تقرير: تهديدات روسية بالاعتقال ومصادرة أصول شركات غربية

time reading iconدقائق القراءة - 7
فرع لمطعم ماكدونالدز الرئيسي في ميدان بوشكينسكايا وسط موسكو - 13 مارس 2022  - AFP
فرع لمطعم ماكدونالدز الرئيسي في ميدان بوشكينسكايا وسط موسكو - 13 مارس 2022 - AFP
دبي -الشرق

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة لم تسمِّها، قولها إن المدعين العامين الروس أصدروا "تحذيرات إلى الشركات الغربية في روسيا"، يهددون فيها بـ"اعتقال رؤسائها الذين ينتقدون الحكومة، أو بمصادرة أصول الشركات التي تنسحب من البلاد".

ووفقاً للمصادر، أرسل المدعون العامون التحذيرات الأسبوع الماضي إلى الشركات التي كان من بينها "كوكا كولا"، و"ماكدونالدز"، و"بروكتر أند جامبل"، و"إنترناشيونال بيزنس ماشينز"، وYUM Brands مالكة سلسلة مطاعم كنتاكي.

وأضافت المصادر أن "المكالمات الهاتفية والرسائل والزيارات تضمنت تهديدات بمقاضاة الشركات، ومصادرة أصولها، بما في ذلك علاماتها التجارية".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب الأسبوع الماضي، عن دعمه لقانون يخص تأميم أصول الشركات الأجنبية التي غادرت البلاد على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأشارت مصادر "وول ستريت جورنال"، إلى أن "تحذيرات المدعين العامين طالت شركات تعمل في قطاعات التكنولوجيا، والغذاء، والملابس، والصيرفة، وغيرها".

مخاوف أمنية

وقالت بعض المصادر للصحيفة الأميركية، إن هذه التحذيرات دفعت بشركة واحدة على الأقل من الشركات المستهدفة إلى "تقييد الاتصالات بين فرعها في روسيا وبقية فروع الشركة"، خوفاً من اعتراض رسائل البريد الإلكتروني، أو  الرسائل النصية بين العاملين في الفرع.

وذكرت مصادر أخرى مطلعة للصحيفة، أن "بعض الشركات تحركت لنقل مديريها التنفيذيين إلى خارج روسيا".

وأفادت الصحيفة بأن المتحدثين باسم "كوكا كولا"، وIBM، وP&G، و"ماكدونالدز" رفضوا التعليق. كما رفضت المتحدثة باسم YUM التعليق بخلاف البيانات السابقة التي أصدرتها الشركة بشأن قرارها بوقف العمليات في "كنتاكي" و"بيتزا هت" في روسيا.

ولم ترد السفارة الروسية في واشنطن على طلب "وول ستريت جورنال" للتعليق.

وكانت مجموعة من الشركات أعلنت خططها لتعليق أو تقليص عملياتها في روسيا، في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا، والعقوبات التي فرضتها الحكومات الغربية نتيجة ذلك.

ووصفت العديد من الشركات، وخاصة شركات تجارة التجزئة والتصنيع، قراراتها بوقف العمليات بأنها "مؤقتة".

وقالت بعض هذه الشركات إنها جاءت نتيجة "الاضطرابات التي تمخضت عن تأثير العقوبات في سلاسل الإمدادات"، فيما التزمت أخرى بالرحيل نهائياً عن روسيا.

وقال الأشخاص المطلعون لـ "وول ستريت جورنال"، إن الشركات تقوم أيضاً بـ"تقييم أعمالها في روسيا بطرق مختلفة" نظراً لحالة عدم الاستقرار الاقتصادي والتوقعات بتقلب الأوضاع لبعض الوقت.  

وأضافوا أنه "رغم تحذيرات المدعين العامين، إلا أن عدداً من الشركات لا تفكر في تغيير خططها للانسحاب أو تعليق الأعمال".

وذكر أحدهم أنه "سيكون من الصعب أيضاً على الشركات نقل عملياتها بسلاسة إلى روسيا، إذا سعت الحكومة هناك إلى فرض مديريها".

وقال مكتب المدعي العام الروسي يوم الجمعة الماضي، إنه سيضمن "امتثال الشركات التي قالت إنها توقف عملياتها، أو تخرج منها، لقوانين العمل في البلاد".

350 شركة تغادر موسكو

وكانت أكثر من 350 شركة أجنبية أعلنت مغادرة روسيا، أو "تعليق العمل مؤقتاً فيها"، وفقاً لكلية ييل للإدارة.

وأعلنت بنوك وول ستريت، مثل "مجموعة جولدمان ساكس"، وشركات السلع الاستهلاكية، مثل "كوكا كولا"، وشركات تجارة التجزئة، مثل Levi Strauss & Co، والشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا، مثل أبل، خططها للتراجع، فيما قالت الشركات العملاقة في مجال الطاقة، مثل BP PLC و"إيكسون موبيل جروب" إنها ستخرج من العمليات الروسية.

وكان الرئيس الروسي وافق على الخطة التي طرحها عضو بارز في حزب روسيا الموحدة الحاكم الأسبوع الماضي، بتأميم عمليات الشركات الغربية التي تخرج من البلاد.

وقال أندريه تورشاك، أمين المجلس العام لحزب روسيا الموحدة، إن "هذه الخطوة ستساعد على منع خسارة الوظائف والمحافظة على قدرة روسيا على إنتاج السلع محلياً".

من جانبها، حذرت واشنطن من جهود التأميم، إذ غردت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي على تويتر، الخميس الماضي، مؤكدة أن "أي قرار غير قانوني تم اتخاذه من قبل روسيا لمصادرة أصول هذه الشركات سيؤدي في النهاية إلى مزيد من الآلام الاقتصادية لروسيا"، وقد يستدعي اتخاذ إجراءات قانونية.

تعليق العمليات

والأسبوع الماضي، قالت "كوكا كولا" إنها ستعلق عملياتها في روسيا، وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن أعمال "كوكا كولا" في روسيا وأوكرانيا أسهمت بنحو "1% إلى 2% من إيراداتها التشغيلية، ودخلها في 2021".

وأضافت أن الشركة تمتلك حصة ملكية تبلغ نحو 21% في Coca-Cola HBC AG، شريك "كوكا كولا للتعبئة والتوزيع" في المنطقة، اعتباراً من 31 ديسمبر.

وفي السياق، قالت YUM الأسبوع الماضي إنها أغلقت مؤقتاً "70% من مطاعم كنتاكي" المملوكة للشركة، وإنها وقعت "اتفاقية مع صاحب امتياز بينزا هت لوقف العمل في مواقعها الـ50". وأضافت أنها علقت أيضاً "جميع الاستثمارات وتطوير المطاعم في روسيا".

وقالت المتحدثة باسم "YUM" إن الشركة "تركز على سلامة منسوبينا في المنطقة، وسنواصل دعم فرقنا في أوكرانيا أثناء تقييم الطرق التي نستطيع من خلالها تحقيق تأثير إيجابي في المنطقة"، وفقاً لما نقلته الصحيفة.

وكتب أرفيند كريشنا، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ"IBM" في مدونة الأسبوع الماضي، أن "الشركة أوقفت جميع أعمالها التجارية في روسيا"، مشيراً إلى أنه "تبقى سلامة وأمان العاملين في الشركة وأسرهم في جميع المناطق التي تأثرت بهذه الأزمة على رأس أولوياتنا".

وقالت "ماكدونالدز" الأسبوع الماضي، إنها أغلقت مطاعمها البالغ عددها تقريباً 850 فرعاً في روسيا "مؤقتاً"، فيما ستواصل دفع أجور موظفيها هناك، البالغ عددهم 62 ألف موظف.

وأضافت الشركة أنها لم تحدد بعد "توقيت إعادة فتح المطاعم في روسيا"، وأنها ستنظر "فيما إذا كان يتعين اتخاذ أي خطوات إضافية".

وتوقعت "ماكدونالدز" أن تصل تكلفة إغلاق مطاعم الشركة إلى "ما يقدر بنحو 50 مليون دولار شهرياً في صورة رواتب وإيجارات وسلاسل إمدادات وتكاليف أخرى".

وقالت P&G، التي تصنع حفاضات "بامبرز" ومعجون أسنان "كريست"، إنها ستوقف "الإنفاق في روسيا على الاستثمارات الرأسمالية والإعلانات"، فيما ستركز فقط على "بيع المنتجات الصحية الأساسية، إلى جانب المنتجات المتعلقة بالنظافة والعناية الشخصية".

وأضافت P&G أن روسيا وأوكرانيا مجتمعتين تمثلان "أقل من 2%" من عائداتها السنوية، مشيرة إلى أن لديها "2500 موظف في روسيا".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات