كوبا تمهّد لحوار وطني بعد احتجاجات مناهضة للحكومة

time reading iconدقائق القراءة - 5
أحد شوارع العاصمة الكوبية هافانا، 12 يوليو 2021 - AFP
أحد شوارع العاصمة الكوبية هافانا، 12 يوليو 2021 - AFP
هافانا – أ ف ب

بعدما شهدت كوبا تظاهرات مناهضة للحكومة، في 11 يوليو الماضي، دُعيت قطاعات في المجتمع، شملت طلاباً وإعلاميين ومزارعين، إلى اجتماعات مع الرئيس ميجيل دياز كانيل، في مساعٍ تمهيدية لعقد حوار وطني، لا يشمل أكثر الأصوات انتقاداً للسلطات.

وأفادت وكالة "فرانس برس" بأن هذه اللقاءات تستمر عادة ساعات، وتُعقد في قصر الثورة ويبثها التلفزيون أحياناً، لكنها تبقى مُغلقة أمام الإعلام الأجنبي.

ويشارك في اللقاءات علماء ورجال دين وفنانون ورؤساء شركات، ويعبّر خلالها أفراد عمّا يشعرون به. أما الرئيس الشيوعي، فهو يصغي أكثر ممّا يتكلم، حتى عندما تُوجّه انتقادات إلى النظام، علماً أن التظاهرات اعتُبرت سابقة منذ الثورة التي قادها فيدل كاسترو في عام 1959.

ونقلت "فرانس برس" عن الصحافية كريستينا إسكوبار، التي تعمل في التلفزيون الرسمي، قولها: "لم تغطِّ وسائل الإعلام الكوبية ما حصل في الشارع، بل الآخرون فعلوا. لا تغطي وسائل الإعلام جزءاً واسعاً من كوبا.. كوبا المهملة المستبعدة عن مكتسبات الثورة، كوبا الموجودة في الأحياء".

وفي مداخلة، تأسف طالبة في السياحة لنقص "تفاعل" مسؤولين "يُعاملون بشكل سيئ" جميع الذين يبحثون عن حلول لمطالب السكان.

"عقد اجتماعي جديد"

وبعد شهرين على التظاهرات، تواصل هافانا اتهام واشنطن بتحريكها في الكواليس. لكن "فرانس برس" اعتبرت أن الحكومة الكوبية بدأت تراجع موقفها، إثر قول دياز كانيل بوجوب "القيام بتحليل موضوعي"، معتبراً أن "الانتقادات لا بد منها". 

ويأتي مسعاه لإقامة حوار، في حين باشر أبرز حلفائه، الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، مفاوضات مع المعارضة في مكسيكو. ولكن في كوبا لا تعترف السلطات بشرعية المعارضة، وتتهمها بتلقي تمويل من الولايات المتحدة، علماً أن وزارة الخارجية الأميركية شنّت حملة عبر "تويتر"، دعت فيها الكوبيين إلى "رفع أصواتهم دعماً للسجناء السياسيين".

وتقول المؤرخة الكوبية إيفيت جارسيا لـ "فرانس برس": "هذه المرة نواجه مشكلة كوبية، ويجب أن نحلّها بأنفسنا من دون تدخل خارجي". وأضافت أن الجزيرة التي تعاني من أزمة اقتصادية حادة، مرتبطة بفيروس كورونا المستجد، والحصار الأميركي المفروض عليها منذ نصف قرن، تواجه "أزمة نُظمية وتشرذماً في العقد الاجتماعي، والحلّ لذلك لا يكون عبر تكرار الوسائل التقليدية التي استبعدت دوماً جزءاً من المواطنين". وتابعت: "نحتاج إلى عقد اجتماعي جديد، ومشروع جديد للبلاد أكثر شمولاً وديمقراطية".

"إعادة توزيع السلطات"

صحيفة "جرانما" الرسمية حدّدت معالم حوار محتمل، متحدثة عن "مادة للحوار، منذ الثورة وعبرها ومن أجلها"، ومن خلال "القتال ضد اتباع الامبراطورية" الأميركية، في إشارة إلى المعارضة.

وأشار القانوني والكاتب خوليو سيزار جوانتشه إلى "قنوات حوار"، مستدركاً وجوب أن تشمل أيضاً "قطاعات لديها خلافات فعلية مع سياسة الدولة الكوبية". وأضاف: "تكمن المشكلة في أن قطاعات رسمية كوبية ترى أن الشعب ممثل بشكل كافٍ في المحادثات الجارية الآن. لحصول حوار، يجب أن يكون بين أطراف متكافئة، وما من مساواة سياسية من دون إعادة توزيع السلطات". لكن الحزب الشيوعي الحاكم يرفض هذا الخيار.

وظهرت مبادرات أخرى خارج المسار الرسمي، مثل "أرتشيبييلاجو"، وهي مجموعة أُطلقت عبر "فيسبوك" للتشجيع على نقاش واسع للتوصّل إلى تغييرات ديموقراطية، وتضمّ حتى الآن 20 ألف عضو.

وتطالب هذه المجموعة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وموقوفي 11 يوليو، وتنظيم استفتاء على الإصلاحات السياسية وحرية التظاهر. لكن مؤسّسها، المخرج يونيور جارسيا، يأسف لمحاولة "السلطات تشويه سمعة المجموعة عبر الإنترنت، من خلال رسائل لثني الأشخاص عن المشاركة وإثارة فوضى وتشكيك" بعملها.

اقرأ أيضاً: