تقرير: صدام بين عضوين في إدارة بايدن بشأن الصين

time reading iconدقائق القراءة - 7
الممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي خلال جلسة استماع للجنة المالية في مجلس الشيوخ - 12 مايو 2021 - Bloomberg
الممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي خلال جلسة استماع للجنة المالية في مجلس الشيوخ - 12 مايو 2021 - Bloomberg
دبي- الشرق

تسعى الممثلة التجارية الأميركية، كاثرين تاي، إلى إصلاح علاقتها بمستشار الأمن القومي جيك سوليفان، بعد مواجهة بينهما اتهمته خلالها أمام زملاء لهما، بتقويضها في وسائل الإعلام، كما أفاد موقع "أكسيوس".

واعتبر الموقع أن ذلك يعكس صدامات شخصية وتوتراً داخل فريق البيت الأبيض، بين مستشاري الرئيس جو بايدن لشؤون التجارة والأمن القومي، بشأن كيفية تنفيذ جوانب من استراتيجيتهم الخاصة بالصين، وتحديد موعد ذلك.

وأشار إلى أن الخلاف يتمحور بشكل أكبر حول التكتيكات ونطاق الاختصاص، مستبعداً أن يعرقل سعي بايدن إلى إبرام اتفاق للتجارة الرقمية مع حلفاء للولايات المتحدة في المحيطين الهندي والهادئ، بعدما تراجعت إدارة الرئيس السابق، دونالد ترمب، عن خطط سلفه باراك أوباما في إبرام اتفاق "الشراكة عبر المحيط الهادئ".

واستدرك الموقع أن نورا تود، رئيسة مكتب تاي، تركت منصبها لتتولّى موقعاً آخر الاثنين، في طاقم سوليفان بمجلس الأمن القومي.

ونقل "أكسيوس" عن سولفيان قوله: "الأمور جيدة بيني وبين كاثرين، وليست كذلك في واشنطن، كل شيء عادي".

فيما لفتت تاي إلى أن "جيك شريك مهم في إنجاز رؤية الرئيس لسياسة تجارية تتمحور حول العمال وتؤدي إلى نتائج بالنسبة إلى الأميركيين العاديين".

اندلاع الخلاف

خلال اجتماع عُقد في سبتمبر الماضي بـ"غرفة العمليات" في البيت الأبيض، حضره وزراء ومسؤولون في مجلس الأمن القومي وموظفون آخرون، اتهمت تاي سوليفان بتسريب معلومات إلى وسائل الإعلام من أجل تقويض سلطتها.

وذكر "أكسيوس" أن شهوداً على ذلك بدوا مذهولين، بما في ذلك وزيرة التجارة جينا ريموندو.

وأضاف أن البيت الأبيض شهد تداول معلومات عن هذا الصدام، فضلاً عن التوتر الأوسع بين مكتب الممثلة التجارية للولايات المتحدة ومجلس الأمن القومي.

وأشار الموقع إلى أن تاي غضبت من تقارير نشرتها وكالة "بلومبرغ" وصحيفة "وول ستريت جورنال" في سبتمبر، أفادت بأن الإدارة تدرس فتح تحقيق في دعم تقدّمه الصين لقطاعاتها الصناعية، بموجب المادة 301، ممّا قد يؤدي إلى فرض تعريفات جديدة على بكين.

وأضاف أن هذه التقارير تزامنت مع استكمال مكتب تاي مراجعته الخاصة للسياسة التجارية إزاء الصين.

"أكسيوس" ذكر أن تاي افترضت أن مسؤولي مجلس الأمن القومي سرّبوا هذه التقارير من أجل تقويض هذه المراجعة.

واستدرك أن الإدارة لم تعلن في نهاية الأمر عن أي تعريفات بموجب المادة 301، قبل أن تكشف تاي عن النهج الجديد لبايدن ونائبته كامالا هاريس، بشأن العلاقات التجارية مع الصين، خلال خطاب ألقته في 4 أكتوبر الماضي.

"إحدى أعظم قصص النجاح"

وذكر الموقع أن الممثل التجاري للولايات المتحدة هو منصب بدرجة وزير، يتطلّب مصادقة مجلس الشيوخ ويحمل رتبة سفير، لكنه ضمن المكتب التنفيذي للرئيس.

وأضاف أن تاي، التي تتحدث لغة الماندرين بطلاقة، تُعتبر أول أميركي من أصل آسيوي يتولّى هذا المنصب.

وتابع أن تاي بذلت جهوداً ضخمة لإقناع المشرعين ومسؤولي القطاعات العمالية بالانخراط في العمل الذي تنجزه، فيما تعيد إدارة بايدن صوغ برنامج التجارة في الولايات المتحدة. معلوم أن تاي هي أبرز المستشارين التجاريين سابقاً للجنة الطرق والوسائل في مجلس النواب.

وتريد تاي أن يشعر أصحاب الشأن بأنهم يشكّلون السياسات والعمليات التجارية، وتجنّب جعلهم يشعرون بالتهميش نتيجة أي اتفاق دولي تبرمه الإدارة. وكان نهجها بطيئاً جداً بالنسبة إلى مسؤولين في الإدارة، لكنها تحظى بثقة أبرز المشرعين الديمقراطيين، بحسب "أكسيوس".

وقال النائب الديمقراطي ريتشارد نيل، رئيس لجنة الطرق والوسائل في مجلس النواب: "السفيرة تاي مدافعة فعالة بشكل لا جدال فيه، عن إدارة بايدن وأولوياتها. أعضاء الكونجرس معجبون بشدة بخبرتها وشخصيتها، والتزامها بدعم العمال الأميركيين وتعزيز اقتصادنا من خلال السياسة التجارية".

أما ليز شولر، رئيسة "الاتحاد الأميركي للعمل وكونجرس المنظمات الصناعية"، أضخم اتحاد للنقابات في الولايات المتحدة، فقالت إن "الرئيس بايدن دافع عن سياسات تضع العمال في المقام الأول"، معتبرة أن "نهج السفيرة تاي في التجارة شكّل إحدى أعظم قصص النجاح" في هذا الصدد.

"الشراكة عبر المحيط الهادئ"

وأفاد "أكسيوس" بأن اتفاق التجارة الرقمية مع حلفاء للولايات المتحدة في المحيطين الهندي والهادئ، هو بديل عن اتفاق "الشراكة عبر المحيط الهادئ" وطريقة كي تُظهر الولايات المتحدة لحلفائها وشركائها رغبتها في الانخراط بالمنطقة، بعد حقبة ترمب.

اتفاق "الشراكة عبر المحيط الهادئ" كان سيتيح تداخل نحو 40٪ من الاقتصاد العالمي مع الولايات المتحدة، لكن أوباما لم ينجح في استكمال المفاوضات أو نيل مصادقة الكونجرس عليه.

وأنجزت 11 من الدول التي كانت ستُبرم ذاك الاتفاق، نسخة معدلة منه، بدأ تطبيقها في عام 2018. وفي سبتمبر الماضي، قدّمت الصين طلباً للانضمام إلى الاتفاق، الذي أُعدّ أساساً لمواجهتها.

اقرأ أيضاً: