ألمانيا تقترح إصلاح آلية اتخاذ القرار في الاتحاد الأوروبي

time reading iconدقائق القراءة - 6
المستشار الألماني أولاف شولتز خلال مؤتمر صحافي في العاصمة التشيكية براغ - 29 أغسطس 2022 - AFP
المستشار الألماني أولاف شولتز خلال مؤتمر صحافي في العاصمة التشيكية براغ - 29 أغسطس 2022 - AFP
دبي-الشرق

دعا المستشار الألماني أولاف شولتز، الاثنين، إلى إصلاح آلية اتخاذ القرار في الاتحاد الأوروبي، داعياً إلى التوسع في تطبيق التصويت بالأغلبية بدلاً من الإجماع، على أن يتم ذلك بداية في قضايا مثل العقوبات وحقوق الإنسان.

وتعهّد شولتز في خطاب ألقاه في جامعة تشارلز في العاصمة التشيكية براغ، بتوسيع الاتحاد الأوروبي ليضم أوكرانيا ومولدافيا ودول غرب البلقان، وكذلك جورجيا مسقبلاً.

وقال شولتز: "في أعقاب الغزو الروسي على أوكرانيا، يجب على الدول الأعضاء الوفاء بتعهد (تحقيق السلام) الذي كان وراء ميلاد الكتلة، عبر تمكين الاتحاد الأوروبي من حماية أمنه، واستقلاله واستقراره كذلك، في وجه التحديات من خارجه"، حسبما نقلت وكالة "بلومبرغ".

التشيك تحذر

من جهته، حذر رئيس الوزراء التشكيلي بيتر فيالا، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، من محاولات إعادة تشكيل آلية اتخاذ القرار في الاتحاد الأوروبي.

وقال فيالا: "النقاشات بشأن التغييرات الآن، لا تجعلنا أقوى، وتعرقل كذلك الإجماع والتعاون الحالي، والذي نحتاجه".

وفي خطابه بجامعة تشارلز في براغ، حدد شولتز الموائمات المحتملة لدعوته الأولية لاستخدام التصويت بالأغلبية بدلاً من التصويت بالإجماع والذي يتطلبه الاتحاد الأوروبي.

وأوضح شولتز: "أتخيل على سبيل المثال، أن يبدأ التصويت بالأغلبية في مناطق من المهم لنا الحديث فيها بصوت واحد. سياسة العقوبات على سبيل المثال، أو القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان".

 أزمة الطاقة في أوروبا

وفيما تكافح الحكومات عبر الاتحاد الأوروبي أسعار الطاقة الآخذة في الارتفاع، حث شولتز على "تطوير وتحسين تكنولوجيات هنا في أوروبا".

وتابع: "بشأن الكهرباء، أنا أفكر في إنشاء بنية تحتية لشبكة الكهرباء، وكذلك تخزين الطاقة، لإنشاء سوق داخلية للطاقة، تزود أوروبا بالطاقة الهيدروكهربائية من الشمال، وطاقة الرياح من السواحل، والطاقة الشمسية من الجنوب، شبكة يعتمد عليها في الشتاء والصيف".

ودعا كذلك إلى إنشاء "شبكة هيدروجين أوروبية تربط المنتجين والمستهلكين، وتطلق طفرة في التحليل الكهربائي"، كما دعا إلى إنشاء "أكثر شبكات شحن السيارات الكهربائية كثافة في كل دولنا".

دعم أوكرانيا

وعن قضية تحديث جيش أوكرانيا، اقترح المستشار الألماني، استحداث خلية عمل بين دول الاتحاد الأوروبي، تقودها ألمانيا في إرسال المدفعية وموارد الدفاع الجوي.

وقال شولتز: "هدفنا هو قوات مسلحة أوكرانية حديثة قادرة على الدفاع عن بلدها بشكل دائم"، ولكنه قال: "رغم ذلك، لا يجب أن نرضى بتزويد كييف بالمعدات التي لا نحتاجها حالياً فحسب، فنحن نحتاج إلى تخطيط وتنسيق أكبر في هذا السياق أيضاً".

