بعد تحذيرات من "تسرّب إشعاعي".. الصين تغلق مفاعل "تايشان" النووي

time reading iconدقائق القراءة - 5
جانب من مفاعل تايشان النووي والمنشآت ذات الصلة 17 أكتوبر 2013 - REUTERS
جانب من مفاعل تايشان النووي والمنشآت ذات الصلة 17 أكتوبر 2013 - REUTERS
دبي -الشرق

بدأت الصين إغلاق مفاعل نووي جنوبي البلاد من أجل صيانته، وذلك إثر تحقيق في احتمالية وقوع مشاكل تتعلق بقضبان الوقود النووي، وعقب أن أوصت شركة "كهرباء فرنسا (EDF)" المشغِّلة علناً بإغلاق المفاعل الأسبوع الماضي، بحسب ما أوردت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

وفي 14 يونيو الماضي، قال مسؤولون أميركيون لشبكة "سي إن إن" الأميركية، إن واشنطن عقدت اجتماعات أمنية لتقييم تقرير بشأن "تسرب نووي" من محطة "تايشان" للطاقة النووية جنوبي الصين، بعدما حذرت شركة فرنسية ساعدت في بناء المحطة وتشغيلها، من "تهديد إشعاعي وشيك".

وفي 23 يوليو الجاري، قال  المتحدث باسم شركة "كهرباء فرنسا"، إن الأضرار التي لحقت بقضبان الوقود في محطة "تايشان" للطاقة النووية، الواقعة بمقاطعة قوانغدونغ، كفيلة بإغلاقها، مشيراً إلى أن ذلك القرار يعود إلى المشغل الصيني.

"استبدال الوقود النووي"

السلطات الصينية استبعدت الشهر الماضي، عندما تم التبليغ عن تسريب محتمل في محطة تايشان للطاقة النووي، أي خطر في الموقع الذي تديره مجموعة الصين العامة للطاقة النووية (CGN).

لكن المجموعة الصينية قالت في بيان، الجمعة، إن المحطة النووية "قرَّرت إغلاق المفاعل النووي رقم 1، للصيانة، وذلك للكشف عن أسباب الضرر الذي طال الوقود النووي، والعمل على استبدال الوقود التالف".

وأشارت المجموعة، بحسب "فايننشال تايمز"، إلى أنَّ الضرر الذي لحق بالوقود "ضئيل، وأنه في نطاق المسوح به"، لافتة إلى أنه "كان بإمكان المفاعل أن يستمر في العمل بأمان"، ومؤكدة أن القرارات في هذا الصدد "تم اتخاذها بعد تواصل كامل بين الفنيين الصينيين والفرنسيين".

وقالت شركة "كهرباء فرنسا"، الجمعة، إنها علمت بقرار المجموعة الصينية، وإنها تظل متأهبة لتقديم خبرتها في إغلاق المفاعل.

وكانت الشركة الفرنسية أكدت في تقييم، الأسبوع الماضي، عجزها عن تقدير المدة الزمنية اللازمة لحل المشكلة في المفاعل، مشيرة إلى أن هذا يعتمد على نتائج التحليل.

وأكدت الشركة الفرنسية، أنها كانت ستغلق المفاعل الصيني الحديث من نوع "المفاعل النووي الأوربي المضغوط (EPR)" لو أن المنشأة كانت في فرنسا، وذلك لتتمكن من "تقييم الوضع بدقة، والحيلولة دون تفاقمه"، مشيرة إلى أن القرار في هذا الشأن يقع "خارج إرادتها".

وكان المشغل النووي الفرنسي، أرجع الشهر الماضي، تراكم الغازات الخاملة في الدائرة المائية الأساسية لمفاعل "تايشان"، إلى مشاكل في الغلاف المحيط ببعض قضبان الوقود، مؤكداً أنه لا يوجد خطر تسرُّب من المنشأة، وأنه تم احتواء تراكم الغازات الخاملة.

مخاطر التسرُّب الإشعاعي

ووفقاً لـ"فايننشال تايمز"، سعت المجموعة الصينية والشركة الفرنسية اللتان تملكان 30% من المشروع المشترك، إلى التهوين من خطورة المشكلة، وذلك عقب أن نشرت شبكة "سي إن إن" الأميركية في يونيو الماضي، تقريراً عن وجود مخاطر تسرُّب إشعاعي في المفاعل.

كما ذكرت الشبكة الأميركية الشهر الماضي أن شركة "فرام أتوم"، التابعة لـ"كهرباء فرنسا"، أبلغت الحكومة الأميركية عن "تهديد إشعاعي محتمل لمحطة تايشان وللعامة"، مستندة في ذلك إلى وثائق غير محددة. 

وقالت الشبكة إن مجلس الأمن القومي الأميركي عمل على استقصاء الوضع هناك، لكنه لا يعتقد أنه وصل إلى "مستوى الأزمة".

وتعد "تايشان" المحطة النووية الأولى عالمياً، التي تشغِّل "المفاعل النووي الأوروبي المضغوط"، وهو تقنية فرنسية ألمانية، عانت طيلة عقدين من مشاكل تتعلق بالتأخير والتكلفة العالية.

ووفقاً لـ"فايننشال تايمز"، تهدف هذه التكنولوجيا الحديثة، التي تم تشغيلها في محطة "تايشان" غرب هونغ كونغ، لأول مرة في ديسمبر 2018، إلى تعزيز الطاقة والسلامة.

وتتعاون المجموعة الصينية وشركة "كهرباء فرنسا" أيضاً في تشغيل محطة نووية بـ"المفاعل النووي الأوروبي المضغوط" في المملكة المتحدة، وذلك ضمن محطة هينكلي بوينت في سومرست.

وتعد الطاقة النووية، التي تمثل 5% من إجمالي الطاقة المولدة في الصين، عنصراً أساسياً في خطط الرئيس الصيني شي جين بينغ للتصدي للاحتباس الحراري، وتصفير انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بحلول 2026.