لم تُبلغ عن إصابة واحدة بكورونا.. ماذا يحدث في تركمانستان؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
مشاركون يؤدون استعراضاً خلال عرض عسكري بمناسبة عيد الاستقلال في عشق أباد، تركمانستان- 27 سبتمبر 2020 - REUTERS
مشاركون يؤدون استعراضاً خلال عرض عسكري بمناسبة عيد الاستقلال في عشق أباد، تركمانستان- 27 سبتمبر 2020 - REUTERS
دبي-الشرق

ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية السبت، أن دولة تركمانستان الواقعة في آسيا الوسطى، لم تبلغ حتى الآن عن تسجيل حالة إصابة واحدة بفيروس كورونا، بعد مُضي ما يقرب من عامين على بدء الجائحة.

وأوضحت الشبكة في تقرير أن تركمانستان، الجمهورية السوفيتية السابقة التي يبلغ عدد سكانها نحو 6 ملايين شخص، هي واحدة من 5 دول على الأقل لم تبلغ عن أي حالات إصابة بفيروس كورونا، وفقاً لمراجعة البيانات التي جمعتها جامعة جونز هوبكنز ومنظمة الصحة العالمية.

وأشارت إلى أن 3 من هذه الدول هي جزر معزولة في المحيط الهادئ والرابعة هي كوريا الشمالية.

ورفض رئيس تركمانستان قربانقلي بردي محمدوف الذي يحكم البلاد منذ عام 2006 ، تقارير عن تفشي الوباء في البلاد ووصفها بأنها "وهمية" وأبلغ الأمم المتحدة في خطاب أدلى به الثلاثاء، بأنه ينبغي عدم "تسييس" الاستجابة للجائحة.

"موجة ثالثة"

وأكدت منظمات مستقلة وصحافيون ونشطاء خارج تركمانستان وجود أدلة على أن البلاد تواجه موجة ثالثة شديدة من تفشي الفيروس، تغمر المستشفيات بالمرضى وتقتل عشرات الأشخاص، وفقاً لـ "سي إن إن".

ويقول نشطاء إن الرئيس يقلل من خطر تفشي الفيروس في محاولة للحفاظ على صورته أمام الشعب.

ونقلت "سي إن إن" عن رسلان مياتييف، وهو ناشط منفي من تركمانستان ورئيس تحرير منظمة الأخبار المستقلة "تركمان نيوز" ومقرها هولندا، أنه جمع شخصياً أسماء أكثر من 60 شخصاً قال إنهم لقوا حتفهم بسبب كوفيد 19 داخل البلاد، وكان من بينهم معلمون وفنانون وأطباء.

ولفت مياتييف إلى أنه تحقق من جميع الوفيات المسجلة بالسجلات الصحية، مشيراً إلى أن الأشعة السينية تكشف عن تلف شديد في الرئة لدى الأشخاص الذين لقوا حتفهم، وأنهم تلقوا علاجاً طبياً يتفق مع ذلك الذي يتلقاه ضحايا فيروس كورونا.

وأضاف: "بدلاً من الإقرار بالأمر والتعاون مع المجتمع الدولي، قررت تركمانستان دفن رأسها في الرمال".

وتابع أن مصادره في تركمانستان بدأت في الاتصال به بشأن رصد لحالات إصابة في مايو 2020، في نفس الوقت تقريباً الذي انتشر فيه كوفيد 19 بجميع أنحاء العالم.

وأوضح أن الرسائل الأولى التي تلقاها تحدثت عن "مرض رئوي غريب شبيه بالإنفلونزا" يصيب الكثير من الأشخاص. ونبهت "سي إن إن" إلى أن حكومة تركمانستان لم ترد على طلبات للتعليق.

"لا إصابات"

ومنذ البداية، ومع انتشار كوفيد 19 في جميع أنحاء العالم مطلع عام 2020، أصرت تركمانستان على عدم وجود حالات إصابة بها، حتى في الوقت الذي أبلغت فيه البلدان المجاورة عن تفشي المرض بشكل مرتفع للغاية.

وأبلغت إيران، التي تشترك معها تركمانستان في حدود برية طويلة، عن واحدة من أكبر حالات تفشي كوفيد 19 في العالم مع تسجيل ما يقرب من 5.5 مليون حالة إجمالية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وقالت نائبة مديرة قسم أوروبا وآسيا الوسطى في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، راشيل دنبر: "ننظر إلى ما يحدث في البلدان الأخرى بالمنطقة ونتساءل كيف يمكن أن تكون تركمانستان مختلفة؟".

وفقاً للمواقع الإلكترونية لوزارتى الخارجية البريطانية والأسترالية، تم تعليق جميع الرحلات الجوية إلى تركمانستان حالياً ولا يُسمح إلا للمواطنين التركمان بدخول البلاد.

وفي يونيو 2020، أصدرت السفارة الأميركية بالعاصمة عشق أباد، تحذيراً صحياً من "تقارير عن مواطنين محليين يعانون من أعراض كوفيد 19"، ووضعهم في الحجر الصحي لمدة تصل إلى 14 يوماً، وهو التحذير الذي وصفته حكومة تركمانستان بـ"الكاذب".

ولم تؤكد بعثة منظمة الصحة العالمية إلى تركمانستان في يوليو 2020 أي إصابات بفيروس كورونا داخل البلاد، لكنها قالت إنها قلقة من "زيادة أعداد حالات الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي الحادة والالتهاب الرئوي".

وقال أحد مسؤولي منظمة الصحة العالمية إن "على تركمانستان التصرف كما لو كان مرض كوفيد -19 ينتشر بالفعل".

الموافقة على اللقاحات

وفي يناير من العام الجاري، وافقت تركمانستان على استخدام لقاح "سبوتنيك في" المضاد لفيروس كورونا.

وفي يونيو الماضي، وافق البنك الدولي على إقراض حكومة تركمانستان 20 مليون دولار، معظمها للمرافق الصحية والبناء، كجزء من برنامج "لمنع واكتشاف والاستجابة للتهديد الذي يشكله كوفيد 19".

ومؤخراً، قال الرئيس بيردي محمدوف، الثلاثاء، إن جهود المجتمع الدولي في معالجة جائحة كوفيد -19 كانت "غير كافية"، على الرغم من أنه لم يذكر الوضع داخل بلاده.

وقال: "لقد كشفت الجائحة عن إخفاقات منهجية خطيرة في الاستجابة الدولية لهذا التحدي".

وذكرت"سي إن إن"، إنه لا يتسنى التأكد من حقيقة الوضع داخل البلاد، حيث لا يُسمح بحرية الصحافة والتدقيق المستقل، واحتلت تركمانستان المرتبة 178 من بين 180 دولة ومنطقة في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2021 لمنظمة "مراسلون بلا حدود".

وتعرض المواطنون التركمان الذين ينتقدون الحكومة سلمياً لعقوبات شديدة، وفقاً لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، التي أوردت تقارير عن عمليات تعذيب واختفاء بحق المنتقدين.

اقرأ أيضاً: