بايدن في افتتاح "قمة المناخ": لن تنجو أي دولة من التغيرات المناخية

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي جو بايدن - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن - REUTERS
دبي - الشرق

انطلقت في العاصمة الأميركية واشنطن، الخميس، قمة المناخ الافتراضية التي دعا لها الرئيس الأميركي جو بايدن، ويشارك فيها 40 من قادة دول العالم. 

وتعهد الرئيس الأميركي، في كلمته في افتتاح القمة التي تتزامن مع "يوم الأرض"، بخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري في الولايات المتحدة، بنسبة تصل إلى 50% بنهاية العقد الجاري 2030، محذراً من أن تكلفة عدم التحرك لمواجهة التغير المناخي تتزايد. 

وأوضح الرئيس الأميركي، أنه "لن تنجو أي دولة من تداعيات التغير المناخي"، لافتاً إلى أن "هناك فرصاً وإمكانيات لتحقيق مستقبل أكثر ازدهاراً".  

وحذر بايدن من أن تكلفة عدم التحرك لمواجهة تغير المناخ آخذة في التزايد، داعياً الاقتصادات الكبرى في العالم إلى التحرك ضد تغير المناخ.

كما شدد على أن مواجهة التغير المناخي، أصبح "ضرورة اقتصادية"، وحث دول العالم على الدخول في "سباق خفض الانبعاثات والتغلب على هذه الأزمة الوجودية"، مضيفاً: "لدينا تسع سنوات متبقية لخفض الانبعثات إلى النصف، وإذا فشلنا في ذلك فسنصل إلى نقطة اللاعودة".

من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن بلاده تحشد كل ما لديها من موارد وتقنيات لمواجهة ظاهرة التغير المناخي، مشيراً إلى أن الظاهرة أصبحت أكثر سوءاً بعد أن تسببت في فيضانات وأعاصير أسهمت في تزايد أعداد النازحين "ما يؤدي إلى انتشار المرض والنزاعات والهجرة الجماعية في المجتمعات المهمشة".

وتابع، مخاطباً قادة الدول المشاركين في "قمة المناخ": "نريد أن نعمل معكم لإنقاذ كوكبنا وخلق فرصة لمساعدة مجتمعاتنا وشعوبنا".

مساعدة الدول النامية

الرئيس الصيني شي جين بينغ، أكد في كلمته أن "التغير المناخي يفرض تحديات شديدة للبشرية والمجتمع الدولي"، مشيراً إلى أنه "يجب التعامل مع الطبيعة باحترام والعمل على حمايتها".
 
ودعا الرئيس الصيني، الذي يشارك في القمة على الرغم من التوترات بين بلاده والولايات المتحدة، إلى الالتزام بـ"التنمية الخضراء والحوكمة المستدامة من أجل حماية البيئة"، مضيفاً: "يجب العمل على تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية".
 
وحث بينغ على اتباع القانون الدولي واحترام الاتفاقات الدولية بشأن المناخ، وكذلك مساعدة الدول النامية من أجل التحول إلى "الاقتصاد الأخضر"، معرباً عن أمله في "العمل مع المجتمع الدولي والولايات المتحدة لتعزيز "الحوكمة البيئية".



كما أشار الرئيس الصيني إلى أن بلاده "تسعى إلى تحقيق الحياد الكربوني قبل 2030".

"الإنسان يشعر بتأثيرات تغير المناخ"

من جهته، أشار رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، إلى أن "التغير المناخي أمر واقع وله تداعيات سلبية على حياة جميع الشعوب"، مضيفاً أن "الإنسان يشعر بتأثيرات تغير المناخ في حياته اليومية".

وتابع: "نحتاج إلى المزيد من الإجراءات العالمية لمواجهة التغير المناخي. سنطلق بالتعاون مع الرئيس الأميركي أجندة الولايات المتحدة والهند للطاقة النظيفة"، لافتاً إلى أن بلاده تبذل قصارى جهدها للوصول إلى 450 ميغاوات من الطاقة النظيفة بحلول عام 2050، وطالب بدعم بلاده في "الانتقال إلى التنمية المستدامة".

"إجراءات نشطة"

أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فأكد أن "جميعنا مهتمون بمضاعفة الجهود الدولية لمعالجة قضية التغير المناخي"، مشدداً على أن "هذا سيقرر مستقبل كوكبنا، وتنمية كل بلد ومصلحة المواطنين".

