دول بأميركا الوسطى تنشر قوات إضافية للحد من الهجرة إلى الولايات المتحدة

time reading iconدقائق القراءة - 5
طالبو لجوء من أميركا الوسطى يستريحون بعد إعادتهم إلى المكسيك عند محاولتهم عبور الحدود إلى الولايات المتحدة في رينوسا بالمكسيك-7 أبريل 2021. - REUTERS
طالبو لجوء من أميركا الوسطى يستريحون بعد إعادتهم إلى المكسيك عند محاولتهم عبور الحدود إلى الولايات المتحدة في رينوسا بالمكسيك-7 أبريل 2021. - REUTERS
واشنطن-أ ب

أبرمت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن اتفاقاً مع 3 دول في أميركا الوسطى لزيادة عدد قوات الأمن مؤقتاً على حدودها، في مسعى لتقليل تدفق المهاجرين على حدود الولايات المتحدة.

ويأتي الاتفاق فيما شهدت الولايات المتحدة عدداً قياسياً من الأطفال غير المرافقين الذين حاولوا عبور الحدود في مارس الماضي.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إن المكسيك ستستمر في نشر نحو 10 آلاف جندي، بينما أضافت غواتيمالا 1500 من أفراد الشرطة والجيش على حدودها الجنوبية.

ووفقاً لساكي، نشرت هندوراس 7 آلاف فرد من الشرطة والجيش على حدودها لـ"تفريق مجموعة كبيرة من المهاجرين" هناك. وستقيم غواتيمالا أيضاً 12 نقطة تفتيش في مسار المهاجرين عبر البلاد.

وأشارت إلى أن غواتيمالا وهندوراس تنشران القوات بشكل مؤقت للتعامل مع قافلة كبيرة من المهاجرين نظمت في نهاية مارس. وأعلنت الحكومة المكسيكية زيادة الأمن ونشر قواتها في مارس.

وتابعت ساكي أن الهدف "هو زيادة صعوبة خوض الرحلة وعبور الحدود". وأضافت أن الاتفاق جاء نتيجة "سلسلة من المناقشات الثنائية" بين مسؤولين أميركيين وحكومات الدول الواقعة وسط القارة.

وعلى الرغم من أن نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس مخوّلة رئاسة الجهود الدبلوماسية للتعامل مع زيادة الهجرة على الحدود الأميركية، فقد رفضت ساكي مشاركة التفاصيل بشأن ضلوعها في المناقشات، وقالت فقط إن المناقشات جرت "على عدة مستويات."

الحد من التدفق

وفي 29 مارس الماضي قالت مديرة الاتصالات في البيت الأبيض، كيت بيدينغفيلد، إن "إدارة بايدن تعزز جهودها الدبلوماسية في المثلث الشمالي لأميركا الوسطى لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة، وتثبيط المهاجرين عن القدوم إلى الولايات المتحدة".

وأضافت بيدينغفيلد، وفق ما نقله موقع "أكسيوس"، أن الزيادة في أعداد المهاجرين الذين يصلون إلى الحدود "دورية وليست ناتجة عن سياسات إدارة واحدة، بل يهاجر هؤلاء لنقص بعض الموارد في بلدانهم الأصلية".

وتابعت: "ما نحتاج إليه هو معالجة الأسباب الجذرية للهجرة، وهذا ما فعله الرئيس بايدن عندما كان نائباً لباراك أوباما".

وأشارت إلى أن بايدن "أمضى خلال تلك الفترة وقتاً في بلدان المثلث الشمالي التي يهاجر هؤلاء منها، ويعمل على محاولة معالجة نقص البنى التحتية والبرامج المجتمعية في بلدانهم، ما يُتيح لهؤلاء الأطفال البقاء بمكان آمن في منازلهم".

وأردفت بيدينغفيلد: "لقد رأيتم الأسبوع الماضي أن بايدن طلب من نائبته كامالا هاريس أن تتولى العمل والدبلوماسية الضرورية في المثلث الشمالي لمنع المهاجرين من هذه الرحلة".

وأوضحت أن "سياسة الولايات المتحدة لم تتغير، فالغالبية العظمى من الأشخاص الذين يصلون إلى حدودنا نرفضهم بموجب القانون الرقم 42، والمتعلق بجائحة كورونا".

أموال للعبور

وأفادت شبكة "سي بي إس نيوز"، نهاية مارس الماضي، أن كثيراً من المهاجرين على طول هذا الجزء من الحدود كانوا يتطلعون إلى تسليم أنفسهم إلى دوريات حدودية، بينما استأجر آخرون مهربين لمحاولة التهرب من حرس الحدود.

وأوضح أحد المهربين أن المهاجرين "حتى مع خطر ترحيلهم، ما زالوا يريدون المحاولة"، لافتاً إلى أن هؤلاء يدفعون المال مقابل ذلك، مضيفاً: "خلال الأشهر الستة الماضية، دفع ما بين 80 إلى 100 شخص لي المال لعبور الحدود".

وشكلت الأعداد المتزايدة من المهاجرين الذين يحاولون عبور الحدود اختباراً مبكراً لبايدن، في وقت يسعى  إلى الانفصال عن سياسة سلفه دونالد ترمب الذي بذل جهداً واسعاً للحد بشكل كبير من الهجرة القانونية وغير الشرعية على حد سواء.

وواجه ترمب طفرة في أعداد المهاجرين خلال عام 2019، مع تسرّعه في توسيع نظام بناء الجدار الحدودي، إذ أجبر الأشخاص الذين يطلبون اللجوء على القيام بذلك في أميركا الوسطى أو البقاء في المكسيك.

وقبل ذلك بعام، فصل ترمب قسراً الأطفال المهاجرين عن أسرهم كجزء من حملة عدم التسامح التي أصبحت واحدة من أهم التحديات السياسية التي واجهت إدارته.