بايدن يراهن على "التنسيق والدبلوماسية" لمواجهة أزمة الهجرة

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأميركي جو بايدن يوقع على قرارات تنفيذية في المكتب البيضاوي - 11 مارس 2021 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن يوقع على قرارات تنفيذية في المكتب البيضاوي - 11 مارس 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

قالت مجلة "بوليتيكو" إن الرئيس الأميركي جو بايدن يراهن على تغيير طريقة تفكير الأميركيين بشأن الهجرة، ويعوّل على "التنسيق" مع الديمقراطيين وإحياء الجهود الدبلوماسية في مواجهة أزمة إنسانية تتفاقم على الحدود.

وأشارت المجلة الأميركية إلى أنه تحت ضغط سياسي متزايد بسبب زيادة عدد الأطفال المهاجرين والازدحام على الحدود الجنوبية "تراهن إدارة بايدن كثيراً على التباين"، إذ لا يريد المسؤولون الرد على منتقديهم فحسب، بل يعملون على تغيير الطريقة التي ينظر بها الأميركيون إلى الهجرة.

وأوضحت أن الرئيس بايدن ومساعديه كثفوا جهودهم للتواصل مع الكابيتول خلال الأسابيع الأخيرة، ويسارعون لتوحيد الديمقراطيين وراء رسالة جديدة بشأن سياسة الهجرة، وأن الوضع الحالي تشكل منذ عقود وأن الأمر لن يكون سهلاً. 

"إرث كارثي" من عهد ترمب

ويهدف الديمقراطيون، بحسب المجلة، إلى تفسير واحدة من أكثر قضايا واشنطن تعقيداً وصعوبة، فهم يروون قصة أكثر تعقيداً بكثير من تلك البسيطة التي يكررها الجمهوريون في قنوات الأخبار.

وشدد مسؤولو إدارة بايدن مراراً في مكالمات مع المشرّعين في مجلس النواب هذا الأسبوع على أنهم "ورثوا كارثة" من إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، وقالوا إن "الحلول لن تكون سهلة أو سريعة". 

كما كرر مسؤولو البيت الأبيض في مكالمات منفصلة مع مساعدي الاتصالات الديمقراطيين بمجلس النواب أن "الأزمة الحقيقية موجودة في أميركا الوسطى"، وفقاً لعدة أشخاص مطلعين على الاتصالات. 

وأكد بايدن وفريقه "الأسباب الجذرية" لازدياد معدلات الهجرة، وأهمية معاودة بذل جهود دبلوماسية مع دول أميركا الوسطى، انتهت في عهد إدارة ترمب.

كما أجرى البيت الأبيض مكالمات مع مجموعات خارجية وموظفي نواب ديمقراطيين بارزين في الكونغرس لتنسيق الرسائل، بهدف التأكد من أن جميع الأطراف المعنية تتحرك في الاتجاه ذاته.

ترحيب ديمقراطي

وفي المقابل، كان هذا التنسيق إلى جانب الاعتراف بنطاق المشكلة محل ترحيب العديد من الديمقراطيين. 

وأشاد النائب إيمانويل كليفر (ديمقراطي من ولاية ميزوري) بتلك الجهود، بعد مشاركته مع أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين في اجتماع افتراضي خاص مع وزير الصحة والخدمات الإنسانية كزافييه بيسيرا، ووزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس. 

ونقلت المجلة عن كليفر قوله: "كانوا يقولون انظروا، هذه ليست مشكلة وزارة الصحة والخدمات الإنسانية أو الأمن الداخلي، بل كل وكالة فيدرالية ستشارك الآن في هذا المشروع". 

وأضاف: "كان من المهم أن نسمع أن الإدارة لا تعتقد أنها وصلت بالفعل إلى راحة البال، لدينا مشكلة طويلة ومستمرة على حدودنا الجنوبية".

"مهمة صعبة" لبايدن

ورجحت المجلة أن النهج المنقح للإدارة الأميركية الجديدة يمثل اعترافاً ضمنياً بأن موقفها الأولي الذي قللت فيه من أهمية المشكلة ورفضت بثبات وصفها بأنها "أزمة"، لم ينجح على الأقل من الناحية السياسية. 

ولكن عندما يتعلق الأمر بالإصلاح الفعلي للظروف التي تجبر المهاجرين على الفرار من بلدانهم الأصلية، فإن البيت الأبيض لديه عمله.

وبالنسبة للرئيس بايدن، فالمسألة ليست بهذه البساطة أن ينطلق من حيث توقف في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، عندما ركز على الجهود الدبلوماسية مع دول المثلث الشمالي في غواتيمالا وهندوراس والسلفادور. 

كما يستلزم الأمر إصلاح نظام الهجرة الذي تغيّر بشكل كبير على يد الرئيس السابق دونالد ترمب، إضافة إلى القدرة على التعامل مع موجة المهاجرين على الحدود، حيث الكثير منهم يتم طردهم على الفور.

170 ألف مهاجر عبروا الحدود 

وتجاوزت أعداد المهاجرين الذين عبروا الحدود الأميركية المكسيكية في مارس الماضي أعلى مستوى لها منذ 15 عاماً، وشملت العديد من القُصّر غير المصحوبين بذويهم، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة وتحوّلها إلى "كارثة إنسانية".

واحتجزت السلطات أكثر من 170 ألف مهاجر على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك في مارس، وهو أعلى معدل شهري منذ عام 2006 على الأقل، وفقاً لبيانات أولية حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست".

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن "الزيادة الهائلة بارتفاعها عن 78 ألفاً و442 في يناير الماضي تؤكد حجم التحدي الذي يواجه إدارة الرئيس جو بايدن".

تدفق المهاجرين

وشكّل تدفق آلاف المهاجرين على الحدود الأميركية فرصة لخصوم بايدن الجمهوريين، إذ اتهموه بأنه "يبدي سذاجة ويتسبب بتدفق المهاجرين عند الحدود مع المكسيك".

وقال الرئيس السابق دونالد ترمب في مقابلة تلفزيونية، الاثنين: "إنه أمر لا يصدق وهذا لا شيء، مقارنة بما سيحدث في الأشهر المقبلة"، مضيفاً: "سيصلون بالملايين"، في إشارة إلى تدفق كبير للمهاجرين.

وتعرقل أزمة المهاجرين مخططات البيت الأبيض لمواصلة حملة "المساعدة هنا" التي تهدف إلى الترويج لمزايا الخطة الهائلة لإنعاش الاقتصاد، التي أقرها الكونغرس وتحظى بشعبية واسعة بين الأميركيين.

"تحديات سابقة"

ومثّل العثور على سكن مناسب للمهاجرين عبر الحدود تحدياً إشكالياً للإدارات الأميركية السابقة أيضاً، إذ كافحت إدارة الرئيس باراك أوباما من أجل إيواء آلاف الأطفال والأسر الذين شرعوا في عبور الحدود بأعداد غفيرة في عام 2013.

كما واجهت إدارة الرئيس دونالد ترمب انتقادات حادة لإيوائها الأسر تحت أحد الجسور، بينما آوت الأطفال المهاجرين في منشأة "قذرة" ومكدسة في مدينة كلينت بولاية تكساس.

وقالت إيمي كوهين، الطبيبة النفسية التي تتعامل مع الأطفال والأسر المهاجرة، إن "الصور التي تم التقاطها من داخل منشأة (دونا) تذكر بتلك التي جسّدت الأوضاع من قبل في كلينت، والتي قوبلت بإدانة واسعة النطاق من جماعات رعاية الأطفال".