طهران: المحادثات النووية ستفشل ما لم يقدم بايدن ضمانات

time reading iconدقائق القراءة - 5
مقر انعقاد المحادثات النووية مع إيران في العاصمة النمساوية فيينا  - Getty Images
مقر انعقاد المحادثات النووية مع إيران في العاصمة النمساوية فيينا - Getty Images
دبي-الشرقرويترز

قال الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، الأربعاء، في تغريدة عبر حسابه في تويتر، إن المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم في عام 2015، "ستفشل"، ما لم يتمكن الرئيس الأميركي جو بايدن من ضمان عدم الانسحاب منه مجدداً.

وكتب شمخاني قائلاً: "الرئيس الأميركي، الذي يفتقر للسلطة، ليس مستعداً لتقديم ضمانات، وإذا استمر الوضع الحالي، فإن نتيجة المفاوضات واضحة".

وكان كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، قال في وقت سابق، إن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الإيراني، ستُستأنف قبل نهاية نوفمبر الجاري، موضحاً أنه سيتم الإعلان عن الموعد المحدد قريباً. 

ولعل إحدى نقاط الخلاف الرئيسية في فيينا هي اشتراط إيران أن تقدم الولايات المتحدة "ضمانات" بأنها لن تنسحب من الاتفاق النووي مستقبلاً.

وحثت الولايات المتحدة والقوى الأوروبية إيران على العودة للمفاوضات، فيما حذرت من أن الوقت "بدأ ينفد"، لأن برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني "يحقق تقدماً يتجاوز ما فرضه الاتفاق النووي من قيود".

وانسحبت الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب من الاتفاق أحادياً في عام 2018، وأعادت فرض العقوبات على إيران، في وقت حاولت فيه الدول الأوروبية إعادة واشنطن إليه، لكن جهودها "فشلت" لعدم استعداد الحكومة الإيرانية الجديدة استئناف المحادثات التي أُبرم آخرها بين أبريل ويونيو الماضيين.

ورداً على قرار ترمب بمخالفة الاتفاق، زادت إيران احتياطيات اليورانيوم المخصب، فيما خصبته بمعدلات نقاء أعلى وركّبت أجهزة طرد مركزي متطورة للإسراع بعملية التخصيب.

الطاقة الذرية: الوضع لا يمكن أن يستمر

وفي السياق، قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، رفائيل جروسي، إن جهود وكالته لمراقبة البرنامج النووي الإيراني كـ"التحليق عبر السحب الكثيفة"، محذراً من أن الوضع "لا يمكن أن يستمر لفترة أطول"، مبدياً رغبته في إجراء محادثات مع مسؤولين إيرانيين "وجهاً لوجه".

وأضاف في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، الثلاثاء، حول قدرة وكالته على أداء وظيفة المراقبة في إيران: "أود أن أقول إننا نطير في سماء غائمة بشدة، لذلك نحن نطير، ويمكننا الاستمرار على هذا النحو، ولكن ليس لفترة طويلة".

وتابع: "من شأن إجراء محادثات رفيعة المستوى مع مسؤولين إيرانيين في طهران وجهاً لوجه، استعادة قدرة الوكالة على معرفة ما تفعله طهران في الوقت الفعلي".

وقال: "هذا في مصلحتهم بقدر ما هي مصلحة المجتمع الدولي، لأنهم إذا أخذوا بجدية نواياهم لمواصلة برنامجهم النووي لأغراض مدنية، فعليهم تقديم ضمانات لما يجري هناك".

ولفت جروسي في تصريح على هامش قمة المناخ المنعقدة في جلاسكو الأسكتلندية: "على المرء، في مرحلة ما، أن يتعامل مع هذا الوضع، وإلا فإننا سنكون في منطقة غير مؤكدة للغاية، وآمل ألا يكون الأمر كذلك".

إجراءات مشددة

وأشار جروسي إلى أنه "مع تغيير الحكومة في أغسطس الماضي، شددت إيران مستويات الإجراءات الأمنية حول منشآتها النووية، وقد صعّب ذلك الأمر على مفتشينا. نحن نتحقق من ذلك بعناية شديدة. لن أضع مفتشيّ في طريق الأذى أبداً"، من دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل. 

يشار إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تتمكن من الوصول إلى لقطات المراقبة للمواقع النووية الإيرانية، أو شاشات التخصيب عبر الإنترنت والأختام الإلكترونية منذ فبراير الماضي.

كما شكلت عمليات التفتيش المادي للمنشآت النووية الإيرانية إشكالية، في ظل استمرار طهران في تطوير أجهزة طرد مركزي جديدة وتخصيب اليورانيوم في مستويات نقاء تجعلها أقرب إلى امتلاك سلاح نووي.

وتخشى الدول الغربية من تطوير إيران لمهاراتها في شكل قد يؤدي إلى صنع قنبلة ذرية، على الرغم من أن طهران تنفي مثل هذه الطموحات.

وكُلفت الوكالة بمراقبة الاتفاق النووي، بهدف كبح النشاط النووي الإيراني، في مقابل رفع العقوبات عن إيران.