
أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، الاثنين، "تفرُّد العلاقات بين مصر والولايات المتحدة على كافة الأصعدة"، وذلك خلال كلمته في مستهل الحوار الاستراتيجي بين البلدين الذي تستضيفه العاصمة الأميركية واشنطن.
وتشهد طاولة المباحثات بين الجانبين المصري والأميركي، عدداً من القضايا الدولية والإقليمية من بينها الملف الليبي، وقطاع غزة، فضلاً عن الأوضاع في إثيوبيا، والتطورات في السودان.
ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، فقد بدأت جلسات الحوار الاستراتيجي برئاسة وزيري خارجية البلدين سامح شكري وأنتوني بلينكن، وبمشاركة ممثلين عن كل من وزارة الدفاع، والتجارة والصناعة، والتعليم العالي، والهيئة العامة للاستثمار.
وكشفت الخارجية المصرية أن جلسات الحوار الاستراتيجي ستتضمن التباحث حول عدد من مجالات التعاون، بما في ذلك الموضوعات السياسية والاقتصادية، وحقوق الإنسان، فضلاً عن تبادل الرؤى والتنسيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية.
"شراكة استراتيجية"
وأعرب الوزير شكري، بحسب البيان، عن "أهمية الشراكة الاستراتيجية القائمة مع الولايات المتحدة، والدور الذي أسهمت فيه أطر التعاون من أجل تعزيز قدرة الدولة المصرية على مواجهة التحديات، بما في ذلك التعاون في مكافحة الإرهاب والأيديولوجية المتطرفة، وفي دعم جهود الدولة الدؤوبة لتحقيق التنمية للشعب المصري".
وأكد شكري، "دور مصر الريادي كركيزة للاستقرار في المنطقة، وأهمية التنسيق القائم مع الولايات المتحدة لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي".
واستعرض شكري جهود الدولة المصرية من أجل توفير دعائم الحياة الكريمة للمواطن المصري، والعمل على تعزيز واحترام الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، مع الأخذ في الاعتبار الخصوصية الاجتماعية والحقائق التنموية والخصائص الثقافية للدولة.
ونوه وزير الخارجية المصري في هذا الصدد بـ"صدور الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي جاءت نتاجاً لحوار مجتمعي شامل بمشاركة أطراف المجتمع المدني المعنية، وذلك بالإضافة إلى إنهاء حالة الطوارئ في مصر مؤخراً"، وفقاً لما ورد في البيان.
تنسيق مصري أميركي
وكان وزير الخارجية المصري أكد في وقت سابق، الاثنين، أن الشراكة مع الولايات المتحدة تمثل حجر الزاوية للاستقرار في المنطقة، وأن القاهرة تسعى لتحسين العلاقات مع واشنطن.
وأضاف شكري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، قبيل انطلاق فعاليات الحوار الاستراتيجي بين البلدين، أن "الشراكة مع واشنطن لا يمكن الاستغناء عنها، ومصر ملتزمة بالصداقة مع الولايات المتحدة".
ونوَّه إلى أن القاهرة وواشنطن تنسقان بشأن عدد من الملفات أبرزها الأوضاع في قطاع غزة، مشيراً إلى أن بلاده تتعاون مع الولايات المتحدة في مكافحة التطرف والإرهاب.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال المؤتمر، إن بلاده تسعى لإطلاق الحوار الاستراتيجي مع مصر بعد توقف دام لـ6 أعوام، مشيراً إلى أنه يستهدف تعميق العلاقات لمواجهة التحديات.
وأوضح أن العديد من القضايا المشتركة تجمع بين مصر والولايات المتحدة وأن التعاون بينهما ضروري، مشيراً إلى أن العلاقات مع القاهرة راسخة على أسس العلاقات بين الشعبين، مضيفاً أن "العلاقات مع مصر قوية وتتوسع إلى مجالات تعاون مختلفة".
وأعرب بلينكن عن ترحيبه بإعلان مصر استراتيجية حقوق الإنسان، لافتاً إلى أنه بحث مع شكري ضرورة اتخاذ إجراءات بشأن تعزيز أوضاع حقوق الإنسان.
ولفت إلى أنه بحث مع نظيره المصري تطورات الأوضاع في إثيوبيا وليبيا والسودان، مشيراً إلى أن الأزمة في إثيوبيا تهدد الاستقرار في القرن الإفريقي.
كما أوضح بلينكن أن مصر تلعب دوراً مهماً في إخراج القوات الأجنبية من ليبيا، مضيفاً: "لابد من إجراء الانتخابات في موعدها وخروج القوات الأجنبية من ليبيا".
"تقدير الدور المصري"
ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية، عبَّر أنتوني بلينكن عن تقدير الولايات المتحدة للدور المصري في دعم الاستقرار الإقليمي، بما في ذلك عمل القاهرة المستمر لخفض التوترات في قطاع غزة، وجهودها في دعم البعثة الأممية بليبيا.
وشدَّد بلينكن خلال اجتماعه بنظيره المصري قبيل انطلاق جلسات الحوار الاستراتيجي على التزام الإدارة الأميركية تجاه الأمن المائي لمصر، مؤكداً أن الحوار الاستراتيجي يمثل فرصة لتعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وشهد عام 1998 تدشين أولى جلسات الحوار الاستراتيجي "الأميركي - المصري"، وفق معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إذ تزامن ذلك مع ذروة عملية السلام التي تم التوصل إليها في أوسلو، وكان الهدف من ذلك الحوار "ضمان التعاون الوثيق بين البلدين في المسائل السياسية والدبلوماسية".
اقرأ أيضاً: