رئيس هيئة الأدب السعودية لـ"الشرق": معرض جدة للكتاب لن يكون دولياً

time reading iconدقائق القراءة - 7
الدكتور محمد حسن علوان الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر السعودية - twitter/m_alwan
الدكتور محمد حسن علوان الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر السعودية - twitter/m_alwan
الرياض-حسن رحماني

قال الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية الدكتور محمد حسن علوان، إن معرض جدة للكتاب المقرر انطلاقه في ديسمبر، لن يكون دولياً، موضحاً أن استبعاد صفة الدولي لا تنفي المشاركات الخارجية في المعرض، كما لن يكون هناك ضيف شرف في المعرض.

وبرر علوان في حوار مع "الشرق" نزع صفة الدولي عن معرض جدة، بالرغبة في أن يكون معرض الرياض الدولي للكتاب هو واسطة العقد وأهم معرض كتاب عربي، وإلى نص الحوار:

إقبال عالمي

* ما الجديد في هذه النسخة من معرض الرياض الدولي للكتاب2022 وبماذا تتميز عن النسخة السابقة باستثناء التوسعة الجديدة؟

** تعد التوسعة أهم مستجدات هذه النسخة، وقد جاءت استجابة للطلب العالي على معرض الرياض الدولي للكتاب من قبل العارضين والناشرين من مختلف دول العالم، فكانت التوسعة الجديدة هي الحل والتي تقدر بحوالي 50% تمثلت في مبنى موازٍ للمعرض.

ورغم ذلك لا زلنا غير قادرين على تغطية كافة الطلبات الواردة من دور النشر العربية والعالمية للمشاركة في المعرض، لكننا نسعى أن يكون ذلك ضمن خطتنا الاستراتيجية القادمة ليكون معرض الرياض الدولي للكتاب لائقاً بمكانته الإقليمية والعالمية، وأن يكون أيضاً بوابة للنشر باللغة العربية في العالم كما نريد له أن يكون.

تونس.. وتجربة العراق

* رأينا في النسخة السابقة شارع المتنبي وبعض المقاهي العراقية بحكم أن ضيف الشرف كان العراق، لماذا لم نر في هذه النسخة شارع ابن خلدون على سبيل المثال بما أن تونس ضيف الشرف على غرار ما حدث في النسخة السابقة؟

** درسنا كل ما حدث العام الماضي من إيجابيات وسلبيات وصعوبات وتحديات لوجستية واجهها فريق العمل، ووجدنا أنه من الأفضل أن تكون جميع الفعاليات داخل المعرض قدر المستطاع لأن الفعاليات الخارجية قد تشتت الانتباه أحياناً.

كما توجد هناك بعض التحديات من حيث الأماكن المراد إقامة الفعاليات الخارجية فيها، عوضاً عن ذلك استقطبنا عدداً أكبر من المثقفين والكتاب والأدباء والفنانين التونسيين للمشاركة في إحياء الندوات، والفعاليات الثقافية، والأدبية، والفنية.

وهذا الأمر يعد إضافة كبيرة جداً للبرنامج الثقافي لأن قرابة 40% من الضيوف المشاركين في البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض من الدولة الضيف، فضلاً عن وجود الكثير من الأسماء البارزة واللامعة في دولة تونس الشقيقة ممن يُثرون البرنامج الثقافي ويضيفون له الكثير.

ثيمة خاصة لمعرض جدة

* تم الإعلان عن انطلاق معرض جدة للكتاب في ديسمبر المقبل، ماذا سنشهد في هذه العودة التي تأتي تحت مظلة هيئة الأدب والنشر والترجمة؟

** يأتي معرض جدة للكتاب الذي أصبح تحت إشراف وزارة الثقافة وهيئة الأدب والنشر والترجمة بعد أن كانت تشرف عليه جهات أخرى في السابق، بحلة جديدة، صحيح أنه سيكون أصغر في مساحته مقارنة بمعرض الرياض، لكنه سيظل كبيراً بالنسبة للمعايير العالمية.

وحرصنا في الهيئة أن يكون للبرنامج الثقافي المصاحب ثيمة مميزة تكون أكثر قرباً من صناعات ومجالات الكتاب ذات البعد العالمي وهو الخيال العلمي، وسيكون هناك تركيز على ثقافة الخيال العلمي والتقنيات المستخدمة في النشر، وتحديداً المصورة والفنتازيا بشكل عام، وغيره من التقنيات المستخدمة في تحويل الأعمال المكتوبة إلى أعمال مرئية، بحيث تكون له قيمة مميزة تميزه عن بقية المعارض.

