موسكو: مجلس الأمن منحاز.. وكييف: سنهزم بوتين قريباً

time reading iconدقائق القراءة - 6
ممثلو روسيا في مجلس الأمن يقفون دقيقة صمت خلال جلسة في نيويورك بمناسبة مرور عام على غزو أوكرانيا. 24 فبراير 2023 - REUTERS
ممثلو روسيا في مجلس الأمن يقفون دقيقة صمت خلال جلسة في نيويورك بمناسبة مرور عام على غزو أوكرانيا. 24 فبراير 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

اتهمت روسيا، الجمعة، مجلس الأمن الدولي بالتحيز إلى الجانب الأوكراني، عبر منح الكلمة لممثل كييف قبل الأعضاء، فيما قالت أوكرانيا إنها ستنتصر في وقت أقرب مما يعتقد الرئيس الروسي فلادمير بوتين.

وعقد مجلس الأمن، جلسة استثنائية بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا، شجب خلالها مندوب موسكو لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، ما وصفه بـ"انحياز" مالطا التي تتولى رئاسة المجلس الآن، إلى الجانب الأوكراني.

وقال نيبينزيا موجهاً كلمته إلى ممثلي مالطا: "أحذركم من إضفاء طابع رسمي على قرارتكم (منح الكلمة لأوكرانيا)، والتي تُحدث سابقة في منح وفد أوكرانيا امتيازات تُحرم منها وفود أخرى".

واستشهد ممثل روسيا باجتماعات سابقة لمجلس الأمن لم تمنح فيها الكلمة لدول كانت محوراً للجلسة، كما في حالة جمهورية إفريقيا الوسطى في 21 فبراير، خلال اجتماع آخر بشأن مالي، واجتماع يخص كولومبيا في 11 يناير، وآخر بشأن هايتي في 24 يناير.

وأضاف مخاطباً ممثلي الدول الغربية: "هذا الموقف يعكس مصالحكم الجيوسياسية، وكأن بقية العالم لا يعنيكم بشيء".

كوليبا: سننتصر على روسيا

بدوره، قال وزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا خلال كلمته: "اعتمدت الجمعية العامة، قراراً بشأن مبادئ السلام العادل والشامل في أوكرانيا، ووقفت 141 دولة عضو بجانب ميثاق الأمم المتحدة، في حين وقفت 7 دول إلى جانب روسيا"، معتبراً أن هذا الأمر يعكس عدالة القضية الأوكرانية.

وأوضح أن القرار يعكس المغزى الذي اعتمده الرئيس فولوديمير زيلينسكي في صيغة السلام، فالهدف هو وضع خطة من 10 نقاط، تضمن استعادة احترام سيادة أوكرانيا وفقاً لحدودها المعترف بها دولياً، بحيث يكون الهدف النهائي للخطة هو إخراج روسيا، داعياً كافة الدول إلى تيسير تنفيذ القرار وصيغة السلام.

وقال وزير الخارجية الأوكراني إن "روسيا تُنفذ الآن ما يُعتبر أكبر عملية لاختطاف الأطفال برعاية الدولة في تاريخنا الحديث"، مؤكداً أن "أوكرانيا ستقاوم وستنتصر وسيخسر بوتين في فرصة أقرب مما يعتقد".

وطلب كوليبا في نهاية كلمته الوقوف دقيقة صمت في ذكرى "ضحايا العدوان الروسي" على بلاده، بحسب قوله، وكان من اللافت أن ممثل روسيا شارك الحاضرين بالوقوف، لكنه علّق على ذلك بعد انتهاء دقيقة الصمت، قائلاً: "وقفنا لنحيي ذكرى ما جرى في أوكرانيا بدءاً من العام 2014.. كل حياة لها قيمة".

بلينكن: لا سلام من دون سيادة أوكرانيا

من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، إن "بوتين فشل في وضع يده على أوكرانيا"، مشيراً إلى أن "موسكو تلاعبت بنتائج استفتاءات انضمام المناطق الأربع (دونيتسك، ولوجانسك، وخيرسون ووزابوروجيا)".

وأضاف بلينكن في كلمة داخل مجلس الأمن الدولي، أنه لا وجود لسلام في كييف من دون الحصول على السيادة الإقليمية، مشدداً على الولايات المتحدة "تضغط باتجاه سلام عاجل وشامل في أوكرانيا".

وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن مجموعة "فاجنر" ترتكب جرائم وفظائع في أوكرانيا، مضيفاً أن موسكو "رحلت قسراً 6 آلاف طفل أوكراني لأراضيها".

واعتبر أنه "يجب أن نضغط من أجل سلام عادل ودائم في أوكرانيا. أي سلام يضفي الشرعية على استيلاء روسيا على الأرض بالقوة سيضعف ميثاق الأمم المتحدة، إذ تستغل موسكو أي توقف في القتال لتعزيز سيطرتها على الأراضي التي احتلتها بشكل غير قانوني".

وأكد أن الولايات المتحدة ستواصل تقديم الدعم لأوكرانيا للدفاع عن نفسها ضد الهجمات الروسية.

"سكان أوكرانيا يعانون"

بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش إن الحياة تحولت إلى "جحيم مستعر" في أوكرانيا، مشيراً إلى أن حوالي 17.6 مليون شخص، أي ما يُشكل 40% من السكان في حاجة إلى مساعدات إنسانية.

وأضاف جوتيرش، نقلاً عن برنامج الأغذية العالمي، في كلمة بمجلس الأمن الدولي، أن أكثر من 8 ملايين لاجئ أوكراني سجلوا في أوروبا حتى الآن، وهناك حوالي 5.4 مليون أصبحوا نازحين داخلياً، لافتاً إلى أن منظمة الصحة العالمية تحققت من وقوع 700 هجوم ضد منشآت الرعاية الصحية، وأكثر من 3 آلاف منشأة تعليمية.

كما تطرق الأمين العام للأمم المتحدة إلى ما طال البنية التحتية الأوكرانية من أضرار تحت قصف النيران، مشيراً إلى "تدمير نظم المياه والوقود والتدفئة في فصل الشتاء القارص". لكنه اعتبر أن "التداعيات المؤسفة" للحرب طاولت روسيا أيضاً.

وأوضح أنه "خلال العام الماضي عقد مجلس الأمن أكثر من 50 نقاشاً حول أوكرانيا، لكن الأسلحة ودويها أخذت بزمام الأمور الآن، إلا أننا ندرك جميعاً أنه في نهاية المطاف الدبلوماسية والمساءلة هي التي ستقودنا إلى السلام العادل، الذي يتسق مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة الأطراف كافة إلى "التوصل لاتفاق بشأن إقامة منطقة آمنة في زابوروجيا، لتجنب كارثة نووية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات