سوريا.. عمليات التمشيط ترفع حصيلة معارك سجن "غويران"

time reading iconدقائق القراءة - 5
أحد عناصر قوات سوريا الديمقراطية خلال عمليات اشتباك خارج سجن غويران مع مقاتلي "داعش" في الحسكة، سوريا -22 يناير 2022 - REUTERS
أحد عناصر قوات سوريا الديمقراطية خلال عمليات اشتباك خارج سجن غويران مع مقاتلي "داعش" في الحسكة، سوريا -22 يناير 2022 - REUTERS
الحسكة (سوريا)-وكالات

ارتفعت حصيلة المعارك بين القوات الكردية وتنظيم "داعش" في سجن غويران في الحسكة شمال شرق سوريا إلى 373، وفقاً لآخر إحصائية صادرة عن "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، بعد العثور على مزيد من الجثث، خلال "عمليات التمشيط والتفتيش" في مباني السجن وأحياء محيطة به.

وأشار المرصد في بيان إلى "سقوط 268 قتيلاً للتنظيم و98 لقوات الأمن الكردية وقوات سوريا الديمقراطية و7 مدنيين"، موضحاً أن سبب ارتفاع الحصيلة، عثور القوات الكردية على مزيد من الجثث خلال تمشيط مباني السجن والأحياء المحيطة.

وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إلى أن "الحصيلة غير نهائية"، وعزا الأمر إلى "وجود عشرات الجثث غالبيتها محروقة ومشوهة"، كما أنه من المرجح أن تواصل الحصيلة الارتفاع نظراً لتعرض عدد من المقاتلين الأكراد لإصابات بالغة في المعارك.

انتهاء التمشيط

وكانت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ذات الغالبية الكردية قد أعلنت، الأحد، انتهاء عمليات التمشيط في محيط سجن غويران، وجاء في بيان لها: "نعلن انتهاء حملة التمشيط في سجن الصناعة بحي غويران في الحسكة، وإنهاء الجيوب الأخيرة التي كان مرتزقة داعش يتحصنون فيها في المهاجع الشمالية".

ويأتي إعلان الأحد، بعدما قالت "قسد" التي شكّلت رأس حربة في مكافحة تنظيم "داعش" في سوريا، الأربعاء، إنها استعادت السيطرة على السجن، إثر معارك عنيفة استمرت 6 أيام، لكن اشتباكات متقطعة دارت لاحقاً بين عناصرها وعناصر التنظيم داخل السجن.

وأشار المرصد إلى "استسلام" مجموعة تضم 20 مقاتلاً ليل السبت-الأحد، وإلى سقوط 5 آخرين في معارك داخل السجن.

وأفاد المرصد بأن "قوات سوريا الديمقراطية" تجري "حملة تحقيقات استخبارية"، لكشف ملابسات "الخرق الأمني والهجوم على السجن، وكشف المتعاونين مع التنظيم"، مشيراً إلى أن "العشرات من عناصر داعش تمكنوا من الفرار من السجن خلال الساعات الأولى للهجوم، في حين ابتعد بعضهم نحو 100 كيلومتر عن الموقع".

نقل الجثث

وشاهد مراسل لوكالة "فرانس برس" السبت، شاحنة تتكدّس فيها العديد من الجثث، التي يرجح أنها جثث عناصر التنظيم، لدى خروجها من محيط السجن، قبل أن تتوقف في موقع آخر في حي غويران، حيث قامت جرافة بتحميل مزيد من الجثث فيها، ثم أكملت سيرها نحو وجهة مجهولة.

ونقلت الوكالة عن مسؤول المكتب الإعلامي في "قسد" فرهاد شامي، أن الجثث "ستنقل إلى مدافن مخصصة لها، ضمن مناطق سيطرة الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا".

ودفعت الاشتباكات نحو 45 ألف شخص إلى الفرار من منازلهم في مدينة الحسكة، وفق الأمم المتحدة، ولجأ عدد كبير منهم إلى منازل أقربائهم، بينما وجد المئات ملجأ لهم في مساجد وصالات أفراح في المدينة.

نقل المعتقلين

وذكر التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في بيان، الأحد، إلى أنه تم نقل مقاتلي التنظيم المعتقلين إلى إحدى المنشآت في المنطقة، مضيفاً أن "قسد" ألقت القبض على عدد من قادة "داعش" أو أردتهم خلال المواجهات، مبيناً أنها سيطرت كذلك على السجن من خلال مفاوضات أدت إلى استسلام غالبية المهاجمين وإطلاق سراح الرهائن.

ترحيب أميركي

من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في بيان، إنّه "بفضل شجاعة وعزم عناصر قوّات سوريا الديمقراطيّة الذين ضحّى كثير منهم بأرواحهم، فشل تنظيم داعش في جهوده لتنفيذ عمليّة هروب كبيرة من السجن لإعادة تشكيل صفوفه". 

وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، السبت، عن مسؤول أميركي كبير، قوله إن العملية التي نفذها التنظيم في 20 يناير بمدينة الحسكة السورية، كانت تهدف لإطلاق سراح عدد من قادة الصف الثاني والمقاتلين المهرة من التنظيم، خاصة من يجيدون صنع القنابل.

وقدّر المسؤول الأميركي الذي لم تكشف الصحيفة هويته، بأن نحو 200 سجين، ربما فروا من السجن، في وقت لم يؤكد مسؤولو "قسد" هذا العدد، وقالوا إنهم لا يزالوا يتحققون من تأثيرات ما جرى.

وشكّل هذا الهجوم "أكبر وأعنف" عمليّة لتنظيم "داعش" منذ أن سقطت قبل نحو ثلاث سنوات ما أطلق عليها اسم "دولة الخلافة"، وفقدانه مساحات واسعة كان يُسيطر عليها في سوريا والعراق.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات