
دافع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن خطة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، وقال إن الهجوم عليها "لن يخيفه أو يربكه"، فيما أكدت كيجالي التزامها بالخطة رغم إلغاء أول رحلة بسبب طعون قضائية.
وكان يفترض أن تقلع أول رحلة جوية تنقل مهاجرين من بريطانيا إلى الدولة الواقعة في شرق إفريقيا، مساء الثلاثاء، لكنها ألغيت بعد قرار أصدرته في اللحظة الأخيرة المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وقالت حكومة رواندا، الأربعاء، إنها ملتزمة باستقبال المهاجرين، من بريطانيا، وأضافت أن "هذه التطورات لن تثبط عزيمتنا، ورواندا ما زالت ملتزمة بالكامل للعمل على إنجاح هذه الشراكة".
ورأت الناطقة باسم الحكومة الرواندية يولاند ماكولو، أن "الوضع الحالي الذي يتمثل بقيام أشخاص برحلات خطيرة لا يمكن أن يستمر، لأنه يسبب آلام لا توصف لعدد كبير من الأشخاص"، مؤكدة أن "رواندا مستعدة لاستقبال المهاجرين عند وصولهم وتأمين الأمن والفرص لهم"، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وكانت الحكومة البريطانية أعلنت في أبريل الماضي إبرام اتفاق لإرسال عشرات الآلاف من طالبي اللجوء إلى رواندا، في محاولة لتقويض شبكات تهريب البشر. ومن المقرر إبعاد 30 شخصاً على الأقل من المملكة المتحدة خلال الأيام المقبلة.
إصرار جونسون
واتهم جونسون في خطاب إذاعي لحكومته، الثلاثاء، المحامين الذين يمثلون طالبي اللجوء بـ"تحريض" العصابات الإجرامية، وقال إن "من المهم جداً أن نظهر للمتاجرين في البشر أن دراسة الجدوى الخاصة بهم ستتقوض"، بحسب ما نقلته بلومبرغ.
واعترف بأن الانتقادات جاءت من "بعض الجهات غير المتوقعة إلى حد ما"، وتابع: "قد يستغرق الأمر بعض الوقت للعمل بشكل صحيح"، مشدداً على أن الشراكة مع رواندا "معقولة".
وعند سؤاله عما إذا كان الوقت قد حان لخروج المملكة المتحدة من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، قال جونسون: "هل سيكون من الضروري تغيير بعض القوانين لمساعدتنا أثناء تقدمنا؟ قد يكون الأمر كذلك، وجميع هذه الخيارات قيد المراجعة المستمرة".
من جهتها، قالت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل إن ذلك "لن يثبط عزيمتنا عن فعل الشيء الصحيح، وتنفيذ خططنا للسيطرة على حدود بلادنا". وأوضحت الحكومة البريطانية أن فريقها القانوني "يبحث في كل قرار اتخذ بشأن هذه الرحلة والاستعداد للرحلة التالية يبدأ الآن".
انتقادات شديدة
وتعرض الاتفاق المثير للجدل لكثير من الانتقادات، لا سيما من المعارضة البريطانية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي طالبت بإلغائه.
ووصف مسؤولو الكنيسة في انجلترا هذه السياسة "بغير الأخلاقية"، كما انتقدتها بشدة مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ومجموعات الدفاع عن حقوق الإنسان.
وذكر تقريران إعلاميان، السبت، أن الأمير تشارلز، وريث عرش بريطانيا، وصف خطط الحكومة لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا بأنها "مروعة".
ولم ينكر المتحدث باسم الأمير أن تشارلز عبر عن آرائه الشخصية في الأمر خلال حديث خاص، لكنه أضاف: "يظل محايداً من الناحية السياسية". ويقضي الدستور البريطاني غير المكتوب بأن تظل العائلة المالكة محايدة سياسياً.
وتقول بريطانيا إن هدف خطتها بإرسال طالبي اللجوء الذين يصلون بشكل غير قانوني إلى أراضي المملكة المتحدة، إلى رواندا التي تبعد أكثر من ستة آلاف كيلومتر، هو الحد من عمليات عبور بحر المانش بشكل غير قانوني، التي ترتفع على الرغم من الوعود المتكررة بالسيطرة عليها منذ "بريكست".
ويرى مراقبون أن المال ليس الحافز الرئيسي لرواندا من أجل قبول الاتفاق. إذ يضع الرئيس بول كاجامي بلاده في موقع حليف للغرب ويحاول أن يؤدي دوراً في إخماد النزاعات في إفريقيا.
وقال المحلل والمحامي الرواندي لويس جيتينيوا، إن بلاده ترغب في تحسين صورتها الدولية مع تخفيف الانتقادات الموجهة لإدارتها لملفات حقوق الإنسان، وفق وكالة "فرانس برس".