مثلث الخطر على أطفال لبنان.. العمل ونقص الغذاء وغياب الرعاية الصحية

time reading iconدقائق القراءة - 3
طفلان يلعبان على أرجوحة في حديقة بقرية كفركلا بجنوب لبنان - 15 فبراير 2021. - AFP
طفلان يلعبان على أرجوحة في حديقة بقرية كفركلا بجنوب لبنان - 15 فبراير 2021. - AFP
بيروت -أ ف ب

اعتبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في تقرير، الثلاثاء، أنّ مستقبل الأطفال في لبنان بات "على المحك" جراء تفاقم تداعيات الانهيار الاقتصادي عليهم من نقص في التغذية والرعاية الصحية وارتفاع معدل العمالة.

واعتبر التقرير أن "مستقبل جيل كامل من الأطفال في لبنان على المحك".

وقالت ممثلة المنظمة في لبنان يوكي موكو: "يُفترض أن يشكّل حجم الأزمة وعمقها جرس إنذار للجميع ليستفيقوا الآن".

وأضافت أن "هناك حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات عاجلة لضمان عدم تضوّر أيّ طفل جوعاً أو إصابته بالمرض أو اضطراره للعمل بدلاً من تلقّيه التعليم".

وأفادت دراسة أجرتها المنظمة على مدى 6 أشهر بأن "مئات آلاف الأطفال في لبنان معرضون للخطر"، مشيرة إلى "تراجع دراماتيكي في أسلوب عيش الأطفال اللبنانيين"، فيما لا يزال الأطفال اللاجئون يرزحون تحت "وطأة الضرر الكبير".

زيادة الجوع 

وبيّنت الدراسة أن "53% من الأسر لديها طفل واحد على الأقل فوّت وجبة طعام في أكتوبر الماضي، مقارنة بنسبة 37% في إبريل الماضي"، واضطرت 3 من 10 أسر إلى تخفيض نفقات التعليم.

وعلى وقع الأزمة، وجد الكثير من الأطفال أنفسهم أمام خيار واحد هو العمل، وفق التقرير الذي أشار إلى ارتفاع عدد الأسر التي أرسلت أطفالها إلى العمل من 9 إلى 12%، وازدادت نسبة الأسر اللبنانية منها نحو 7 أضعاف.

وكانت للأزمة تداعياتها على صحة الأطفال، إذ إن 34% لم يتلقوا الرعاية الصحية التي كانوا يحتاجونها في أكتوبر في مقابل 28% في إبريل.

أزمة اقتصادية

وفاقم وباء فيروس كورونا وانفجار مرفأ بيروت وطأة الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ أكثر من عامين، والتي صنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850.

وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها، وبات نحو 80% من السكان تحت خط الفقر، بينما يرتفع المعدل أكثر في صفوف اللاجئين الفلسطينيين والسوريين.

ونقل تقرير "يونيسف" عن حنان (29 عاماً)، المقيمة في طرابلس أفقر مدن لبنان الواقعة في الشمال، قولها: "تزداد الحياة صعوبة يوماً بعد يوم، أرسلت أولادي الأربعة إلى مدرستهم من دون طعام، فكرت في الانتحار لكني عدت واستبعدت تلك الفكرة بمجرد أن نظرت إلى أطفالي".

واضطرت أمل (15 عاماً) للعمل في قطف الفاكهة لدعم عائلتها، ونقل التقرير عنها قولها: "أهلنا بحاجة إلى المال الذي نكسبه، ماذا سيفعلون إذا توقفنا عن العمل، أكثر ما يقلقنا هو سداد إيجار البيت، لا نريد أن نفقد منزلنا".

اقرأ أيضاً: