قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الثلاثاء، إن بلاده "لم تغادر" طاولة المفاوضات المتعلقة بإعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية عام 2015.
ونقل تلفزيون "العالم" الرسمي عن عبد اللهيان قوله، إن إيران "ستواصل مفاوضاتها ومساعيها الدبلوماسية حتى التوصل لاتفاق في إطار الحفاظ على مصالحها الوطنية".
وأضاف في تصريحات خلال مشاركته بمنتدى "دبلوماسية المقاومة" في طهران، أن "إيران متمسكة بإستقلالها السياسي، لكنها في نفس الوقت تتابع علاقاتها الخارجية مع شرق العالم وغربه، على أساس مصالح شعبها".
ونقلت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية عن عبد اللهيان قوله: "سنستمر في جهودنا لاختتام المفاوضات التي انخرطنا فيها منذ أشهر، للوصول إلى اتفاق يتماشى مع المصالح الوطنية للبلاد".
وتابع: "لقد قلنا لأميركا والأطراف الغربية بوضوح إن احترام الخطوط الحمراء وتأمين المصالح الوطنية والتوصل إلى اتفاق يظهر التزام جميع الأطراف به هو على أجندتنا الجادة".
وأردف: "لن نترك طاولة المفاوضات، ولكن كما لم نتراجع عن خطوطنا الحمراء في أصعب أيام حاولت جهات خارجية لإثارة أعمال الشغب في البلاد، واليوم لن نتراجع عن هذه الخطوط أيضاً".
وتعثرت المفاوضات غير المباشرة بين طهران والولايات المتحدة بمشاركة الدول الموقعة على الاتفاق في 2015 (الصين، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا)، والرامية لإحياء الاتفاق النووي، منذ أغسطس 2022.
ولا يزال الاتفاق النووي يواجه تهديدات بالانهيار منذ انسحاب الولايات المتحدة أحادياً منه عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، وإعادة فرض عقوبات على إيران.
زيارة جروسي
وتزايدت المخاوف مؤخراً من الخطوات النووية الإيرانية، إذ عثر مراقبو الوكالة الدولية للطاقة الذرية على يورانيوم مخصب في 3 مواقع غير معلنة، فيما رفعت طهران من معدلات التخصيب إلى درجة نقاء 84%، وهي نسبة أقل بقليل من 90% اللازمة لتصنيع أسلحة نووية.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، قال الاثنين، إن جهود الوكالة مع إيران "قد تساعد على تفادي مواجهة عسكرية"، مشيراً إلى أنه "ليس متفائلاً ولا متشائماً بشأن الملف النووي".
وأشار جروسي إلى حدوث "تقدم ملموس فيما يتعلق بعمل الوكالة في إيران"، موضحاً: "هذه هي المرة الأولى التي تمكنت فيها من إجراء مناقشات جادة مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان".
وأضاف: "لسنا بحاجة إلى اتفاق لاستئناف المناقشات الفنية مع إيران.. ونتطلع لبدء المتابعة الفنية بإيران في أسرع وقت"، مشدداً على "مواصلة النقاش بشأن عمليات الرصد، وأبدت إيران موافقة مبدئية على مساعدتنا في ذلك".
واختتم جروسي زيارة إلى إيران، السبت، تضمنت لقاء الرئيس الإيراني، في محاولة لزيادة "عمليات التحقق" و"إعادة الحوار" بشأن برنامج طهران النووي.