ولن يكون هناك ضيف شرف في معرض جدة، كما لن يطلق عليه معرض دولي، لكن استبعاد صفة الدولي لا تنفي المشاركات الخارجية في المعرض، لكن نحن نريد لمعرض الرياض الدولي للكتاب أن يكون هو واسطة العقد وأهم معرض كتاب عربي.

ونريد من جميع معارض الكتب السعودية الأخرى أن تتكامل مع معرض الرياض لا أن تتنافس فنحن نعمل تحت راية واحدة، كما نريد أن تكون هناك صناعة نشر مستقرة وقوية لا تربك الخطط الاستراتيجية أو الخطط التنفيذية لشركائنا العاملين معنا من العارضين سواء في السعودية أو الدول الأخرى.

4 معارضة سنوية 

* هل هناك نية لإطلاق نسخ أخرى من معارض الكتاب في باقي مناطق المملكة؟

** لدينا خطة موسعة في عام 2023 لمعارض الكتاب السعودية، تحتوي على 4 معارض للكتاب موزعة على 4 مناطق في المملكة هي الرياض والمنطقة الشرقية وجدة والمدينة المنورة، ستقام بشكل سنوي، آخذين في الاعتبار عدد الناشرين المشاركين، وتقاطعها مع معارض كتب أخرى في العالم العربي أو في العالم بشكل عام.

لكن المعارض ستكون مرهونة بمسألة الاحتياج الفعلي، إذ يعتقد البعض أن إقامة معرض في أي منطقة مجرد قرار نتخذه، لكن الأمر يتعلق بعدة أمور يستند عليها القرار مثل رغبة الدور المشاركة، والتي تتكبد الكثير من المصاريف، والتزامن وغيرها من الأمور، لذلك يجب أن تكون حساباتنا متوازية مع حسابات دور النشر.

منع الكتب أمر مضحك

* ما هي معايير الرقابة التي تحد من انتشار بعض الكتب في معارض الكتاب، خاصة أنك شخصياً واجهت هذه التحديات حين منعت بعض رواياتك لعدة سنوات؟

** مواجهة الفكر لا تكون إلا بالفكر، ومنع الكتب بات فكرة غير مجدية لا سيما مع الثورة التقنية التي تتيح للقارئ الحصول على أي كتاب في العالم، وبالتالي فإن مسألة منع الكتب في طريقها إلى الزوال، ومن المضحك أن تحاول أن تمنع كتاباً في الوقت الراهن، لأن القارئ بكل بساطة يستطيع في نفس اللحظة التي يقف فيها أمام الدار التي لا توفر له كتاباً معيناً أن يحصل عليه بضغطة زر، بل ويستطيع أن يقرأه قبل أن يغادر المعرض، ولذلك أحاول التغلب على المعوقات التي واجهتها سابقاً، وترتكز معايير المنع على محورين رئيسيين الأول هو المساس بحقوق الملكية الفكرية بأي شكل كان، أما الثاني فهو الإساءة للمقدسات ورموز المجتمع سواء الدينية أو السياسية بشكل مباشر وعدواني، أو ما يُخل بالأمن كالإرهاب أو ما شابه، وهي كتب قليلة كما أن دور النشر تحترم المعرض وتحترم المجتمع وقيمه وأخلاقه.

العودة للنشر في المملكة

* لماذا نشرت أحدث رواياتك "جرما الترجمان" في دار نشر سعودية رغم اعتيادك النشر خارج المملكة، هل كان هذا التحول إلزامياً أم أن له دلالة ورسالة ما؟

** هذا الكتاب الوحيد نشرته بعد أن أصبحت رئيساً لهيئة الأدب والنشر والترجمة، وكنت أتساءل مع نفسي كيف أكون رئيساً للجهة المعنية بالنشر في المملكة ومع ذلك أنشر خارج المملكة، فالأساس هو التنافس فدور النشر السعودية عندما تصبح منافسة وقادرة سيأتي إليها الكُتّاب طوعاً باحثين عن خدمة مميزة للكاتب وللمؤلف وللقارئ.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات