أعلن الجيش الصيني، الاثنين، أنه نفذ تدريبات إنزال على الشاطئ وتمارين هجومية في مقاطعة تقع قبالة تايوان، على الرغم من أنه لم يربط التدريبات بالتوتر الحالي مع تايبيه.
وأوردت صحيفة "جيش التحرير الشعبي" الرسمية، في تقرير موجز على موقع "ويبو"، أن التدريبات نُفذت "في الأيام الأخيرة" في الجزء الجنوبي من مقاطعة فوجيان.
وأضافت أن العملية تضمنت نشراً "صادماً" لجنود وخبراء متفجرات ومتخصصين في القوارب. وتابعت أن القوات "انقسمت إلى موجات متعددة للاستيلاء على الشاطئ وتنفيذ مهمات قتالية في مراحل مختلفة".
وأفادت وكالة "رويترز" بأن الصحيفة نشرت تسجيلاً مصوراً لجنود في زوارق صغيرة، يقتحمون الشاطئ ويلقون قنابل دخانية ويخترقون دفاعات لأسلاك شائكة ويحفرون خنادق في الرمال.
ورجحت الوكالة مشاركة عدد ضئيل من الجنود في التدريبات، مضيفة أن الطقس كان صافياً والبحر هادئاً، مما يشير إلى أن التدريبات لم تُنفذ الاثنين، إذ يتأثر جنوب فوجيان الآن بعاصفة استوائية تمرّ بين تايوان والفلبين.
واعتبرت "رويترز" أن فوجيان ستكون موقع انطلاق أساسي لأي غزو صيني لتايوان، نتيجة قربها الجغرافي من الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وتهدد باستعادتها، ولو بالقوة إذا لزم الأمر.
تايوان ترفض "الإذعان"
وتُنفذ الصين تدريبات عسكرية بشكل روتيني على ساحلها، وكذلك في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. في المقابل، تندّد تايوان بما تعتبره أساليب قسرية تستخدمها بكين ضدها، متعهدة بأنها ستدافع عن نفسها إذا تعرّضت لهجوم.
وشكت تايبيه ضغوطاً عسكرية وسياسية متصاعدة تمارسها بكين لإرغامها على قبول الحكم الصيني، بما في ذلك توغل عدد قياسي من المقاتلات الصينية في منطقة الدفاع الجوي التايوانية.
وتعهدت الرئيسة التايوانية تساي إنغ ون، الأحد، بـ "مواصلة تعزيز دفاعنا الوطني وإثبات تصميمنا على الدفاع عن أنفسنا لضمان عدم تمكّن أحد من إرغام تايوان على السير في المسار الذي تحدّده الصين لنا، لأنه لا يؤمّن حرية ولا طريقة حياة ديمقراطية لتايوان، ولا سيادة لثلاثة وعشرين مليون مواطن".
وأضافت في خطاب بمناسبة اليوم الوطني أنها تأمل أن تهدأ العلاقات بين الجانبين، مشددة على أن تايوان لن "تتصرّف بتهوّر". واستدركت: "يجب ألا يكون هناك أي أوهام بأن الشعب التايواني سيذعن للضغط".
"إعادة توحيد كامل"
جاء ذلك بعدما اعتبر الرئيس الصيني، شي جين بينج، السبت، أن "استقلال تايوان أبرز عقبة أمام تحقيق إعادة توحيد الوطن الأم، وأكبر خطر خفي على تجديد شباب البلاد". وتابع: "يجب تحقيق واجب تاريخي بإعادة التوحيد الكامل للوطن الأم، وسيتحقق بالتأكيد".
وأوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن وحدة من قوات العمليات الخاصة وأخرى من مشاة البحرية (مارينز) تابعتين للولايات المتحدة تعملان "سراً" في تايوان منذ سنة على الأقل، لتدريب قواتها، في إطار جهود لتعزيز دفاعات تايبيه.
في المقابل، دعت الصين الولايات المتحدة إلى سحب قواتها من تايوان، وحضتها على "احترام اتفاقاتها المبرمة مع بكين".
اقرأ أيضاً: