البنتاجون يحقق في سقوط مدنيين خلال غارة أميركية بأفغانستان

time reading iconدقائق القراءة - 4
مبنى البنتاجون في العاصمة الأميركية واشنطن، 28 مارس 2018 - REUTERS
مبنى البنتاجون في العاصمة الأميركية واشنطن، 28 مارس 2018 - REUTERS
دبي -الشرق

أسفرت غارة أميركية بطائرة دون طيار، استهدفت مركبة يعتقد أنها تابعة لفرع تنظيم الدولة بأفغانستان المعروف باسم "داعش خراسان"، وتمثل تهديداً وشيكاً لمطار كابول، عن مقتل 10 مدنيين، بينهم 7 أطفال، وذلك بحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن شهود عيان، وعائلات الضحايا.

ورداً على هذه الأنباء، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي، خلال إيجاز صحافي الاثنين: "لسنا في وضع يسمح لنا بالتشكيك في هذه الحادثة الآن"، مؤكداً، بحسب موقع "أكسيوس" الأميركي، أن البنتاجون يعمل حالياً على "تقييم الحادثة والتحقيق فيها".

وقال كيربي: "كونوا على ثقة بأنه ليس هناك جيشٌ على وجه الأرض أحرصَ على تفادي الضحايا في صفوف المدنيين من الجيش الأميركي". 

وكشف أنه بالإضافة إلى التنسيق مع حركة طالبان، فإن الولايات المتحدة تفحص أيضاً التقارير الإعلامية، وتستخدم أساليب تحقيق أخرى لتحديد ما إذا كان هناك بالفعل ضحايا مدنيون.

"خسائر محتملة"

وتعد هذه الغارة هي الثانية التي ينفذها الجيش الأميركي رداً على التفجير الانتحاري الذي أدى إلى مقتل 13 جندياً أميركياً، وأكثر من 170 مدنياً أفغانياً الأسبوع الماضي.

وقال مسؤولو البنتاجون إن الضربة الأولى التي نفذت الجمعة الماضي، قتلت "هدفين بارزين" ممن تورطوا في التخطيط لتفجيرات المطار. علماً بأن الولايات المتحدة نسبت هذا الهجوم إلى ما يُعرف بـ"الدولة الإسلامية في خراسان"، وهو فرع تنظيم داعش في أفغانستان.

ووفقاً للمتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية بيل أوربان، فقد استهدفت الضربة الثانية التي نُفِّذت الأحد، مركبة محمَّلة بالمتفجرات، يعتقد أيضاً أنها ذات صلة بداعش خراسان.

وقال أوربان إن الجيش يحقق في تقارير عن ضحايا مدنيين محتملين، لافتاً إلى أن أي خسائر محتملة في حياة الأبرياء "ستكون أمراً محزناً جداً للجيش". 

أطفال ومتعاقد أميركي

زيماري أحمدي، أحد الضحايا المدنيين للضربة الأميركية، كان يعمل في منظمة التغذية والتعليم الدولية الخيرية بأفغانستان، وكان للتو دخل بسيارته إلى الشارع الذي يعيش فيه مع أشقائه الثلاثة وعائلاتهم عندما وقعت الضربة.

ووفقاً لما رواه شهود لصحيفة "نيويورك تايمز"، فقد تزامن خروج عدد من الأطفال لاستقبال أحمدي مع إصابة صاروخ لمؤخر سيارته، ما أدى إلى تدميرها، ومقتل أحمدي والعديد من الأطفال المحيطين بالسيارة.

وقالت ابنته، سامية أحمدي، التي كانت داخل المنزل عندما حدث الانفجار: "في البداية ظننت أن طالبان (هي من نفذ الهجوم)، لكن تبين بعد ذلك أن الأميركيين أنفسهم هم من نفذه". وأضافت، بحسب "نيويورك تايمز": "رأيت المشهد كله. لقد تناثرت الأشلاء المحترقة في كل مكان".

وإلى جانب والدها، فقد قتل أيضاً خطيبها أحمد ناصر في الغارة ذاتها، علماً بأنه كان ضابطاً سابقاً في الجيش، ومتعاقداً مع القوات الأميركية، كما سبق له أن تقدم بطلب للحصول على تأشيرة المهاجرين الخاصين التي تمنحها الولايات المتحدة للمتعاونين معها في أفغانستان.