وأضاف أن "هناك إطاراً قانونياً وصلباً وجيداً للتعاون الدولي، لتخفيف الغازات الدافئة"، في إشارة إلى الاتفاقيات التي تم اعتمادها في إطار الأمم المتحدة.

وأكد على أن موسكو تتخذ إجراءات نشطة لوضع تشريعات تهدف إلى الحد من انبعاث الكربون وتخفيضها، مشيراً إلى أن انبعاثاتنا انخفضت إلى 1.6 مليار طن في العام، وهو ما يعادل النصف خلال العقدين الماضيين.

ولفت إلى أن "45 بالمئة من طاقتنا يتم الحصول عليها من موارد تصدر انبعاثات قليلة"، وذلك بسبب وجود المحطات النووية، مشدداً على ضرورة خفض الغازات المصاحبة في قطاع النفط، والقطاعات الاقتصادية، واستخدام الموارد النظيفة.

وأضاف أن "ثاني أوكسيد الكربون يمكن أن يبقى في الجو لآلاف السنين، لذلك يجب أن نركز على
الانبعاثات المتراكمة في الهواء، وليس فقط خفض الانبعاثات"، متابعاً أن "روسيا لديها تجربة في امتصاص الكربون بمعدل 2 مليار طن سنوياً، ونسعى لإيجاد حل لمشكلة ارتفاع درجة الحرارة في كوكبنا".

وشدد على ضرورة توحيد جهود المجتمع الدولي في هذه القضية، مبيناً أن موسكو معنية بصورة جادة في حشد الجهود العالمية، لإيجاد حلول جديدة للتغير المناخي، ومجابهته".

"ألمانيا تخفض الانبعاثات"

ورحبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، بعودة واشنطن إلى اتفاقية باريس للمناخ، مؤكدة أنها "أمر مهم". 

وبينت ميركل، أن "ألمانيا خفضت الانبعاثات الكربونية بنسبة 40% مقارنة بعام 2019، فضلًا عن الاستثمار في الطاقة المتجددة بدلًا من الفحم. وتسعى لجعل انبعاثاتها الكربونية أقل بنسبة 55% بحلول 2030".
 
وتابعت: "ألمانيا وفرت 46% من الكهرباء العام الماضي من موارد متجددة"، مشددة على ضرورة الحفاظ على التنوع الحيوي.

"استخدام التقنيات"

وشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على ضرورة "استخدام  كل ما نملكه من تقنيات لمجابهة تحديات المناخ وتخفيض الانبعاثات".

وأكد التزامه بالعمل على تخفيض حجم الانبعاثات. 

"أدنى مستويات الانبعاثات الكربونية"

أما رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، فقال إنه "يجب على المجتمع الدولي مواجهة الكوارث الناجمة عن تغير المناخ وتقليل إزالة الغابات"، محذراً من أن "التغير المناخي تسبب في طقس حاد وجفاف في بلدان مختلفة".

وأضاف: "نحن أول دولة تمرر تشريعات مختصة بتقليل الانبعاثات الكربونية، وانبعاثاتنا الكربونية تصل إلى أدنى مستوياتها منذ القرن الـ19". وتابع: "نحتاج إلى بحث علمي عالمي لتوفير تكنولوجيا التنمية المستدامة".

ورحب جونسون "بعودة واشنطن لمسار مكافحة التغير المناخي"، مؤكداً أن بلاده "تريد العمل مع جميع الدول في إطار مكافحة تغير المناخ".

"العالم على حافة الهاوية"

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن العالم "على حافة الهاوية، ونحتاج إلى كوكب أخضر"، مشدداً على ضرورة "وقف تمويل محطات إنتاج الطاقة بالفحم".
 
وأضاف: "نثمن التزام أميركا لمواجهة أزمة المناخ، ويجب على الدول المتقدمة الالتزام بتعهداتها المالية تجاه الدول النامية"، لافتاً إلى أن "أكثر من 900 مدينة حول العالم التزمت بتخفيض الانبعاثات".

وتابع: "نريد حشد الإرادة السياسية اللازمة لمواجهة التغير المناخي. ندعو القيادات السياسية الدولية للتحرك معاً للقضاء على تهديد أزمة المناخ"، مضيفاً: "سنبحث خفض الانبعاثات الكربونية لمواجهة الاحتباس الحراري. يجب خفض انبعاثات الغاز إلى النصف بنهاية العقد الحالي". وشدد على ضرورة "ترجمة الالتزامات على أرض الواقع بشأن الانبعاثات".