أعلن وزير الزراعة الأميركي توم فيلساك، شراكة زراعية لثلاث سنوات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، من أجل معالجة انعدام الأمن الغذائي في العالم، الذي تفاقم بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتسبّبت الحرب في ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة في العالم، وتهدد بإحداث نقص في إمدادات الحبوب، في دول بالشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا تعتمد بشكل كبير على القمح والحبوب المستوردة من أوكرانيا. وحذرت الأمم المتحدة من أن أزمة الغذاء العالمية، التي نشأت أصلاً نتيجة تغيّر المناخ وتسبّب فيروس كورونا المستجد في تعطيل سلاسل التوريد، ستعرّض مئات الآلاف من الأفراد لخطر مجاعة، كما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز".
وتُبذل جهود عالمية للإفراج عن نحو 25 مليون طنّ من الحبوب الأوكرانية، تخضع لحصار روسي. وتتفاوض الأمم المتحدة أيضاً لإبرام اتفاق، تتيح بموجبه موسكو نقل الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود، في مقابل تصدير أسمدة روسية إلى السوق العالمية من دون تعرّضها لعقوبات.
"سلاح الطعام"
اتفاق الشراكة الزراعية بين واشنطن وكييف، وهو على شكل مذكرة تفاهم، وقّعه افتراضياً هذا الأسبوع فيلساك ووزير الزراعة الأوكراني ميكولا سولسكي.
وقال فيلساك إن الاتفاق يركّز على تقديم مساعدة فنية لأوكرانيا، التي كانت قبل الحرب رابع أبرز مصدّر للحبوب والبذور في العالم، ومساعدتها في إعادة بناء قطاعها الزراعي بعد انتهاء الحرب.
وأشار فيلساك إلى أن الولايات المتحدة ستتخذ خطوات أخرى لمعالجة الأزمة، بما في ذلك تقديم حوافز للمزارعين من أجل توسيع إنتاجهم، وبالتالي زيادة كمية الحبوب المتاحة للمساعدة الغذائية. وقال: "الطعام يجب ألا يكون سلاحاً. من الضروري إخراج الحبوب التي تشتد الحاجة إليها، من الموانئ" الأوكرانية.
وعرضت تركيا، التي توسّطت في الصراع بشأن الغذاء، استضافة محادثات رباعية في هذا الصدد مع أوكرانيا وروسيا والأمم المتحدة، لكن تحقيق اختراق يتطلّب إزالة الألغام من موانئ أوكرانيا، ومرافقة السفن عبر ممرات آمنة من أجل تجنّب الألغام في البحر الأسود. وقال الناطق باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إنه لا جديد بشأن المفاوضات، بحسب "نيويورك تايمز".
وشدد فيلساك على ضرورة وجود مسار مواز لنقل الحبوب وتخزينها براً، عبر رومانيا وبولندا عن طريق السكك الحديد، فيما تستمر المفاوضات بشأن النقل البحري. واعتبر أن ذلك سيقلّل من أخطار سرقة الحبوب، وسيؤمّن مساحة تخزين للمزارعين الأوكرانيين، الذين سيحصدون المحاصيل الشتوية قريباً. وتابع: "هذه المفاوضات مهمة بشكل لا يُصدّق. ما زلنا متشككين بشأن الروس وما إذا كانوا سيقدّمون موافقة نهائية" في هذا الصدد.
اقرأ أيضاً: