أظهرت البيانات الجمركية الروسية أن الصين تزود موسكو بالتكنولوجيا التي يحتاجها الجيش الروسي لمواصلة الحرب في أوكرانيا، رغم العقوبات الدولية وضوابط التصدير المفروضة على روسيا.
وتظهر البيانات الجمركية أن شركات الدفاع الصينية المملوكة للدولة ترسل معدات ملاحة، وأجهزة تشويش، وقطع غيار مقاتلات لشركات الدفاع المملوكة للحكومة الروسية الخاضعة للعقوبات، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، السبت.
وأفادت الصحيفة بأن شركة صينية مملوكة للدولة شحنت قطع غيار لمقاتلة سوخوي "سو-35" الروسية، إلى شركة فرعية تابعة لشركة مملوكة للدولة الروسية وخاضعة للعقوبات.
وقالت "وول ستريت جورنال" إن هذه المعدات لا تمثل سوى عدد قليل من عشرات الآلاف من شحنات البضائع ذات الاستخدام المزدوج، أي المنتجات التي يُمكن استخدامها تجارياً وعسكرياً التي استوردتها روسيا بعد غزو أوكرانيا العام الماضي، وفقاً لسجلات الجمارك المُقدمة من مؤسسة "مركز الدراسات الدفاعية المتقدمة" البحثية في واشنطن.
معدات باستخدام مزدوج
وتوضح سجلات "مركز الدراسات الدفاعية المتقدمة" أن معظم شحنات البضائع ذات الاستخدام المزدوج كانت من الصين.
وكان من المفترض أن يتم مناقشة الدعم الصيني لروسيا في حربها على أوكرانيا خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى بكين، والتي كانت مقررة نهاية هذا الأسبوع.
وتأجلت زيارة بلينكن إلى الصين إلى أجل غير مسمى بعدما قال البنتاجون إنه تتبع منطاد استطلاع صيني حلق فوق الولايات المتحدة القارية في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقالت الصحيفة إن وزارات الخارجية، والدفاع، والاقتصاد الروسية لم ترد على طلباتها للتعليق على الأمر.
فيما قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن روسيا تمتلك الإمكانات التكنولوجية الكافية لضمان أمنها ولتنفيذ عملية عسكرية خاصة. وأضاف: "هذه الإمكانات يتم تحسينها باستمرار".
ما هي التكنولوجيا المستهدفة؟
وقال مسؤولون غربيون إن حملة الضغط الاقتصادي التي أطلقوها في فبراير الماضي ستعطل آلة الحرب الروسية من خلال استهداف هذه الصادرات إلى روسيا، بما فيها الرقائق الحاسوبية، والكاميرات الليلية، ومعدات الرادار.
ولكن سجلات الجمارك والشركات تظهر أن روسيا لا تزال قادرة على استيراد هذه التكنولوجيا من الدول التي لم تنضم إلى الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لعزل موسكو عن الأسواق العالمية.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن بعض المنتجات المحظورة بموجب العقوبات، تتدفق إلى روسيا عبر دول ضمنها تركيا.
وقال مسؤولون أتراك إن العقوبات المفروضة على روسيا غير فعالة، وإن أنقرة تلعب دوراً هاماً كمُحاور مع روسيا.
ولكن تركيا اتخذت إجراءات لوقف بعض العلاقات المالية والتجارية مع روسيا بعد تعرضها لضغوطات أميركية.
شركات صينية
وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن السجلات التي اطلعت عليها أظهرت أن الشركات الصينية الخاصة والمملوكة للدولة هي المُصدر الرئيسي للسلع ذات الاستخدام المزدوج التي يرى المسؤولون الأميركيون أنها تثير قلقاً بالغاً، إلى روسيا.
وأوضحت الصحيفة أنها حللت بيانات 84 ألف شحنة سجلها مكتب الجمارك الروسي في الفترة التالية لحملة الضغط الاقتصادي التي أطلقها الغرب وتركز على السلع الأساسية التي حددتها إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، على أنها ضرورية للجيش الروسي.
وتوضح السجلات الرسمية للجمارك الروسية تفاصيل كافة الشحنات القادمة إلى البلاد، بما في ذلك التواريخ، والجهات المرسلة والمستقبلة، والمشترون، والعناوين، وأوصاف المنتجات.
ولكن مؤسسة "مركز الدراسات الدفاعية المتقدمة" قالت إن هذه السجلات قد لا تتضمن جميع البيانات.
وتمكنت الصحيفة من تحديد أكثر من 12 شركة روسية وصينية تستهدفها الولايات المتحدة في حملة الضغط الاقتصادي وبرامج العقوبات الأخرى.
وقال مسؤولون أميركيون إن السجلات تقدم دليلاً قاطعاً على قدرة روسيا على تجنب العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب حربها ضد أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم سفارة الصين في واشنطن، ليو بينجيو، للصحيفة إن الادعاء بأن الصين تقدم المساعدة لروسيا "ليس له أساس واقعي".
وأكد ليو أن الصين تعارض العقوبات الأحادية التي لا تستند إلى القانون الدولي.
اقرأ أيضاً: