يدلي الناخبون في أرمينيا الأحد، بأصواتهم في اقتراع ينطوي على خطورة لرئيس الوزراء الإصلاحي نيكول باشينيان، وقد يُثير احتجاجات على خلفية الهزيمة العسكرية الأخيرة للبلاد في نزاعها مع أذربيجان.
ويتنافس الصحافي السابق باشينيان الذي أصبح رئيساً للحكومة في 2018 بعد ثورة سلمية ضد النخب "الفاسدة القديمة"، مع خصمه الرئيس السابق روبرت كوتشاريان الذي يتهم منافسه بـ "عدم الكفاءة" ويطرح نفسه على أنه "قائد يتمتع بخبرة".
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها ليدلي نحو 2.6 مليون ناخب أرميني بأصواتهم، لاختيار أكثر من 100 لولاية مدتها 5 سنوات في تصويت على أساس التمثيل النسبي.
وانهارت شعبية باشينيان القياسية بعد هزيمة أرمينيا في حرب ضد جارتها أذربيجان خريف العام الماضي، إذ اضطرت يريفان إلى التنازل عن أراضٍ مهمة كانت تسيطر عليها منذ الحرب التي جرت في أوائل تسعينات القرن الماضي للسيطرة على إقليم ناجورنو قره باغ الذي تقطنه غالبية أرمنية، بعد معارك استمرت 6 أسابيع خلفت أكثر من 6 آلاف قتيل.
أزمة سياسية
وأثارت هذه الهزيمة التي اعتبرت "إهانة وطنية"، أزمة سياسية في أرمينيا، ما اضطر باشينيان إلى الدعوة إلى هذه الانتخابات المبكرة على أمل تخفيف حدة التوتر وتعزيز شرعيته.
ورغم الإصلاحات التي أجراها رئيس الوزراء تخلى كثيرون من أنصاره عنه بعد النزاع في قره باغ وانتقلوا إلى صفوف خصمه، رغم ارتباطه بالنخب القديمة المتهمة بنهب البلاد.
وبعد حصوله على أكثر من 70% من الأصوات بالانتخابات التشريعية في 2018، يسعى باشينيان حالياً للحصول على نسبة 60%.
لكن الاستطلاع الوحيد المتاح لا يمنح حزبه "العَقْد المدني" سوى 25% بعد حزب كوتشاريان الذي يتوقع أن يحصد 29% من الأصوات.
وهناك أحزاب أخرى بين التشكيلات الـ25 المتنافسة، قد تتمكن من دخول البرلمان، حسب الاستطلاع الذي نشره الجمعة، معهد "إم بي جي" التابع لمؤسسة "غالوب" الدولية.
وفي مواجهة مخاطر هزيمة انتخابية أو نتيجة غير محسومة للاقتراع، دعا باشينيان إلى التصويت لمنحه "تفويضاً فولاذياً". وقال الخميس الماضي، إن "الأرمينيين يرون أن هناك قوى تثير مواجهات سياسية، حرباً أهلية".
"كراهية وعداوة"
خلال الأيام الأخيرة من الحملة، نظم كل من المتنافسين عرضاً للقوة، إذ جمع كل منهما حوالى 20 ألفاً من مؤيديه في الساحة المركزية بيريفان.
وقاد كوتشاريان الجمهورية السوفياتية السابقة من عام 1998 إلى 2008، ويَشتبه منتقدوه في أنه ضالع بالفاسد، إذ قال لمناصريه، الجمعة: "إن الحكومة غير قادرة على حل مشاكلنا الحالية".
وأضاف: "على عكس الإدارة السياسية الحالية، نحن فريق لديه خبرة ومعرفة وقوة وإرادة"، محذراً من محاولات "سرقة أصواتنا".
وبعد أن كشفت الحملة الانتخابية انقساماً عميقاً بين المعسكرين الرئيسيين، يتوقع كثير من المراقبين اندلاع احتجاجات أو أعمال شغب عقب الانتخابات.
واعتبر الرئيس أرمين سركيسيان أن "التحريض على الكراهية والعداوة" غير مقبول، داعياً مواطنيه إلى التصويت بـ"نزاهة وحرية".
وإذا لم تفض الانتخابات إلى أي غالبية أو تحالف غالبية، سيتعيّن تنظيم دورة ثانية في 18 يوليو المقبل بين الحزبين اللذين يحصلان على أعلى نسبة من الأصوات.