ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية أن الأمل في إحياء الاتفاق النووي الموقّع عام 2015 بين إيران والقوى العالمية الست "يتضاءل"، في ظل استمرار تأجيل العودة إلى مفاوضات فيينا، و"اقتراب طهران من إنتاج أسلحة نووية".
وأشارت الصحيفة، في تقرير إلى أنه مع طول فترة توقف محادثات فيينا، منذ يونيو، تسود التكهنات بأن نافذة إحياء الاتفاق النووي في طريقها إلى أن تُغلق.
وذكرت أن ما يعزز هذه الرؤية هو إقدام طهران أخيراً على "تخصيب 10 كيلوجرامات من اليورانيوم"، ما يجعلها قريبة من مستوى برنامج أسلحة بنسبة 60%، حسب ما كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرين سريين نُشرا الثلاثاء.
واعتبرت الصحيفة أن هذا الكشف يمكن أن يشكل "لحظة الحقيقة" للمسؤولين الأميركيين والأوروبيين، الذين أعربوا في وقت سابق من هذا العام عن تفاؤل حذر باقتراب العودة إلى الاتفاق النووي الذي تعهدت طهران بموجبه تقويض أنشطتها النووية في مقابل تخفيف العقوبات عنها.
قرار مهم بالانتظار
ولفت تقرير "بوليتيكو"، إلى أنه أمام هذه الحقيقة، سيكون على الدول المشاركة في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع المقبل في فيينا، اتخاذ قرار ما إذا كانت ستمضي قدماً بخطط لتمرير قرار يدين إيران على سلوكها.
لكن الصحيفة لفتت إلى أن قراراً مماثلاً سيمثل "خطوة حساسة" قد تستفز الحكومة الإيرانية الجديدة المتشددة، بما يدفعها للانسحاب من المفاوضات "نهائياً".
وذكّرت بما قاله الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال مكالمة هاتفية مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، الأربعاء، بأن أي "تحرك غير بنّاء داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من شأنه أيضاً أن يعرقل عملية مفاوضات (فيينا)".
وبحسب الصحيفة، قال العديد من المسؤولين إنهم يتوقعون من القوى العالمية الموافَقة على قرار يدين إيران في اجتماع الأسبوع المقبل، لأن "بقية الدول المشاركة في المحادثات باتت أكثر حذراً من العودة إلى الاتفاق" بعد التقريرين الأخيرين للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت الصحيفة، عن مسؤول رفيع المستوى يتابع الملف النووي منذ سنوات قوله، إنه "من الصعب أن نرى كيف يمكن تفادي اتخاذ هكذا قرار".
كما أبدى مسؤول غربي رفيع المستوى ولديه خبرة واسعة بالملف النووي الإيراني، ملاحظة مماثلة، قائلاً إن "تراكم الحقائق السلبية في التقريرين يستدعي تمرير قرار ما"، وفقاً لـ"بوليتيكو".
صفقة اللحظات الأخيرة
وأثارت الصحيفة مسألة احتمال عودة جلسات التفاوض المترنحة في فيينا، إذ ذكّرت بأن رئيسي أكد في أول مقابلة تلفزيونية بعد توليه السلطة في أغسطس، أن المفاوضات ستستمر، لكنه أصرّ على أنه لن يوافق على التفاوض تحت "ضغط" من الغرب.
غير أن تقرير "بوليتيكو" لفت بالتزامن إلى أن إيران لم تحدد بعد موعداً لاستئناف المفاوضات، إذ قال وزير خارجيتها الجديد حسين أمير عبد اللهيان، الأسبوع الماضي، إن الأمر قد يستغرق "شهرين إلى 3 أشهر" لاتخاذ قرار بشأن المحادثات، وهو أمر لا يرضي الغرب.
واسترجعت الصحيفة تصريح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، بعد لقائه نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، بأنه أبلغ إيران مؤخراً بأن "شهرين إلى 3 أشهر تمثل إطاراً زمنياً طويلاً جداً بالنسبة لنا".
في المقابل، لفتت "بوليتيكو" إلى أن الولايات المتحدة، تصعّد ضغطها على إيران للعودة إلى المحادثات، من خلال إرسال مبعوثها الخاص لإيران روبرت مالي، إلى روسيا وفرنسا، هذا الأسبوع، لوضع استراتيجية تتعلق بهذا الأمر.
ونقلت عن الدبلوماسي الغربي رفيع المستوى الذي تحدث إليها، تشبّثه ببعض الأمل في أن تؤدي "الاعتبارات السياسية الكبرى" في الولايات المتحدة وإيران وأوروبا إلى عقد صفقة في نهاية المطاف، والتوصل إلى طريقة لتجنب المواجهة في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
روسيا تدعو إلى الدبلوماسية
بدوره، قال مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، الجمعة، إن روسيا ستصوت ضد أي طرح لمشروع قرار بشأن إيران، في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضاف أوليانوف، على "تويتر"، أنه لا حاجة لقرار "ليس فارغاً فحسب، بل مضراً للغاية". وتابع: "من الأفضل أن نعتمد على الدبلوماسية".