ونقلت وكالة "رويترز" عن شولتز في خطابه، قوله إن ألمانيا ستواصل دعمها دفاعاً عن أوكرانيا لأطول فترة ممكنة، وسترسل أحدث الأسلحة إلى كييف في الأسابيع المقبلة.

وأضاف شولتز أنه بخلاف إرسال أنظمة دفاع جوي متقدمة، وأنظمة رادار وطائرات مُسيرة، فإن بإمكان ألمانيا أن تتحمل مسؤولية خاصة فيما يتعلق ببناء قدرات المدفعية والدفاع الجوي الأوكرانية.

ودعا شولتز إلى تنسيق أكبر بين دول الاتحاد الأوروبي بشأن القضايا العسكرية، داعياً إلى عقد اجتماعات دورية لوزراء الدفاع في بروكسل، كما هو الحال بالنسبة لوزراء الزراعة والبيئة.

وأشار في هذا السياق إلى ضرورة تطوير "دفاعات جوية مشتركة".

من جانبه، يلتقي وزير الدفاع الأميركي في 8 سبتمبر في ألمانيا، نظراءه في الدول الحليفة لتنظيم دعم القدرات العسكرية الأوكرانية في وجه روسيا، حسبما أعلنت، الاثنين، قيادة القوات الجوية الأميركية في أوروبا.  

ويُعقد الاجتماع بمبادرة من واشنطن في قاعدة رامشتين الأميركية في غرب ألمانيا. وكان ممثلون لنحو 40 دولة قد التقوا هناك في أبريل حيث شكلوا "مجموعة اتصال" للدفاع عن أوكرانيا.

تجمع سياسي أوروبي

وألقى شولتز بثقله وراء اقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لتجمع سياسي أوروبي أوسع، اقترحه في مايو الماضي.

ولاقت الفكرة تشككاً بين كثير من زعماء الاتحاد، الذين رأوا أن الفكرة "غامضة ومعقدة"، بحسب "بلومبرغ".

وبحسب الاقتراح الفرنسي، ستكون المجموعة مفتوحة أمام المملكة المتحدة، وهو ما يسمح لها بأن تكون منخرطة بشكل أكبر في الشؤون الأوروبية في مرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وقال شولتز: "ما ينقصنا، هو تبادل دوري على المستوى السياسي، منتدى يحضره زعماء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، وشركائنا، مرة أو مرتين سنوياً لمناقشة القضايا الأساسية التي تؤثر على قارتنا ككل، مثل الأمن والطاقة والمناخ والاتصال".

وأضاف أن تجمعاً كهذا، "ليس بديلاً عن عملية توسيع الاتحاد الأوروبي".

وأعلن شولتز أنه ملتزم بتوسيع الاتحاد الأوروبي ليضم دول غرب البلقان وأوكرانيا ومولدافيا، وكذلك جورجيا مستقبلاً. وتعهد بأن يعمل "لأراهم دولاً كاملة العضوية في الاتحاد".

قاعدة بيانات وشينجن

ومن بين المقترحات التي قدمها لدعم السيادة الأوروبية، دعا شولتز إلى قاعدة بيانات موحدة للتنقل عبر الحدود في الاتحاد الأوروبي.

وقال إن "البيانات ستلعب دوراً محورياً في التنقل، ليس فقط لأجل أنظمة القيادة الذاتية، ولكن لأجل التنسيق في شؤون المواصلات والإدارة الذكية للتدفقات المرورية".

وقال شولتز إن كرواتيا ورومانيا وبلغاريا، وهي دول منضوية تحت الاتحاد الأوروبي "استوفت معايير الانضمام إلى منطقة (شينجن) للحدود المفتوحة بين دول الاتحاد".

واعتبر شولتز أن منطقة شينجن هي "أحد أكبر إنجازات الاتحاد الأوروبي، ويجب أن نحميها ونطورها، وهذا يعني إغلاق الفجوات المتبقية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات