل الحصول على قيمتها المالية، وإلا فإن الباخرة تبقى راسية في عرض البحر حتى يدفع لبنان للشركة المبلغ المطلوب".

وأوضحت المصادر أن قضية "الوقود المغشوش انتهت منذ أشهر، بعدما استبدلت "سوناطراك" الوقود غير المطابق للمواصفات بإرسال باخرة جديدة إلى لبنان".

وأشارت إلى أن "وزارة الطاقة اللبنانية تلجأ في هذه المرحلة لاستيراد البنزين وفق آلية spot cargo التي تتميز بكلفتها المنخفضة، وبمخاطر أدنى، ولذلك فهي لا تريد تجديد العقد مع (سوناطراك)".