أمين عام الناتو يحذر من تبعات تشكيل قوات أوروبية "موازية"

time reading iconدقائق القراءة - 4
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج، بروكسل، 14 يونيو 2021 - REUTERS
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج، بروكسل، 14 يونيو 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرج، من أن الدعوات لتشكيل قوة عسكرية أوروبية جديدة في أعقاب الانسحاب من أفغانستان، يجب ألا تقوّض هياكل قيادة الناتو، أو تحوّل موارده بعيداً، معرباً عن مخاوفه من "انقسام أوروبي".

وقال ستولتنبرج في مقابلة مع صحيفة "تلجراف" البريطانية نُشرت، الأحد، إن "أي محاولة لإنشاء هياكل موازية، واستنساخ هيكل القيادة، سوف تضعف قدرتنا المشتركة على العمل معاً، لأنه بسبب الموارد الشحيحة نحتاج إلى منع الازدواجية والجهود المتداخلة".

وأشار إلى أنه لم تجر مناقشة "مقترحات محددة" بشأن تشكيل مثل هذه القوة الأوروبية في الناتو، وأنه "لم يرَ أي تفاصيل".

ومن المقرر أن يقترح الاتحاد الأوروبي وثيقة استراتيجية في وقت لاحق من هذا العام، تتناول مقترحاً لتشكيل قوة تدخل سريع، تضم عدة آلاف من الجنود. 

وخلال الأسابيع الأخيرة، تصاعدت الدعوات إلى تشكيل قدرة عسكرية أوروبية مستقلة، بعد أن أدى قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من أفغانستان إلى استعادة حركة طالبان السيطرة على البلاد.

والهدف من ذلك، هو الحصول على المسودة الأولى لخطة الاتحاد الأوروبي الدفاعية بحلول نوفمبر، والكشف عن النسخة النهائية في بداية عام 2022.

وقال ستولتنبرج للصحيفة: "أرحب بالمزيد من الجهود الأوروبية المتعلقة بمجال الدفاع، لكنها لا يمكن أن تكون بديلاً عن الناتو أبداً، ونحن بحاجة لضمان تضافر جهود أوروبا وأميركا الشمالية". 

وأعرب ستولتنبرج عن مخاوفه من الانقسام قائلاً: "أي محاولة لإضعاف الروابط بين أميركا الشمالية وأوروبا لن تضعف الناتو فحسب، بل ستُقسّم أوروبا".

تحالفات عسكرية

والخميس، دعت ألمانيا الاتحاد الأوروبي إلى السماح لتحالفات الدول الراغبة من داخل التكتل بنشر سريع للقوات في حالة نشوب أي أزمة، أثناء مناقشة الدول الأعضاء للدروس المستفادة من الإجلاء الفوضوي من أفغانستان.

وقالت وزيرة الدفاع الألمانية، أنجريت كرامب كارينباور، في تغريدة "في الاتحاد الأوروبي، تحالفات الدول المستعدة والراغبة يمكنها التحرك بعد قرار مشترك من الجميع".

ولم تكللّ جهود الاتحاد الأوروبي لتشكيل قوة تدخل سريع بالنجاح على مدى أكثر من عقد، على الرغم من تشكيل مجموعات قتالية في 2007 مؤلفة من 1500 جندي، لكنها لم تستخدم قط بسبب الخلافات المتعلقة بالتمويل والتردد في نشرها.

تبعات الانسحاب

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الخميس، إن انسحاب الغرب الفوضوي من أفغانستان سيكون على الأرجح عاملاً محفّزاً في محاولات الاتحاد الأوروبي لتطوير دفاعاته المشتركة، مضيفاً أنه يتعين تشكيل قوة للرد السريع في إطار ذلك، حسب ما نقلت وكالة "رويترز".

ولدى طلب التعليق على الدعوة الألمانية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس: "من مصلحتنا المشتركة أن تكون أوروبا أكثر قوة وقدرة"، مشيراً إلى أن واشنطن تؤيد بشدة تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

وأضاف في إفادة صحافية "على حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي إقامة صلات مؤسسية أقوى والاستفادة من القدرات ونقاط القوة الفريدة لدى كل مؤسسة، لتجنب الازدواج والهدر المحتمل في الموارد النادرة".