تايوان تحذر: الصين قادرة على "شلّ" دفاعاتنا

time reading iconدقائق القراءة - 6
وحدة مدفعية تايوانية خلال مناورات تحاكي غزواً صينياً للجزيرة - 30 مايو 2019 - REUTERS
وحدة مدفعية تايوانية خلال مناورات تحاكي غزواً صينياً للجزيرة - 30 مايو 2019 - REUTERS
تايبيه – وكالات

حذرت وزارة الدفاع التايوانية من أن الجيش الصيني قادر على "شلّ" دفاعات الجزيرة خلال نزاع، وحددت 7 أمور قد تسخدمها الصين كذرائع لغزو الجزيرة.

واعتبرت وكالة "رويترز" ذلك تقييماً قاسياً للتهديد المتزايد الذي تشكّله الصين، التي تكثف نشاطاتها العسكرية حول تايوان، إذ تعتبرها جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وتلوّح باستعادتها، ولو بالقوة إذا لزم الأمر.

وقدّمت وزارة الدفاع التايوانية، في تقريرها السنوي إلى البرلمان عن الجيش الصيني، وجهة نظر أخطر بكثير ممّا ورد في تقرير العام الماضي، الذي أشار إلى أن بكين لا تزال تفتقر إلى القدرة على شنّ هجوم شامل على الجزيرة.

لكن تقرير هذا العام أفاد بأن الصين قادرة على شنّ "هجمات إلكترونية، خفيفة وعنيفة"، بما في ذلك حجب الاتصالات في منطقة تمتدّ من الأرخبيل الياباني عبر تايوان وصولاً إلى الفلبين. وأضاف أن بكين "يمكنها أن تستخدم جيشها الإلكتروني، لشنّ هجمات سلكية ولاسلكية على شبكة الإنترنت العالمية، والتي من شأنها أن تشلّ دفاعاتنا الجوية، (وتمكّنها من) السيطرة على البحر وقدرات نظام الهجمات المضادة، ممّا يشكّل تهديداً ضخماً بالنسبة إلينا".

مراقبة التحركات في تايوان

التقرير تابع أن الصين حسّنت أيضاً قدراتها الاستطلاعية، مستخدمة نظام "بيدو" للملاحة، المشابه لنظام "جي بي إس" الأميركي. وأضاف أن ذلك يعني أن بكين تستطيع مراقبة التحركات في كل أنحاء تايوان، بمساعدة من استخدامها المنتظم لطائرات تجسس، وطائرات مسيّرة وسفن لجمع المعلومات الاستخباراتية.

وأشار التقرير التايواني، مثل العام الماضي، إلى أن بكين لا تزال تفتقر إلى قدرات النقل والدعم اللوجستي، لتنفيذ غزو واسع، مستدركاً أن الجيش الصيني يعمل لتعزيز هذه القدرات. وأوصى بمراقبة جهود صينية لتوسيع التدريب، والاستعدادات لعمليات إنزال معقدة. ولفت إلى أن بكين تستطيع الاستيلاء على الجزر المحيطة بتايوان، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".

وأضاف التقرير أن الصين قادرة أيضاً على "شلّ" مراكز القيادة العسكرية التايوانية، والقدرات القتالية لقواتها البحرية والجوية، من خلال هجمات صاروخية دقيقة يمكن أن تضرب أي مكان في الجزيرة. واعتبر أن بكين تحاول الاستعداد لتأخير "تدخل عسكري أجنبي" في هجوم على تايوان، من خلال نشر صواريخ متوسطة وبعيدة المدى، وتنفيذ تدريبات إضافية، تشمل حاملات طائرات.

وأشارت وزارة الدفاع التايوانية مجدداً إلى لائحة من 7 ذرائع، قد تؤدي إلى غزو صيني للجزيرة، اتهمت بكين تايبيه بتنفيذ بعضها، وهي "إعلان تايوان استقلالها، وتوجّه واضح لتايوان نحو الاستقلال، وتايوان تشهد اضطرابات داخلية، وتايوان تمتلك أسلحة نووية، وتأخير حوار بشأن التوحيد السلمي، وتدخل قوات أجنبية في الشؤون الداخلية لتايوان، وتمركز قوات أجنبية في تايوان"، بحسب "بلومبرغ.

بكين و"محاكاة طالبان"

الوزارة ذكرت أن الإجراءات الصينية المحتملة إزاء تايوان، تشمل حرباً إدراكية، وتهديدات المنطقة الرمادية، وردعاً عسكرياً مشتركاً، والاستيلاء على جزر خارجية، وتنفيذ جواسيس صينيين في تايوان "ضربة قطع رأس"، لتدمير بنيتها التحتية السياسية والاقتصادية.

وأفادت "رويترز" بأن الرئيسة التايوانية، تساي إنغ ون، جعلت من تعزيز القدرات الدفاعية لبلادها أولوية، وأقامت صناعة عسكرية محلية كما اشترت مزيداً من المعدات من الولايات المتحدة، أبرز مورّد للأسلحة وداعم دولي للجزيرة.

لكن السقوط السريع للحكومة الأفغانية، المدعومة من واشنطن، أثار جدلاً عنيفاً في تايوان، بشأن إمكان أن تواجه المصير ذاته أمام غزو صيني، فيما اعتبرت وسائل إعلام رسمية في بكين أن مصير كابول أظهر لتايبيه أنها لا تستطيع الوثوق بواشنطن.

واتهم وزير الخارجية التايواني، جوزيف وو، الصين الشهر الماضي بأنها "تحلم بمحاكاة طالبان"، مستدركاً: "دعني أكون صريحاً: لدينا الإرادة والوسائل للدفاع عن أنفسنا".

وعلّق الوزير على دعوة وزارة الخارجية الأميركية بكين إلى وقف ضغوطها على تايبيه، وشكر الولايات المتحدة على دعمها لرغبات شعب تايوان ومصالحه. وكتب على "تويتر" أن هذه الرغبات "تشمل الديمقراطية والتحرّر من الشيوعية والاستبداد والجرائم ضد الإنسانية".

جاء ذلك بعدما نفذت بكين تدريبات هجومية قرب تايوان، مستخدمة سفناً حربية ومقاتلات، في ما وصفه الجيش الصيني بأنه ردّ على "تدخل خارجي" و"استفزازات".

ونقلت "رويترز" عن مسؤول بارز مطلع على التخطيط الأمني في تايوان، قوله إن سلاح الجوّ الصيني نفذ تدريباً لـ "تحقيق سيطرة فائقة على الأجواء"، مستخدماً مقاتلاته المتطوّرة من طراز "جاي-16". وأضاف أن تايبيه تعتقد بأن بكين تحاول جمع إشارات إلكترونية من المقاتلات الأميركية واليابانية، كي تتمكّن من "شلّ الطائرات الداعمة، بما في ذلك مقاتلات إف-35 (الأميركية) في حالة حرب".

اقرأ أيضاً: